بغداد/ المدىنشر مركز "إستراتيجي بيج" الاميركي المتخصص بالشؤون العسكرية تقريراً تناول فيه الوضع العراقي في ظل الأحداث المحيطة به، معتبرا أن "العراق وعلى الرغم من محاولته الوقوف على الحياد الا أن الصراع الدائر في المنطقة يجبره على الوقوف مع أحد الأطراف المتصارعة"، في اشارة الى المعسكر الايراني.
ولفت التقرير إلى أنه بين الضغط الإيراني لدعم النظام السوري، والدعم العربي للمتمردين السوريين هناك، "يقف العراق على الحياد، وهذا يعني أن لا يوجد دعم رسمي عراقي للثوار في سوريا، كما يعني تجاهل الجهود التي يبذلها الشرائح العراقية المهيمنة على طول الحدود مع سوريا".وتابع التقرير الاميركي قائلا "لكن ذلك يسجل نقاطا ايجابية للعراق يمكنه الاستفادة منها في حال تمكنت المعارضة السورية من الفوز، خصوصا أن العراقيين لا يهتمون ببقاء النظام السوري المقرب من ايران والمدعوم من حزب البعث المكروه".وأشار التقرير إلى أن "البعث في العراق وسوريا اعتاد أن يكون في موقع موحّد، لكن ومنذ العام 1960 وبسبب النزاع على القيادة، ذهب كل فرع على حدة لتأسيس ديكتاتورية خاصة به، ليًسحق في ما بعد حزب البعث في العراق اثر حرب اسقاط صدام عام 2003".وبعدما اشار الى قلق "صف سياسي معين يمثل اكثر من نصف العراقيين"، اوضح التقرير ان "التوتر والقلق ازدادا بعد اندلاع الاحداث في سوريا اذ أن الديموقراطية تعني حكم اغلبية معينة التي يمكن أن تشكّل تحالفاً مع الحكومات الأخرى، وهذا من شأنه أن يضع العراق تحت سيطرة طائفة معينة".ويقول التقرير أن "اغلب الدول العربية تعتقد بأن هذا التحالف سيكون الحل لاحتواء ايران، ورغم أن الأطراف المهيمنة على الحكومة العراقية تجد صعوبة في اقناع جيرانها أنها لا تدعم التوسع الايراني في المنطقة، الا أن الخلاف الديني بين ايران والمملكة العربية السعودية، يجبر العراق بقوة على اظهار الولاء لهذا الطرف أو ذاك".وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد قال ان سوريا دولة محورية وليست هامشية، على حدودها العراق والاردن ولبنان وفلسطين المحتلة وتركيا ، ورأى أن تركيا تريد أن تمتد وتتوسع في سوريا، ولبنان سيكون في حرج حين يأتي نظام طائفي في سوريا، والاردن يخشى من مجيء حركة اسلامية في سوريا لأنها ستتمدد إلى أراضيه، و”اسرائيل” تخشى من ارتباك المعادلة التي تم انجازها على ضوء المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية.واشار المالكي الى انه يعتقد “أن الازمة السورية ليست في نهايتها وقال ” أنا أتوقع أن تطول الأزمة والنظام موجود. وسيبقى موجوداً”.وفي معرض رده على الانتقادات التي وجهت للعراق بسبب موقفه الرافض لتسليح المعارضة السورية اكد رئيس الوزراء العراقي أنه لم ينحز طائفياً، وأنه لا يجامل النظام السوري على حساب شعبه، وأنه يريد أن يأخذ الشعب السوري حقوقه، مشيراً إلى أنه “عاش في سوريا ستة عشرعاماً ويفهم التحديات”.واعتبر المالكي مزاعم بعض الاوساط السياسية والاعلامية عن إعطاء سوريا عشرة مليارات دولار بأنها عارية عن الصحة وقال:”ان العالم يتصور أن العراق الحالي هو مثل عراق صدام حسين، وان بعض الدول العربية تعتقد أن بإمكان الرئيس أو المسؤول أن يوقع شيكات بالمليارات، بينما الواقع يؤكد ان ذلك لا يمكن ان يحصل الا بقانون”.
الصراع الإقليمي يجبر العراق على مساندة المعسكر الإيراني
نشر في: 5 إبريل, 2012: 08:36 م