اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الهيمان في حدائق الكتب

الهيمان في حدائق الكتب

نشر في: 5 إبريل, 2012: 07:50 م

 أحمد عبد الحسينأخبار معرض أربيل للكتاب تأتيك حتى قبل أن تصل أربيل، في السيارة التي أقلتني إلى هناك كان حديث بين شابين ذاهبين لرؤية المعرض عن أنباء تقول ان المعرض زاره في يومه الأول أكثر من 65 ألف زائر، وكان لا بدّ أن يقودهما الحديث للمقارنة بين معرضيْ بغداد وأربيل، التمسا العذر لبغداد لأنها تقيمه لأول مرة بعد سنوات غياب،
ولأن الوضع الأمنيّ بالكاد يسمح بإقامة معرض للكتاب كيفما اتفق، فمجرد افتتاحه يعدّ في هذه الظروف أمراً إيجابياً. معرض أربيل السابع للكتاب صار ذا تقاليد وأعراف تترسخ سنة إثر أخرى، ويبدو أن الشابين من روّاد هذا المعرض في سنواته السابقة، حين عرفا انني من المدى تحدثا إليّ عن ضرورة الاستفادة من تجربة هذا المعرض في المعارض الأخرى التي تقام في سائر محافظات العراق، وطلبا مني نقل اقتراحهما بضرورة أن يحضر وفد من وزارة الثقافة العراقية للاطلاع على تجربة أربيل في هذا المجال عسى أن تكون معارضنا الأخرى أكثر تنظيماً في المستقبل.وأنا في السيارة اتصلت بزميلي يوسف المحمداوي الذي أخبرني ان أجواء احتفالية تجري هنا في المعرض وان كثيراً من زملائنا الأدباء والإعلاميين التقيتهم وان فعاليات ستقام اليوم، وعدد لي من بين الزملاء: سرمد الطائي، فاروق صبري القادم من الإمارات بعد مشاركته في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، رشيد خيون، عدنان الطائي، صفاء خلف، علي محمود خضير،  عمر الجفال، وطبعاً الفنان نصير شمه الذي أحيا قبل يومين حفلة ما زالت مدار الأحاديث هنا، وأدونيس الذي سيحيي اليوم أمسية ينتظرها الجميع بشغف.إنها فعلاً قمّة ثقافية كما وصفها الزميل يوسف، ففيها أسماء هي من الأهمية بحيث يمكن لحضورها أن يجعل من كلّ مكانٍ عيداً ثقافياً.ما ان وصلت إلى بوابة المعرض حتى أدركت مدى حسن التنظيم،  شبّان يستقبلون الزائرين بحفاوة اعتادوا عليها، ويبدو انهم دُرّبوا كثيراً على ذلك، وأدركت ان سبع سنوات من الخبرة كافية لإنجاح أية فعالية.غياب التبويب الإلكترونيداخل المعرض كان كلّ شيء يوحي بالتنظيم المتقن، غير ان اللبناني عبد القادر قال ان هناك مأخذاً تنظيمياً على المعرض يتعلق بالتبويب الإلكترونيّ، فليس هنالك فهارس الكترونية يمكن أن تعين الباحث عن كتاب ما، لكنه أكد لي بثقة ان المعرض ـ مع ذلك ـ يضاهي المعارض التي نقيمها في عواصم العالم. وحين سألته: هل هي المرة الأولى التي تأتي فيها إلى أربيل؟ أجابني : بل هي المرة السابعة! فأنا دائم الحضور منذ المعرض الأول. قال ان دارنا "العربية للموسوعات" ذات سمعة طيبة في العراق عموماً وفي هذا المعرض بالذات، ومبيعاتنا لا تتراجع أبداً بل اننا نتوقع ـ رغم ان هذا المعرض في أوله ـ انه سيكون أفضل من المعارض السابقة، فالكتاب يقرأ من عنوانه كما يقال. والحضور مشجع جداً.مشهد مفرح لكنه لا يناسبنا!رأينا بضع فتيات بلباس مدرسيّ موحد، فقلت له: هذا تقليد رائع، أن تحضر المدارس طلابها وطالباتها، وأن يربوهم على حبّ الكتاب واقتنائه، أجابني ضاحكاً: طبعاً هو تقليد محمود لكنه لا يناسبنا تماماً، فسألته مستغرباً: ولماذا لا يناسبكم؟ قال: لأنّ هؤلاء من طلبة الثانوية، وهم في العادة لا شأن لهم بالموسوعات والبحوث التي تحتاج إلى كتب الموسوعات، كتبنا يحتاجها طلاب الكليات والدراسات العليا غالباً، ومؤسسات البحوث، وكلما زاد عدد هؤلاء زادت مبيعاتنا، ولهذا فإنّ ما تراه الآن في هذا المشهد، مشهد الفتيان والفتيات، قد يكون مفرحاً لأنه يعد بظهور جيل يقرأ، لكننا نتمنى أن يكون عدد طلاب الجامعات بقدر عدد هؤلاء الأطفال.أشرف الناسالأستاذ منتظر نوري فاجأني بقوله: اذكر على لساني ان العراقيين عرباً وكرداًمن أشرف الناس، وقبل أن أسأله عن مناسبة قوله، قال: في معارض بغداد والموصل وأربيل حين نترك كتبنا في الشارع أحياناً أو في مكان ما ونضطرّ للذهاب إلى مكان ما نجد الكتب على حالها، شعب في منتهى الأمانة، مع ان لنا تجارب في عواصم عربية أخرى لا تسرّ. سألته عن موقع معرض أربيل بين المعارض الأخرى التي شهدها؟ قال انه الأفضل، رغم اني ـ والكلام لم يزل للأستاذ نوري ـ اندهشت بما رأيت في معرض الموصل من إقبال على الكتاب خصوصاً من جانب النساء، ومفاجأتي متأتية من ان هناك نظرة تقليدية تحصر الموصل في صورة المدينة المحافظة وغير المستقرة أمنياً، لكن المدينة فاجأتنا حقاً، غير ان لأربيل ومعرضها مذاقاً خاصاً لجهة التنظيم كما لجهة اهتمام المؤسسات الرسمية.ويبقى الشعر يتيماًيقال عادة ان كتب الشعرلا تباع في معارض الكتب، وهي الأقل حظاً من اهتمام القرّاء والمؤسسات، ويبدو ان هذه الحقيقة تترسخ، كان لا بدّ لي ـ من أجل التقصي عن هذه الحقيقة ـ أن أزور داراً مختصة بكتب الشعر، فذهبتُ إلى دار "الغاوون" اللبنانية التي كان فيها صديقنا الشاعر صفاء خلف، سألته عن سرّ حال المسكنة التي يمرّ بها الكتاب الشعريّ ، وهل لذلك علاقة بأهمية ما يكتب وينشر من شعر أم هناك اسباب اخرى فقال: تتراجع مبيعات الكتاب الشعري في العراق، ليس لعدم وجود شعر جيد، لكن لفقدان ثقة المتلقين بالتجربة الشعرية. سألته: لكن الشعراء المكرّسين لا يزالون يحظون بحضورهم، فقال: نعم لكنّ الأصوات العالية التي كانت تروجها المؤسسات والايدولوجيات اخت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram