TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: شهادات غير مسيّسة

كردستانيات: شهادات غير مسيّسة

نشر في: 4 إبريل, 2012: 09:31 م

 وديع غزواناعتاد العراقيون من بغداد و محافظات العراق الأخرى  على زيارة إقليم كردستان بين فترة وأخرى لأسباب متعددة في مقدمتها الراحة والتمتع بما منحته الطبيعة لمدنها من أجواء إضافة  إلى استقرار الواقع الأمني الذي شجع البعض على إدارة أعمالهم من هناك ،
كما أن هذا الاستقرار حفّز الأطباء الاختصاصيين العرب والعراقيين والأجانب على معاينة مرضاهم من خلال مجمعات صحية معروفة صارت تنافس -على الأقل- دول الجوار وتغني المرضى وذويهم من معاناة التأشيرة والمبالغ العالية التي يتطلبها العلاج في الخارج . لم تعد الإشارة إلى تلك المظاهر من تطور مدن الإقليم نوعاً من الكلام غير المستند إلى واقع ،فهي وغيرها أصبحت من سمات هذه المدن التي كانت إلى وقت غير بعيد تعاني   مشاكل جمّة فأي زائر لابد  من أن يلحظ  أنّ شيئاً جديداً قد حصل في هذه المدينة أو تلك بين زيارة وأخرى .و  قبل أيام كنت في زيارة أحد الأقارب الذي عاد قبل يومين  من جولة مع عائلته قضاها في دهوك وأربيل خلال عطلة مؤتمر القمة وكان من الطبيعي أن يحدثني عن مشاهداته الكثيرة فقال : إن أكثر الذي يشعرنا بالفخر في تلك المدن هو روح التعايش والتآخي والتسامح بين العراقيين جميعاً ، تلك الروح المتجسدة واقعياً في المجتمع حيث لا تشم تلك الروائح الكريهة للطائفية والتعصب ، بل تخجل حتى من السؤال عن ذلك إذا ما غلبك الفضول لسبب ما ، فهوية الكردي  والعربي  والتركماني  وغيرهم هي العراق ولا تشعر بهوية الشخص إلا من خلال حديثه حيث تنبئك لغته أو لهجته عن مدينته التي جاء منها إلى كردستان زائراً أو مقيماً دائمياً .ومن أجل استفزاز صاحبي تطرقت معه إلى ما يشاع عن تشديد إجراءات الدخول إلى مدن الإقليم خاصة أربيل فأجاب :لا ننكر ذلك ولكنها ضرورية للجميع ، وهي إجراءات غير مخصصة أو مرتبطة بمسؤولي الإقليم ، بل تربتط بأمن المجتمع ككل ، لذا فهي  مهمة .ثم استغرب محدثي وهو عربي قح وذو توجه قومي سابق ، تلك الحملة المفتعلة بقصد ضد الإقليم ومجانبتها الواقع ومنها كما يقول حديث للنائب حسين الأسدي قال فيه  "  إن التطور الأمني والخدمي للعراق لا يروق للكرد وإن الحكومة الاتحادية ورئيس الوزراء ونائبه الشهرستاني يتعرضون لحملة إعلامية من قبل التحالف الكردستاني بعد أن تمكن المالكي من إدارة البلاد بشكل صحيح .. وإن التطور الأمني والخدمي الحاصل لا يروق للكرد .. "! لا نريد أن نعلّق  على ما قاله النائب الأسدي ولا الشهرستاني وغيرهما ، فيكفي كردستان شهادة أي عراقي يزورها عندما يتحدث في بيته وبين أصدقائه عن تلك القيم المتأصلة التي عرفناها عن الكرد البعيدة عن التعصب والكراهية ، فهي شهادات غير مسيّسة ولا تعبّر إلا عن هوية العراقيين جميعاً وأصالة انتمائهم التي لم يستوعب عدد غير قليل من السياسيين روحها وجوهرها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram