((الحلقة الخامسة)) كتابة وتصوير/ سها الشيخليتعرضت الشركة العامة للتبوغ والسكائر إلى السرقة والنهب والتخريب في أحداث عام 2003، وتوقفت اثر ذلك عن العمل نتيجة تخريب البنى التحتية فيها وقدم مكائنها، إلا أنها نهضت من جديد لتعيد العمل إلى مفاصل معاملها العديدة في عام 2010، بطرق عدة منها الاستثمار مع شركات ايطالية واسبانية وتشيكية.
تأسست الشركة في منتصف الخمسنيات من القرن الماضي إثر دمج عدد من المعامل الأهلية المنتجة للسكائر، وفي عام 1963، تم تأميم الشركة وسميت بالمنشأة العامة للدخان العراقية ، وأدخلت المكننة في العمليات الإنتاجية بعد أن كان يدويا، وتنوع الإنتاج فيها ليشمل إنشاء مصنع شخاط الأمين عام 1975 ، وبموجب قانون الشركات العامة  رقم 22 لسنة 1997 صار اسمها الشركة العامة  للتبوغ والسكائر ، وتنتج الشركة أنواعا من السكائر منها: سومر ، بغداد والرشيد. وللشركة معامل عدة منها: معمل بغداد : وهو من أقدم معاملها وأكثرها شهرة يقع في الكرادة وينتج انواعا من السكائر منها : سومر ورقي شفاف (مسلفنه) تتكون التوليفة من 65% تبوغ فرجينية، و35% تبوغ شرقية، سومر قصير كارتوني كنك سايز المتكونة من 75% تبوغ فرجينية، و25% تبوغ شرقية، سكائر علامة بغداد تتكون التوليفة من تبوغ شرقية 100%. أما معمل النصر الذي  يقع في منطقة الاورفلي في مدينة الصدر الذي تم افتتاحه عام 1988، فتبلغ طاقته الإنتاجية (793550) كارتوناً سنويا ومن منتجاته؛ سكائر سومر قصير كارتوني كنك سايز بتوليفة 75% تبوغ فرجينية، و25% تبوغ شرقية ، سومر سوبر ورشيد سوبر كنك سايز توليفة 100% تبوغ فرجينية، فضلا عن معمل الشخاط الذي ينتج أنواعا من الشخاط منها (علامة السومر الأسود ، والأزرق ، النخيل ، الببسي والسفن اب)، وانحسر الآن استخدام (الشخاطة) من قبل المدخن الذي استعاض عنها بالقداحة لسهولة الاستعمال. ومعمل الطباعة المزود بأحدث المكائن والمعدات الفنية المتخصصة بالطباعة، حيث يقوم بطبع الأغلفة الورقية والكارتونية  الداخلة في العملية الإنتاجية، إضافة إلى طبع البوسترات والتصاميم المطلوبة من قبل الشركات. المنتج الوطنييشير المدير العام لشركة التبوغ هشام الاعرجي إلى أن المنتج الوطني لا يضاهيه المستورد الرديء، وهو واقع حال اغلب صناعتنا الوطنية  ، ذلك لان التاجر المصدر لمنتجه لا تهمه صحة المستهلك بل يتوخى الربح في حين نجد  أن الدولة تدعم المنتج الوطني من اجل حماية المستهلك من الرديء المطروح في السوق. وعن عمل الشركة في الوقت الحاضر بيّن الاعرجي: إن إنتاجها كان قليلا قبل سقوط النظام كما كانت معداتها من مكائن قديمة تعود اغلبها  إلى عام 1984، مع أن المستهلك يرغب في علبة سكائر معبئة ومغلفة بشكل  أنيق يضاهي المستورد الذي يهتم عادة بالمظهر الخارجي، وهذه مشكلة  اغلب صناعاتنا المحلية فهي جيدة لكنها تفتقر إلى التعبئة والتغليف الأنيق، لذا يجب علينا أن نبدأ من الخطوة الأولى ونطمح أن يكون إنتاجنا بأبهى صورة، وبدأنا منذ عام 2010، حيث وقعّنا عقد مع شركة (ساسب) الايطالية لمدة 8 أشهر؛ وهي شركة  تخصصية  في صناعة  السكائر ونأمل ان ينتهي عمل الشركة الايطالية نهاية عام 2012، والخط الإنتاجي سيكون  حديثا، وقد تحركنا على إعادة  البنى التحتية  للشركة وتهيئة الكهرباء من خلال شراء مولدات وتوفير كل مستلزمات الخط العامل في معامل بغداد ، وتحركت الشركة على تهيئة معدات السيطرة النوعية وهي معدات غير موجودة في العراق ، حيث سيتم استيرادها، موضحا "هناك شركات أخرى تقوم بتجهيز المواد الأولية الداخلة في صناعة السكائر وشركات أخرى لتجهيز معدات ومختبرات السيطرة النوعية، كما لدينا مكائن سنقوم بصيانتها، وعقد مشاركة (شبه استثمار) مع شركات لتشغيل خطوط إنتاج ضمن المواصفات التي نعطيها نحن إلى المقاول، لافتا إلى ان من واجب المستثمر أن يوفر لنا المولدة إضافة الى تجهيزنا بمستلزمات العمل وهذا الإجراء يعمل على رفع مستوى الشركة الإنتاجي إضافة الى رفع مستواها المادي . ويوضح الاعرجي ان العمل يجري في معمل بغداد على مرحلتين؛ الأولى تهيئة الخط الإنتاجي، والمرحلة الثانية تهيئة مستثمر وفق عقد مشاركة لتشغيل الخطوط. ويتحمل المستثمر مسؤولية دفع الرواتب والحوافز للمنتسبين ، ويؤكد الاعرجي أن الشركة كانت في السابق أكثر شركات الدولة ربحاً، متابعا "هدفنا  أن نقدم إنتاجا يضاهي الإنتاج الجيد في السوق المحلية، وسوف ننتج نوعين من السكائر؛ الأول سومر القديم ذو النكهة القوية وذو النكهة الخفيفة (اللايت)، ونطمح الى إنتاج السكائر الرفيعة الشبيهة بسكائر (المزبّن)، وفي النية تهيئة تبوغ خاصة بالنركيلة وبنكهات متنوعة منها ما هو بنكهة  التفاح أو المسمى (المعسّل)، لأنها مطلوبة بكثرة في الوقت الحاضر، وأصبحت شائعة . معوّقات العمليعمل في الشركة ألفان وخمسمائة منتسب، وتعمل الشركة بنظام التمويل الذاتي ، ونظام "الشفت" الواحد في العمل ، إلا أن عملها الآن متوقف في انتظار انتهاء عقد الشركة  الايطالية  .ويوضح المدير: أن الش