إياد الصالحييكاد القلب يهرب من موضعه وتتقافز دموع القهر حزناً لما آل اليه جسد المعلم الكبير شيخ الصحفيين الرياضيين صكبان الربيعي بعدما استسلم مجبراً لقدره مقاوماً بلا حيلة شلل "الجلطة الدماغية" وسط تحرك خجول لبعض المؤسسات الرياضية التي لم تزل تمارس الازدواجية في تبنيها قضايا فارغة وتخصص لها مبالغ طائلة من الاهتمام الدعائي بينما تتناسى رجلاً بقامة الربيعي
الذي لم يترك صفحة في تاريخه المهني إلا شاهدة على اخلاصه وتضحياته في تقديس الصحافة بعطاء ثرّ من دون مقابل.أن محنة الشيخ الربيعي هي وجعنا كلنا ، ولن يتصور أحد انه في مأمن من القدر ذاته الذي سيجبرنا إلا ما شاء الله للوقوف في طابوره ألماً من مضاعفات تعب المهنة وانعكاسه على الصحة في المستقبل ، فماذا أعددنا وكيف السبيل لحماية مكانة الصحفي الرياضي الذي يُعد ركناً مهماً من أركان الانجاز في منظومة الرياضة العراقية منذ أن خط رياعه أول مرة تاريخ وطن من أوائل الاوطان التي عرفت الصحافة عبر جريدة الزوراء في 15 حزيران 1869؟ومثلما نشدّ على يد الزميل الدكتورعمار طاهر امين سر الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية على توجيه نداء استغاثة لجميع المسؤولين في الدولة ليهرعوا لانقاذ شيخنا الربيعي في التفاتة شاطره الانسانية ذاتها عدداً كبيراً من الزملاء ، فأننا نستميح مجالس ادارة الاتحاد السابقة والحالية لقبول عتبنا عليهم لما بلغه حال الصحفي الرياضي من يأس أزاء عدم وجود حقوق واضحة تكفل له حفظ كرامته من عاتيات الدهر ، وتصون سمعته من الذل وهو يناشد المسؤولين للتفاعل مع محنته وكأنه يستجدي ضمائرهم لتصحو وتنتفض وتهرول في اللحظات الاخيرة بين رشفة الحياة ورمشة الموت!وحسناً فعل أحد رجال الرياضة الكبار ممن يقدرون دور الصحفي الرياضي بتدبيره مبلغاً مناسباً يعين الربيعي في أزمته الخطيره ، ناصحاً زميلنا طاهر بايقاف حملة المناشدة للمسؤولين لأنهم لم ولن يحركوا انفسهم قيد انملة طالما افتضح أمرهم في اكثر من قضية ثبت ضعف استجابتهم للموقف وبالتالي لا فائدة من بقاء أزمة الربيعي رهن مبادرات وهنة لا ترتقي الى الدور الكبير الذي لعبه الرجل طوال العقود الماضية وهو يواكب كل صغيرة وكبيرة في رحلة المنتخبات الوطنية والاندية في الداخل والخارج وتحمّل هجمات شرسة من المتطيرين من نقده الموضوعي وغيرها من الذكريات التي سطرها في سفر تاريخه ، وبالتالي استعصى عليه نقله من مشفى مدينة الطب الى ابن سينا إلا بوساطات تشعرنا قبله بالتعاطف المذل مع الصحفي الرياضي واعتباره مواطن درجة ثالثة يستحق الصدقة والجود من مال المحسنين !اننا لن نرتجي من أحد في تناولنا أزمة زميلنا العزيز لكننا نطالب الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية بضرورة الاسراع في انقاذ الربيعي ومن يعاني الأمرين مثله باجراءات قانونية وضوابط محمية ببروتوكولات مغطاة بمصالح مشتركة مع جميع المؤسسات الرياضية التي استنزفت من جهدنا وعرقنا وحتى دمنا الكثير من اجل مواكبة منجزاتها وصنائع ابطالنا بدءاً من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية وانتهاء باصغر ناد مغمور مستفيد من طاقة الصحفي الرياضي لكي تتوازن الحقوق والواجبات ونحق العدل في مسألة العطاء المتبادل بين الجميع ، ودون ذلك سنخسر الكثير من الزملاء الرواد والشباب المهمين في طريق تضحياتهم العظيمة مقابل صمت ناكري الجميل والمجحدين الذين انكشفت نواياهم وثبت زيف علاقاتهم مع اسرة الصحافة الرياضية باستثناء من كان ولم يزل يقدم فروض الطاعة لهم على حساب معاني النزاهة وعفة المبدأ.
مصارحة حرة: صكبان.. ومال المحسنين!

نشر في: 7 إبريل, 2012: 09:24 م







