TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: دمشق والعاشر من نيسان

في الحدث: دمشق والعاشر من نيسان

نشر في: 6 إبريل, 2012: 09:39 م

 حازم مبيضينيقف النظام السوري هذه الأيام أمام استحقاق العاشر من نيسان, وهو الموعد المحدد لانتهاء المهلة الممنوحة له لوقف القتال, وسحب القوات من المناطق السكنية, في وقت يرى فيه أمين عام الأمم المتحدة أن العنف مازال مستمراً, وبشكل يبعث على القلق, وفي ظل تعهد من المبعوث الدولي كوفي عنان,
 بالسعي لإنهاء عمليات قوات المعارضة في غضون يومين من اتخاذ القوات الحكومية الخطوة الأولى بوقف القتال, وللتأكيد على احترام الموعد هدد مجلس الأمن الدولي باتخاذ خطوات أخرى, لم يحددها, إن لم تلتزم دمشق بالمهلة, التي دعا عنان إلى متابعتها وموافاته بتفاصيل الالتزام بها, وبالرغم من أن روسيا والصين  أكدتا استمرار معارضتها لأي محاولات لفرض عقوبات على سوريا, فإن المجلس الأممي حذر من أنه سيدرس خطوات أخرى بما يلائم الوضع.في مواجهة هذا التحذير والتهديد, تطلع دمشق بتفسيرها للموعد, وترى أن إتمام انسحاب الجيش من المدن ليس مرتبطاً بمهلة زمنية، وأن موعد العاشر من نيسان  يرتبط بمدى التزام الأطراف الأخرى بتنفيذ الخطة, ويبدو أننا هنا أمام تفسيرات مختلفة, فدمشق تنفي وجود موعد أو مهلة لإتمام الانسحاب العسكري من البلدات والمدن، وأن الموعد الذي يتحدث عنه العالم مرتبط بعملية بدء الانسحاب لوحدات من الجيش, وليس انتهاء عمليات الانسحاب, وهو بذلك لا يعد مهلة بحد ذاته, وهنا نجد أنفسنا بانتظار الاتفاق الذي يجري التفاوض حوله, بشأن بروتوكول التعاون الخاص بتنظيم مهمة نشر المراقبين في سوريا, مع توقع تباين الفهم حول تحركات المراقبين مستقبلاً, وإذا ما كان واجباً أن تتم بالتنسيق مع الجانب السوري الذي يتولى حمايتهم.قبل الوصول إلى الموعد بأيام, أعلن المبعوث الدولي كوفي عنان, أنه يجب على الرئيس السوري القيام بعمل أكبر بكثير وبشكل ملح, وأنه يلزم القيام بخطوات فورية يمكن التحقق منها, لإكمال تطبيق الالتزامات في الأيام الحاسمة المقبلة, وهو بذلك يرد على إبلاغ الحكومة السورية له انها بدأت في الانسحاب الجزئي من بعض المدن, التي شهدت انخفاضاً في أعمال العنف التي تتهم بها معارضيها, لكن عنان يرد بأن العنف لا يزال متواصلاً, وهناك تقارير يومية عن مستويات مقلقة من الضحايا وغيرها من الانتهاكات, وهو في مواجهة رسالته للنظام يؤكد أن جماعات المعارضة, التي تحدث معها فريقه, التزمت بالدعوة إلى وقف, العنف فور تطبيق الحكومة السورية لالتزاماتها بشكل واضح.عواصم صنع القرار لا تبدو متفائلة بسير الأحداث إلى الأفضل في الشأن السوري, وباريس التي اخذت على عاتقها شن أقسى الهجمات الإعلامية ضد نظام البعث السوري, تعود اليوم لتؤكد تشاؤمها, وهي إذ تتهم الأسد بخداع المجتمع الدولي, فانها ترى أن مسار الأمور لا يوحي بأن مهمة عنان ستضع حداً للقتال في سوريا، حيث أن الرئيس السوري يتظاهر بقبوله خطة عنان, في حين يواصل استخدام القوة ضد شعبه في آن معاً, وواشنطن من جانبها تبدي عدم ثقتها بالأسد, ومعهما كل سياسيي الغرب, باستثناء روسيا, ومعهم أيضاً المجلس الوطني السوري المعارض, المتشكك بالتزام دمشق بخطة عنان, ومع كل هؤلاء عواصم فاعلة ووازنة في عالمنا العربي. نحن إذاً إزاء موعد يحمل الكثير من الاستحقاقات, التي يجب على دمشق التنبه إلى أن عدم الوفاء بها, سيجر البلاد إلى حالة أسوأ من القائمة اليوم, على ما فيها من سوء وقبح, كما أن على المعارضة, وخصوصاً معارضة الخارج, النزول عن الشجرة التي صعدت إلى أعلى ما فيها, على أمل أن التدخل الخارجي سيتكفل بإنزالها من هناك إلى كرسي السلطة, فالشعب السوري دفع أثماناً باهظة وهو يستحق الوصول إلى نتائج تتناسب مع كل تلك التضحيات.سلام على سوريا والسوريين قبل العاشر من نيسان وبعد ذلك الموعد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram