لم تعرف بغداد وسيلة فاعلة لدرء فيضان نهر دجلة إلا في النصف الثاني من القرن الماضي عندما افتتحت مشاريع الري العملاقة في الحبانية والثرثار . غير أن السدة الشرقية المحيطة بجانب الرصافة وهي من الأعمال الكبيرة للوالي ناظم باشا سنة 1909، كان لها الدور النسبي في صيانة بغداد من خطر الفيضان ، ولاسيما الجانب الشرقي وهو أكثر عرضة للفيضان من جانب الكرخ . وكان آخر فيضان خطير هدد بغداد كان في سنة 1954 والحديث عنه معروف .
ومن الفيضانات الشهيرة التي شهدتها بغداد ، كان فيضان عام 1926 ، ففي اليوم السابع من نيسان 1926 أخذت مناسيب نهر دجلة بالارتفاع بسبب هطول أمطار غزيرة في شمال العراق وهبوب رياح قوية (حسب مقياس القشلة وصلت المناسيب إلى ارتفاع جاوز 53 متراً)، وكانت هناك شبه سيطرة على دجلة بإغراق شمالي بغداد مما خفف الضغط على المدينة ، غير إن مفاجأة لم تكن بالحسبان وقعت في مثل هذا اليوم من عام 1926 ، عندما أراد مدير المزرعة الملكية في الوزيرية توفيق المفتي السوري الجنسية وصهر ناظر الخزانة الملكية صفوت العوا ، إرواء المزرعة ، ففتح ثغرة صغيرة في السد المقام على ضفة النهر ، فانبثق الماء بقوة وكسر السدة المقامة واغرق المنطقة ، وتسربت المياه إلى بغداد القديمة حتى وصلت إلى الشورجة كما قيل. وسميت منطقة دخول الماء بالكسرة ولم تزل بهذا الاسم إلى يومنا. وقدم المفتي إلى الحكمة فقضت بفرض غرامة كبيرة عليه لم يستطع دفعها فأوقف وأطلق سراحه بعد حين.rnرفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: غرق بغداد سنة 1926
نشر في: 8 إبريل, 2012: 09:38 م