حسين رشيدطوال السنين الماضية من مرحلة التغيير عاشت نينوى فترة مضطربة كحال بقية مدن العراق، لكن في السنتين الأخيرتين ساء الحال أكثر بعد ما شهدته المحافظة من عمليات إرهابية طالت الأبرياء من المدنيين بمختلف انتماءاتهم، في محاولة لتغيير هوية المدينة المتآخية والمتعايشة بحب وسلام،
إضافة الى استهداف عناصر الأمن من قبل المجاميع الإرهابية المتمثلة بتنظيم القاعدة وخلاياه المتحالفة مع البعثيين وأجهزة الأمن السابقة وبعض من يدعي ما يسمى « بالمقاومة «.طوال تلك الفترة وما رافقها من قتل وتفجير وإرهاب، تحولت المحافظة إلى مدينة مهجورة، لم نسمع او نقرأ دعوة واحدة من جهة سياسية أو تكتل أو حزب للعمل على تخليص أبناء الحدباء من سكين الإرهاب رغم كل العمليات الإجرامية التي هزت الضمير العالمي لكنها للأسف لم تزحزح ولو قيد شعر من ضمائر بعض الساسة العراقيين. ومع نفاد صبر الحكومة والأجهزة الأمنية واعلانها عن انطلاق عملية «سور نينوى « الأمنية والتي أسفرت في يومها الاول عن اعتقال عشرات الإرهابيين من تكفيريين وبعثيين وممولين للإرهاب، حسب التصريحات الاعلامية لقادة الجيش والشرطة، انطلقت أصوات المعارضين لهذه العملية من برلمانيين وسياسيين ومسؤولين محليين يعللون الأمر بعدم معرفتهم بوقت العملية وأسبابها؟ّ!. وهذا ما يثير العجب والعجاب وكأنهم يعيشون في واد آخر من المدينة بصورة خاصة والبلد عامة، أين كنتم ياسادة يا معترضون حين كان الإرهاب يذبح الناس والمفخخات تجول في شوارع المدينة؟! أين كنتم من ما يسمى الدولة الإسلامية التي تؤسس لإعلان حكومتهم،أين كنتم من صرخات النساء وعويلهن على أبنائهن وأزواجهن وإخوانهن، أين كنتم من فتوى التكفير للآخرين والعمل على تهجريهم والكثير الكثير مما جرى ويجري في مدينة الحدباء التي سرق منها كل شيء جميل، المدهش في الأمر أن المعترضين هم أنفسهم الذين يحملون الحكومة والأجهزة الأمنية المسؤولية عن أي تفجير أو عمل إرهابي يودي بحياة الأبرياء.ومن بين هذه الاعتراضات التي تناقلتها وسائل الأعلام والوكالات الإخبارية ما أعلنه نائب برلماني يمثل المحافظة عن احد الأحزاب الإسلامية المتنفذة فيها، من على شاشة العراقية بمعية اللواء محمد العسكري الذي عرض اسماء وصفات وصور المتهمين الملقى القبض عليهم ومنهم وزراء في ما يسمى بالدولة الإسلامية، اضافة الى ادلة تثبت تورطهم وارتكابهم اعمالا اجرامية، ورغم ذلك اصر النائب على ان العملية غير شرعية وان مجلس المحافظة لم يكن له علم بها واصر اكثر على براءة المتهمين وهو يصف الحالة: لقد هجمت القوات في وقت متأخر من الليل واحتجزت الناس (وشنطنتهم)؟! ليتساءل مقدم البرنامج عن معنى الكلمة، حتى شرحها له النائب بالاشارة « شناطات « تعنى تقييد الأيادي أي تكتيف الشخص، ترى ماذا كان يأمل النائب المعترض على كل شيء من عمليات الاعتقال؟ ان يبلغوا المتهمين قبل يومين ويأتوهم حاملين وروداً ورياحين، ويفرشون لهم الدرب بالسجاد الاحمر، وعاد النائب وأشار الى ان من بينهم ابرياء وهذا الشيء ممكن فقد بين العسكري ان هناك قضاء مستقلاً وتحقيقاً وكل شيء يجري دستوريا وقانونيا، ورد المعترض كان يجب تبليغنا قبل العملية باسماء المتهمين رافضا قدوم قوات من بغداد. وانا معك يا سيادة النائب كان يجب اعلامكم باسماء المتهمين والارهابيين قبل فترة ليتسنى لكم القيام بدوركم البطولي!!
على الارجح: (شناطات) (سور نينوى) الأمنية
نشر في: 10 أكتوبر, 2009: 06:20 م