اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مياه الشرب تهرّب من الصنابير.. ومعامل تعبئة بلا رقيب!

مياه الشرب تهرّب من الصنابير.. ومعامل تعبئة بلا رقيب!

نشر في: 7 إبريل, 2012: 09:18 م

 بغداد/ إيناس طارق.. عدسة/ محمود رؤوفالساعة بدأت تشير إلى الواحدة ليلاً، والألم يزداد ويشتد على كرار البالغ من العمر 17 عاماً الذي يسكن مع عائلته في قطاع 72 "مدينة الصدر"، بيوت متراصة و سكوت مخيف وجميع الأبواب موصدة، لكن صراخ كرار أيقظ الجيران الذين هرعوا لنجدة العائلة، خوفا من ان يكون مكروه أصابهم،
فالليل في بغداد يخفي ما لا يخطر على البال ! الشاب يحمل وينقل إلى اقرب مستشفى ليعلن الطبيب الخفر عن إصابته بتسمم حاد في الأمعاء وضرورة نقله إلى قسم العناية المركزة لأنه يواجه الموت، التحاليل أظهرت أن سبب أصابة كرار بالتسمم المعوي الحاد هو الاصابة بفيروسات خطيرة أضمرت كبده لإصابته بالتهاب الكبد الفيروسي .حكايات وقصص آلاف الحكايات التي تنمو وتتجذر كل عام وتتفاقم بقدوم فصل الصيف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة استخدام الماء غير الصافي لسوء استخدام شبكات المياه، فضلا عن وجود مشاكل تصميمية لشبكة توزيع مياه الشرب في بعض المناطق، ومنها مدينتا الصدر والعبيدي اللتان تقعان  في مستوى أدنى من شبكة الصرف الصحي، ما يسهل انتقال مياه الصرف الملوثة إلى شبكة مياه الشرب..مياه شحيحة وملوّثة السكان هناك يضطرون  لسحب كميات من مياه الشرب الشحيحة بواسطة مضخة، من غير أن يعلموا  أنها ممزوجة بشيء من مياه الصرف الصحي؛ بسبب التكسر في الأنابيب وقدم أنابيب نقل المياه التي عفا عليها الدهر جراء تكسرها وتهالكها . لهذا تزداد نسب التلوث العالية التي  تعود الى قلة الكمية المجهزة للمواطنين، فمحطات المياه الموجودة في بغداد قديمة، ولا تتناسب طاقتها الإنتاجية مع الزيادة الحاصلة في السكان، مما يؤدي الى شح في معظم المناطق وخصوصاً في فصل الصيف، فتضطر المحطات الى الضخ بصورة سريعة، وهذا يؤثر في نوعية المياه إذ لا تأخذ وقتها الكافي في المراحل المختلفة للتعقيم، فضلاً عن التكسرات في أنابيب شبكة الشرب وشبكة الصرف الصحي التي تؤدي إلى امتزاج مياههما، والتسرب أيضا الى المياه الجوفية.المياه المعدنية  تنتشر في العراق منذ عام 2003 عشرات المنتجات من المياه المعدنية غير الصحية والمقلدة للمنتج الأجنبي التي لم تراع أبسط متطلبات البيئة، وبات العراقيون يعتمدون على المياه المعبأة لتلبية احتياجاتهم. ويشير منصور طلال صاحب معمل (الأيام ) لتعبئة المياه الى إن ثورة استهلاكية حدثت في العراق منذ العام 2003، حتى قفز عدد المعامل الى رقم قياسي، حيث انها تنتشر في الاحياء الصناعية للمدن، وفي الأسواق، كما أن عددا كبيرا منها لاسيما تلك غير المرخصة في البيوت بين الأحياء، ويضيف طلال إن كنت تريد الربح السريع فلا تحتاج غير فتح معمل لتنقية وتعبئة مياه الشرب، فلا يكلف غير مبالغ قليلة لا تتجاوز المليون دينار. يكفيك لتوفير العبوات بلاستيكية ذات النوعية المنخفضة الكلفة (البلاستك والنايلون المعاد)، وطباعة ليبل خاص بالماركة التي تعرّفك، حيث تجد السوق مفتوحا أمامك من دون رقيب أو مساءلة قانونية.ولعل ما يسهل عليك تطبيق المشروع هو القناني التي ترمى في الطرقات وبين الأحياء حيث لا رقابة ولا فحص فالكل يفعل ما يشاء. معامل من دون رقابة وعلى افتراض أن اغلب المعامل تنتج المياه عبر مراحل من التصفية والتعقيم والتعبئة، وتمتلك المختبرات الكفيلة بفحص المنتج وتأكيد خلوه من الميكروبات والجراثيم، فإن هذا لا يكفي وحده من دون إخضاع المعامل لفحوصات السيطرة والتفتيش، عبر التفتيش الدوري للمعامل.واصدر تقرير طبي لمجموعة من الأطباء العراقيين ازدياد مصادر تلوث المياه في العراق الذي أشار إلى أن جرعة ماء نقية قد تصبح ذات يوم حلما في بعض المناطق، فقد توقفت 70 في المائة من محطات تنقية مياه الشرب خلال الحصار، وأصبح متعذرا في تلك المدة وما بعدها تأمين الموارد والأجهزة والأنابيب والمواد اللازمة لتنفيذ مشاريع معالجة المياه. ويؤيد كلامه التقرير الذي أصدرته الدائرة الفنية في وزارة البيئة مؤخراً عن عمليات اللجنة المشتركة للتدقيق في نوعية مياه الشرب والمؤلفة من خبراء تابعين لمديريات البيئة والماء والصحة. وقد قامت اللجنة بالتدقيق في نوعية مياه الشرب في المحافظات كافة. وسجلت محافظات كربلاء وبابل وبغداد والبصرة والمثنى أعلى نسب تلوث في الفحص الجرثومي، في حين سجلت محافظات صلاح الدين وبابل والبصرة وذي قار والمثنى تلوثاً كيميائياً في فحص الكلور. التقرير يعطي أسباباً عدة لهذه النتائج، في مقدمتها قدم الشبكات وتكسرها، وتعطل مضخات حقن الكلور او عدم إضافة كمية كافية، وانقطاع الماء الخام عن بعض المجمعات المائية، وانقطاع التيار الكهربائي. غير أن تقريراً آخر أصدرته وزارة الصحة أشار الى وجود حالات فادحة من التلوث المائي في عموم محافظات العراق، مضيفا أسباباً أخرى الى تقرير وزارة البيئة، منها استخدام نظام (المراشنة) أو التناوب في كثير من المحافظات، وذلك بتوفير المياه لمنطقة في يوم ما والتحول إلى منطقة أخرى في اليوم التالي.مشاريع الأمانةبينما تؤكد امانة بغداد في تصريحاتها الخاصة بموضوع مياه الشرب: أن كل منتجات مشاريع ماء الأمانة تحمل المواصفات العالمية، إلا ان الاختصاصية البيولوجية هند عبد الغني، فإنها تحدد نسبة التلوث وعدم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram