بغداد/ إياس حسام الساموكلم تنجح اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني في وضع اللمسات الأخيرة لعقده في الموعد المتفق عليه اليوم الخميس، بعد أن تركزت الخلافات على اعتماد اتفاقية أربيل التي تشكلت بموجبها الحكومة أواخر عام 2010.وسبق أن حددت رئاسة الجمهورية اليوم الخميس موعدا للمؤتمر الوطني، لكن رئيس البرلمان أسامة النجيفي أعلن ترحيله إلى أجل غير مسمى، تحت ضغوط الخلافات السياسية .
النجيفي ، الذي تحدث لمجموعة من الصحفيين في مقر مجلس النواب أمس ذكر أن " المؤتمر الوطني لن يعقد اليوم والأجواء غير مهيأة لذلك"، عازيا السبب إلى "اتساع شقة الخلافات بين القوى السياسية خلال الاجتماع التحضيري ليوم الثلاثاء الماضي".ابرز أسباب التأجيل قال النجيفي إنها " الخلافات بين بغداد وإقليم كردستان"، كما حذر من أن "عقد المؤتمر في الظروف الحالية لن ينتج إلا مزيدا من الأزمات".غير أن مصادر مقربة من اللجنة التحضيرية أبلغت (المدى) أمس "إن أهم أسباب التأجيل مطالبة ائتلاف دولة القانون بإبعاد اتفاقية أربيل عن المؤتمر الوطني وذلك لعدم الحاجة إليها، وهو أمر اعترضت عليه باقي الكتل السياسية خصوصا التحالف الكردستاني والقائمة العراقية".ائتلاف دولة القانون اعتبر تأجيل المؤتمر الوطني طبيعيا، كما انه ذهب إلى أبعد من ذلك، باستبعاد انعقاده على المدى القريب، وقال إن العملية السياسية ستسير حتى وإن لم يتم، متهما أطرافا لم يسمها بالضغط عليه للحصول على مكاسب سياسية.وذكر النائب عن دولة القانون احسان العوادي "هناك جملة كبيرة من المشاكل السياسية لا يمكن للمؤتمر الوطني حلها في سلة واحدة.. هناك تدخلات واستقواء بالخارج من قبل بعض الشركاء".ولم يستغرب العوادي إعلان النجيفي تأجيل المؤتمر الوطني، "هناك مستجدات تلوح بالأفق خاصة مع نجاح القمة العربية وانفتاح بغداد على المنطقة أغضب خصومنا في العملية السياسية وعملوا طوال الفترة الماضية على إجهاض الاجتماع الوطني بعد فشلهم في طرح الملف الداخلي على قمة العرب.. لكنني أرى عدم إمكانية عقد المؤتمر الوطني على المدى المنظور".وبعكس ما تم طرحه من بعض الكتل السياسية من نظرية "تصفير الأزمات"، يرى ائتلاف دولة القانون صعوبة تطبيق هذا الحال، فقد أفاد العوادي في تصريح لـ(المدى) أمس "ما يمكن فعله الآن تقويض الخلافات.. لكن حتى هذا الخيار قد يبدو بعيد المنال مع وجود شركاء وحلفاء يبغون تحقيق المأرب الشخصية والحزبية". بالمقابل فإن النائب عن التحالف الكردستاني شوان محمد طه ربط تأجيل المؤتمر الوطني بـ "عدم استكمال الأرضية الكاملة لعقده من قبل اجتماعات اللجنة التحضيرية.. لإن إتمام الاجتماع المرتقب دون ضمانات من شأنه أن يترك نقاطا سلبية على العملية السياسية".طه في تصريح لـ(المدى) أمس قال "نرغب بأن يكون المؤتمر الوطني الوصفة الناجحة للازمة الحالية"، مبديا استغرابه من رفض ائتلاف دولة القانون اتفاقيات أربيل التي تشكلت بموجبها الحكومة ، وأوضح "على أساس هذا الاتفاق حفظت العملية السياسية من الانهيار وإلغاؤه من شأنه ترك فراغ لا يسد في المشهد العراقي". التفاصيل ص3
اتفاقيّات أربيل تؤجل المؤتمر الوطني إلى إشعار آخر
نشر في: 4 إبريل, 2012: 11:03 م