TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الدكتورة سانحة امين زكي: كان قص المراة لشعرها جريمة !

الدكتورة سانحة امين زكي: كان قص المراة لشعرها جريمة !

نشر في: 11 أكتوبر, 2009: 05:00 م

الدكتورة ساتحة امين زكي من مواليد بغداد.. تخرجت من الثانوية المركزية للبنات دخات الكلية الطبية في بغداد كاول فتاة عراقية وتخرجت عام سنة 1943..تعينت في كلية الطب عام 1944..درست الطب في لندن في الخمسيبيات ..تعد واحدة من رائدات الطب في العراق .. هذا الحوار اجري معها عام 1965 ونشرته مجلة العاملون في النفط
الفتاة العراقية تقف اليوم جنبا الى جنب مع الرجل .. ولم تتح لها فرص التعليم والعمل والحرية فقط ، بل تجاوزت ذلك الى مجاراة التقليعات المختلفة . فاحدث الازياء التي تعرض في باريس مثلا يمكن ان نراها في بغداد بعد اسبوع . ومواد التجميل الجديدة التي تنتج في البلدان الاخرى يمكن ان نراها موجودة خلال الشهر نفسه في عاصمتنا ولكن الفتاة العراقية اليوم تجهل كيف بدات النهضة النسوية عندنا وابعاد التضحيات التي قدمت من الرجال والنساء على حد سواء من اجل ازاحة الحجاب على سبيل المثال ومن اجل نيل حقوق المراة بشكل عام.في هذا اللقاء نتحدث الى الدكتورة سانحة امين زكي وهي واحدة من السيدات المثقفات بشكل موجز عن تاريخ النهضة النسوية في بلدنا . •    متى بدات النهضة النسائية الحديثة عندنا وكيف ؟.-    اطل القرن العشرون على العراق ولايزال هذا البلد يعيش في القرون الوسطى بالنسبة للبلدان الاخرى فقد كان متخلفا حتى بالنسبة للبلدان العربية الاخرى مثل مصر التي سبقتنا بمائة عام تقريبا .. اذ احتكت بالمدينة الاوربية منذ بعثة نابليون العسكرية وبعدها مباشرة بدات نهضة عهد الخديوي محمد علي . سوريا (وكانت تشمل ما نعني اليوم بسوريا ولبنان وفلسطين ) وكانت لديها الجامعة الامريكية في بيروت والجامعة الفرنسية ايضا ولم تبدا رياح التغيير ولااقول عواصف التغيير في العراق حتى سنة 1908 أي بعد الانقلاب العثماني .لااقول عواصف التغيرات لان التغييرات سارت في بلادنا بصورة تدريجية وبطيئة اذ فتح الانقلاب العثماني نافذة على الغرب ودخل من تلك النافذة هواء جديد اخذ تياره يبدل الاجواء التي ركدت في البلاد لمدة قرون طويلة من هذه النافذة دخلت الحضارة الغربية الحديثة باضوائها الساطعة فبهرت الابصار وكان ذلك بداية عهد جديد .•    وكيف تقبل الناس هذه التغيرات ؟.-    قلة قليلة من الرجال هللت ورحبت بالنهضةوتبنت قضية المراة واخذت بيدها كما اخذ الوالدان بيد طفليهما الصغيرين ولكن الاكثرية الساحقة من الرجال نظرت بعين الشك والريبة الى المدينة الجديدة وكرهت ان تعترف بتفوقها او ان تغيير مجرى حياتها وليس ذلك بغريب لان المجتمعات تكره الاعتراف بتفوق الغير وتكره اكثر من ذلك الاعتراف بكونها على الخطا ويكون الاخرون على الصواب . ولم تكن المراة في البداية مغزى التطور لجهلها الفظيع ولكنها بعد ان تعلمت سرعان ما تنبهت وتطورت ونضجت واخذت زمام الامور بيدها وسارت من نجاح الى نجاح رفيقة للرجل ونصيرة مخلصة . •    عن أي طريق بدا التغيير في البداية ؟.-    العلم هو اساس التطور والتغيير بدا منذ انشاء المدارس لتعليم البنات .. وتعليم البنات كان مقتصرا على الكتاتيب والملالي وحتى الملا كان يتردد الكثير من الرجال في ارسال بناتهم اليها . ولم تكن تلك الكتاتيب الا محلات قذرة رطبة تديرها ملا جاهلة امية كل ميزتها انها تحفظ القران الكريم كالبيبغاء دون ان تفقه معانيه العميقة. -    وأنا ارى من المناسب ان اذكر قصة طريفة جاءت في (معجم العراق) لتعريف القراء بما كان عليه الوضع انذاك بشان المراة وتعليمها . وقد قرات هذه القصة في كتاب الاساتذة صبيحة الشيخ داود.. والقصة تقول .. ارتاى الوالي نامق باشا سنة 1900 انشاء اول مدرسة للبنات في العراق وفي بغداد باسم ( اناث رشدية مكتبي) وقرر الوالي ان يعرض على (مجلس معارف ولاية بغداد) هذا الموضوع فلما جمعهم وعرض عليهم ما قرره فوافق الجميع الا انهم اخذوا يتباحثون في امر البناية التي تصلح ان تكون مقرا لمدرس البنات فطال جدلهم وتعددت شروطهم في تلك الدار اذ كان رايهم ان تتصف بالصفات التالية :- ان لاتكون احدى الدور المجاورة مشرفة عليها 2-     ان لاتكون شبابيكها مطلة على الشارع 3-    ان لايكون في الدور المجاورة لها اشجاراً عالية والغاية لكي لاتتعرض الفتيات اثناء فرص الاستراحة لاشراف احد المجاورين وكان الشاعر جميل صدقي الزهاوي صامتا وهو احد اعضاء المجلس البلدي ولايبدي رايا . حتى اذا سكت الجميع دون التوصل الى نتيجة تكلم قائلا: ان الشروط والاوصاف التي بينها حضرات السادة الاماجد لاتنطبق الا على بناية واحدة لم ار اليق منها مدرسة بنات . قال الوالي : هات يا استاذ ..!اجاب الزهاوي : ان البناية هي حوض منارة سوق الغزل انه اعلى مكان في بغداد والفتيات يصعدن على سلالمه دون ان يراهن احد وليس له شبابيك ثم اذا تعلمن لايسمع لهن صوت . رفض دعوة المس بيل ما هي ردود الفعل لدى ابناء الشعب ازاء هذه التطورات التاريخية الماضية؟.-    لم تلاق المد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

افتتاح أول مستشفى حكومي في بغداد منذ 40 عاماً

لجنة نيابيّة لـ(المدى): ملف الكهرباء "شائك" ولا بديل عن الغاز الإيراني

الموت يخطف احد كوادر المجلس العراقي للسلم والتضامن

كاساس: بطولة الخليج ودية وفائدتها التعرف على اللاعبين الشباب

العراق يودع خليجي 26 بخسارة ثقيلة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram