TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > اقتصاديات: انزواء البطاقة التموينية

اقتصاديات: انزواء البطاقة التموينية

نشر في: 8 إبريل, 2012: 09:52 م

 عباس الغالبيتطل من جديد البطاقة التموينية بمفرداتها الرديئة وآلية توزيعها المترهلة ووعود وزارتها الفارغة ، وأحلام مستحقيها من الفقراء ، ممن سئموا تصريحات مسؤولي وزارة التجارة الذين لم يبق عندهم سوى عصا موسى لينقلب السحر على الساحر.
الفتوى الجديدة للوزارة العتيدة أنها حجبت مفردات البطاقة التموينية عما يقرب من 500 ألف عائلة فيما يبدو انه محاولة لمعالجة الخلل الأكبر في إستراتيجية الوزارة حيال جدلية البطاقة التموينية ، بعد أن أفتى المنظرون وأصحاب الرأي السديد بهذه الفتوى العظيمة.لم نفارق خلال عملنا الإعلامي اليومي على مستوى الملاحقة الخبرية والتحليل والتحقيق الصحفي ومقالات الرأي منظومة البطاقة التموينية ، وتعاملنا مع هذا الملف الشائك الذي لم تقدر الوزارات المتعاقبة منذ مجلس الحكم ولحد اللحظة على الإتيان بمعالجات حقيقية لهذا الملف الذي يتعلق بتوفير الأمن الغذائي للمستهلك ولاسيما من هم بمستوى الفقر أو تحت خطه، أقول مرة أخرى تعاملنا بمهنية محايدة من دون المساس بأحد من أصحاب القرار في وزارة التجارة واقترحنا جملة مقترحات لعلنا نساهم في إبداء الرأي على طريقة التكامل مع التجربة العراقية الجديدة في طريقة التعاطي مع المشكلات الاقتصادية والخدمية ، إلا أننا وأقولها بمرارة لم نجد آذاناً صاغية ، واستمر الفشل تلو الآخر ، وإخفاق يلاحقه إخفاق ، والمواطن لم ينعم بمفردات هذه البطاقة التموينية، ولم يستلمها كاملة ولو لمرة واحدة على علاتها ، في وقت تتوالى تصريحات المسؤولين في وزارة التجارة عن قرب الحل من دون جدوى .ويقولون ( إذا عرف السبب بطل العجب ) ، ومن هنا وبعد أكثر من ثماني سنين خلت لم نعرف سبب الإخفاق والتلكؤ والفشل في إدامة وانسيابية وتحسين مفردات البطاقة التموينية .ولم يظهر علينا مسؤول واحد من جميع الوزارات المتعاقبة استطاع أن يقنعنا ويقنع السواد الأعظم من الناس بتبرير ولو واحد لمسيرة الإخفاق هذه .سادتي في وزارة التجارة ، الوقت غير مناسب جداً لإلغاء البطاقة التموينية ، إذا كانت الأمور تتجه إلى الإلغاء ، ذلك أن شريحة مجتمعية واسعة أحوج ما يكون الآن لمفردات هذه البطاقة ، وقد تكون الفرصة المستقبلية مواتية في حال تحسين القدرة الشرائية للمستهلكين واستقرار الأسواق بمنظومة أسعار مستقرة والوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي ، ومن ثم الانصراف لاستثمار تخصيصاتها في مشاريع تنموية وإستراتيجية وخدمية.ولكن لابد من التنويه مرة أخرى إلى أن استمرار وزارة التجارة في فشلها اللافت للنظر في إدارة ملف البطاقة التموينية ، خاصة إذا ما عرفنا أن هذه الوزارة ليس لديها إستراتيجية وواجبات أهم من إستراتيجية البطاقة التموينية ، حيث لابد من استنفار الجهود سعياً لتحقيق انسيابية واضحة في اختيار وتوزيع مفرداتها ، كما لابد لها من الأخذ بنظر الاعتبار آراء ومقترحات ورؤى الخبراء والمختصين بهذا الشأن سعيا لإيجاد حل سريع وناجع لهذا الملف الشائك .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram