TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: كيف؟ لماذا ؟ متى ؟

السطور الأخيرة: كيف؟ لماذا ؟ متى ؟

نشر في: 8 إبريل, 2012: 10:21 م

 سلام خياطإعلان لافت للنظر ، تكرر في كثير من الصحف البريطانية، التقليدية منها والمجانية وصحف الإثارة على السواء، تربع الإعلان على أديم صفحة كاملة لتخطيط تجريدي لرأس إنسان مزروعة هامته بأرقام مبعثرة  للعددين واحد وصفر - ربما رمزاً للبداية التي يمثلها الرقم واحد، واللانهاية أي المتمثلة بالعدد صفر .
 الوجه  فاغر الفم على سعته ، كمن يتهيأ لالتهام المبادرات الخلاقة التي دعا إليها الإعلان ، في حين تتدلى حزمة من الأسلاك الملونة من أسفل الجمجمة تنتهي بـ ( فيشات ) أي أواصر توصيل كهربائية ، لجهاز مرتقب . الإعلان أثار مواجع ونكأ جروحا - قديمة وحديثة - لم يكن بحاجة إلا لكلمات قلائل للتوضيح : نحن بحاجة لأفكار خلاقة ، لمبادرات فريدة لم يسبقنا  إليها  أحد ، لعقول تتجاوز الزمن ، في علوم شتى ، منها الرياضيات ، وأفانين وضع وفـك الشفرة ، في  تطوير الحواسيب المتداولة ، إلخ..  ثمة 300 فرصة عمل في  مجال  الإستثمار  الخلاق في 100 مشروع تنموي بإنتظار مَن يسارع ويثبت جدارته في الفوز ، ليتنكب عناء مهمة بناء المستقبل.المستقبل ؟! يا لها من كلمة مروعة لعراقية مثلي ، لم تجد في بلدها موطئ قدم مناسب  للإقامة ولو بمساحة قبـر  المستقبل ؟ وفي بريطانيا التي فيها ما فيها  من مكاتب دراسات ومراكز بحوث في معظم المجالات ؟تعالوا نكذب كل ما سمعنا من أضاليل بشأن العلة والمعلول في بناء الأمم أو فنائها ... ليس البترول هو الثروة الحقيقية لبناء الأمم ،( دول البترول العربية مثالا )، ليست الأنهار وعيون الماء الجاري ( السودان مثالا ) ليست الشواطئ البحرية الممتدة إلى ما لانهاية (ليبيا، الكويت، ودول الخليج مثالا ) ليست الأرض الخصبة – كما أوهمونا زمنا – ( دلتا النيل ووادي الرافدين مثالا ) ليس التاريخ العريق ( مصر ، العراق ، لبنان و أفغانستان مثالا ) ليست أرقام الصادرات ولا المساحات الجغرافية والموقع على الخارطة هو الأهم في بناء الدول ، كل تلك النعم ، وغيرها عوامل مساعدة في نهوض الأمم وتفوقها .. ولكنها لا تعدو قبضة دخان  لو أُهمل أُس ألأسس في البناء , الإستثمار في قدرات الإنسان ومخيلته  وقابلياته العقلية والذهنية .ثروة الأمم الحقيقية  في مواطنيها ، في المخلصين من بررتها ، بأهل الوعي ، الناكرين لذواتهم ، برد الجميل للتي أرضعتهم نسغ الحياة ، لأرض باركت حبوهم وعدوهم ، وارتوت بدموع فشلهم وكركرات ضحكهم .دخان إدعاءات المدعين أعمت الأبصار والأفئدة ، ودوشة ذكور النحل صكت الأسماع : فهي تئز ..  ت ئ  ز وتتواثب.ت---يء---ز .... وتتصارع .. ت ئئئئئئئئئئزز, وما من لحسة عسل ؟!يا للفجيعة .....

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram