كركوك /المدىأعلنت محافظة كركوك امس الخميس، عن بناء 500 مدرسة في عموم مناطق المحافظة منذ عام 2006، مؤكدة عزمها على التخلص من المدارس الطينية في العام المقبل.وتسعى وزارة التربية الاتحادية إلى القضاء على المدارس الطينية في كافة محافظات العراق، إذ رسمت خطة لبناء المدارس الحديثة ضمن منحة البنك الدولي لبناء المدارس البالغة 100 مليون دولار.
وكانت تربية محافظة كركوك أعلنت في أواخر العام الماضي أن المدارس الطينية المتبقية في المحافظة يبلغ عددها 39 مدرسة موزعة في مناطق متفرقة.وقالت فوزية أوانيس معاونة مدير تربية كركوك لوكالة كردستان للانباء (آكانيوز) إنه "منذ بداية العام 2006 ولحد الآن تم بناء نحو 500 مدرسة في محافظة كركوك حيث شمل البناء الأقضية والنواحي أيضا".وأعلنت مديرية تربية كركوك في شباط الماضي عن بناء 29 مدرسة حديثة في كركوك والاقضية والنواحي التابعة لها ضمن حملة القضاء على المدارس الطينية بشكل نهائي.وأضافت اوانيس ان "قسما من المدارس تم بناؤها عن طريق مبالغ تنمية الأقاليم وقسم منها على ميزانية الخطة الاستثمارية لوزارة التربية وقسم آخر تم بناؤها عن طريق قوات التحالف وقسم آخر عن طريق بعض المنظمات المدنية".وأشارت إلى ان "هناك مدارس بنيت بكلفة 1.5 مليار دينار وأخرى بـ 700 مليون دينار والحقيقة المبالغ عالية جدا ولا أستطيع أن أحدد مبالغ المدارس الـ 500 إجمالا".وكان وزير التربية محمد تميم قد قال في وقت سابق على هامش جولة تفقدية شملت مقر المديرية العامة لتربية كركوك وعدد من مدارس المحافظة إن "الوزارة تسعى للقضاء على المدارس الطينية في كافة محافظات العراق".وأضاف "لدينا خطة إستراتيجية لبناء عشرات المدارس الحديثة ضمن منحة البنك الدولي والتي خصصت في فترة سابقة بمبلغ نحو 100 مليون دولار لبناء المدارس"، مشيرا إلى "صعوبة الحصول على تخصيص أراض والتي تحول دون بناء المدارس في المحافظات".وبالنسبة لمبالغ تنمية الأقاليم قالت اوانيس إنها "تختلف من سنة لأخرى حيث خصص لمديرية تربية كركوك في إحدى السنوات 18 مليون دينار و22 في سنة أخرى لذلك لا يوجد مبلغ ثابت بالنسبة لتنمية الأقاليم".وتابعت تقول "أما بخصوص المدارس الطينية مازال لدينا 28 مدرسة طينية ولكن وزارة التربية أحالتها إلى شركات متعددة من أجل إزالتها يعني في عام 2013 ستزول كل المدارس الطينية ولن تبقى أي مدرسة طينية لا في كركوك ولا في الاقضية والنواحي".يشار إلى أن كركوك الواقعة على بعد 255 كم شمال العاصمة بغداد من المحافظات المتنازع عليها بين حكومتي بغداد الاتحادية وإقليم كردستان ويقطنها خليط قومي وديني.وقال مدير قسم الأبنية المدرسية في تربية كركوك خلف خليل نصيف إن المحافظة تواجه الكثير من المشاكل بسبب ازدواج الدوام، مبينا ان كركوك بحاجة إلى أكثر من 300 مدرسة إضافية لحل مشكلة نقص المدارس.ويعانى العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي من قلة المدارس للمراحل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، إضافة إلى وجود مئات المدارس الطينية التي تنتشر في الأرياف والمناطق النائية في البلاد، مما دفع بغالبية المدارس الموجودة إلى اعتماد الدوام الثنائي والثلاثي في مسعى "غير مجد" لحل المشكلة.ويرى استاذ العلوم رشيد جهاد إن كركوك "شهدت طفرة نوعية في بناء المدارس، وان المدارس الطينية الآن اقتصرت على القرى والأرياف، وتخلو المدينة حاليا من أي مدرسة طينية".وأعلنت المديرية العامة لتربية كركوك مؤخرا عن بناء أربع مدارس جديدة ذات ستة صفوف و12 صفاً بكلفة بلغت نحو مليار و237 مليون دينار ضمن خطة تنمية الأقاليم للعام2011.وتوزعت المدارس المنجزة على مركز المحافظة والاقضية والنواحي التابعة لها، وقامت ببناء هذه المدارس الملاكات الهندسية العاملة في قسم الأبنية المدرسية التابعة لمديرية تربية كركوك.وتقول تربية كركوك إن 51 مشروعاً آخر قيد الانجاز يتضمن بناء مدارس وأجنحة مدرسية إضافية وينقسم على جميع أنحاء المحافظة.وقال وكيل وزارة التربية حسنين فاضل معلة إن "ظاهرة المدارس المزدوجة ستنتهي في العراق خلال العام 2013".rnوأوضح أن "الوزارة أحالت 795 مدرسة جديدة للتنفيذ في المحافظات ما سيسهم في حل ظاهرة الدوام المزدوج في العديد من المدارس"، لافتا إلى أن "هنالك غرفة عمليات في الوزارة تجتمع أسبوعيا للوقوف على مستوى انجاز المشاريع".وأشار قائلا إلى إن "مشروع الـ 5 آلاف مدرسة سيقضي على ظاهرة المدارس الطينية في المحافظات العراقية في غضون سنوات".ويقول مسؤولو كركوك إن المحافظة تعاني من مشاكل أخرى أبرزها قلة الصلاحيات الممنوحة للمحافظة والتي تحول دون الكثير من المشاريع في كركوك، لاسيما التابعة للقطاع التربوي.ويطالب المسؤولون بـالدعم الوزاري وحل مشاكل التعليم والتربية، وتحديدا في مسالة التعيينات خاصة وان المحافظة بحاجة إلى درجات وظيفية.وبدأت الدراسة الكردية في كركوك تزدهر وعليها إقبال كبير بعد سنوات من الحرمان بفعل سياسات النظام السابق والذي حظر بموجبها التعليم باللغة الكردية في إطار التغيير الديمغرافي للمحافظة.ودعمت حكومة إقليم كرد