حازم مبيضينتنقل الأخبار أن الرئيس المجري بال شميت، أعلن استقالته من منصبه، لارتكابه مخالفة ( بسيطة ) وهي تورطه في انتحال الرسالة العلمية التي كان حصل بها على رسالة الدكتوراه, وقد أعلن ذلك ( المغفل ) أمام البرلمان، أنه يؤمن أن الرئيس يجسد وحدة الأمة، وأنه يشعر في الموقف الراهن بأنه ملزم بالتخلي عن منصب الرئاسة,
وبعدها سلم الأختام والمتعلقات من سيارة وخلافه, واستأجر سيارة عاد بها إلى بيته, وكل ذلك لمجرد أن جامعة في بلده جردته من لقب دكتور، ومنعته من استباق اسمه بحرف ( د ) , بعد أن صوت 33 عضواً من مجلس خاص في الجامعة لصالح تجريده من درجته العلمية، في مقابل اعتراض أربعة فقط, والعملية لم تتم بسهولة فقد سبقها تحقيق حول الواقعة أجرته لجنة تحقيق جامعية, ونؤكد جامعية, بمعنى أنها ليست برلمانية ولا أمنية, انتهت فيه إلى أن شميت نسخ تقريباً مجمل رسالته التي قدمها عام 1992 من مؤلفين آخرين، لكنها برأته من المسؤولية عن ذلك، وأكدت أنه كان يتعين ألا تقبل الجامعة الأطروحة. ما يجب ملاحظته هنا - خصوصاً عند العراقيين - أن الجامعة لم تقل إن الرئيس السابق, لم يداوم فيها أصلاً, ولم يدخل أبوابها, ولم يدفع الرسوم المقررة, ولم يقض في أروقتها أكثر من أربع سنوات, ولم تقل إنه استعار من جهة ما رسالة كاملة قدمها للجامعة, وأنه فقط نسخ الكثير منها من أبحاث علمية سبقها إليه آخرون, وما يجب ملاحظته أن رئيس الوزراء وقف إلى جانب الرئيس، قائلاً إن الرئيس فوق هذه الأمــور, وهنا نشك بأن لرئيس الوزراء جذوراً عربية, لكن المعارضة داخل حزب الرئيس السابق اشتدت مسلحة باحتجاجات شعبية متزايدة, ورغم استقالته فان شميت خاطب شعبه عبر التلفزيون الرسمي، وقال إنه سعيد بالجهد الذي بذله في رسالته، وأن ضميره مرتاح تماماً.سيكون من حقنا بعد ذا الخبر أن نسأل العديد من الأسئلة مع ثقتنا بأن لاجواب عليها, ولكن من قبيل التفكه, ماذا لو اكتشف المواطنون في بلد عربي أن الرئيس الذي يحمل شهادة دكتوراه لم تتجاوز مدة دراسته كلها سنتين قضاها في ابتدائية مغمورة, حصل ذلك في اليمن, وماذا لو حصل أبناء الرئيس على شهاداتهم العلمية رغم أنهم لم يذهبوا إلى الجامعة إلا لمطاردة الفتيات وإزعاجهن, حصل ذلك في العراق, علماً بأن الوالد القائد حصل على شهادته العلمية بالتقسيط الممل, ولم يأخذ شهادته إلا بعد توليه منصباً مهماً في الحزب والدولة, وماذا لو أتينا برجل مدني لم يدخل مؤسسة عسكرية في حياته وسلمناه موقع القائد الاعلى للجيش وقلدناه أعلى رتبة عسكرية, يحصل ذلك في سورية والعراق, وماذا حين نكتشف أن أكثر من خمسة آلاف موظف يحملون شهادات مزورة ويعترفون ومع ذلك فان السلطات تبحث عن مخارج لتثبيتهم في وظائفهم وامتيازاتهم, يحصل ذلك في العراق, وماذا حين يزور الرئيس أنه كان من بين أوائل الطيارين المهاجمين لاسرائيل في حرب تشرين مع أنه لم يكن كذلك, حدث ذلك في مصر, وحتى أن مبارك صدق كذبته واعتبرها حدثاً مفصلياً في تاريخه العسكري, وماذا وماذا وماذا؟؟ القائمة تطول وهي عصية على الجواب.وبعد .. ماذا لو كان العراقيون يعيشون في المجر؟, أو كان ساستها يتحلون بأخلاق ومثل الساسة المجريين, الجواب صداع ثقيل.
في الحدث: لو كنا في المجر
نشر في: 7 إبريل, 2012: 09:18 م