TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: وزر السياسة الخاطئة !

كردستانيات: وزر السياسة الخاطئة !

نشر في: 8 إبريل, 2012: 10:24 م

 وديع غزوانيحمل بيان ائتلاف دولة القانون وردّه السريع  على تهديدات ما يسمى منظمة " بدر 9 "  للكرد آثاراً ودلالات إيجابية يضاف إليها موقف منظمة بدر الصريح و كل القوى والشخصيات الوطنية التي عكست قيم  المجتمع العراقي المرتكزة على روح التعايش والتآخي بين مكوناته ،
 لكن هذا التهديد بالمقابل يؤشر  حجم الخراب الذي صنعته التصريحات غير المسؤولة التي اعتاد البعض من سياسيينا على إطلاقها بين الفينة والأخرى دون أن يدري حجم ما يمكن أن تلحقه من  أذى بالعراق ومستقبل شعبه ، فما يجري هو نتاج سياسة خاطئة شاء البعض أم أبى . ونعتقد أن ليس من المقبول بعد اليوم السكوت على مثل هذا النوع من التصريحات المغرضة للذين انتشوا بخمرة السلطة وإغواءاتها فسكروا وتاهوا ولم يعودوا يدرون إلى أين تقود كلماتهم المملوءة بالسم والحقد ليس على الكرد فحسب بل على  كل العراق  . هؤلاء و معهم المتزلفون ممن لم يكتفوا بما أغدقته عليهم مناصب ما كانوا يحلمون حتى  بالاقتراب من حافاتها فأخذوا يبحثون عن  "زلفى  " تقربهم  أكثر من هذا الطرف أو ذاك ،وبحسب ما تمليه مصالحهم الضيقة ، اعتمدوا منذ فترة حملة حذّرنا من عواقبها على  النسيج المجتمعي .. فكان بيان هذه المنظمة نتاج هذا التثقيف العنصري البعيد عن طبيعة وجوهر ما كان يريده العراقيون  . كلنا يتذكر تلك الأجواء المشحونة  والمتوترة بين الكتل السياسية ( حلفاء الأمس وأعداء اليوم )  البعيدة عن لغة الحوار والتفاهمات وحملة الاتهامات الجاهزة التي يصل بعضها إذا ما أردنا الدقة حد الخيانة في أحيان كثيرة .. تصريحات يجد البعض فيها ضالته  وأهدافه بإثارة الفوضى في العراق ومحاولة تخريب الشيء الجميل في نسيجنا متعدد الألوان وإلا كيف يمكن أن نستوعب أحاديث  تنشر هنا وهنالك عن أن الكرد ( انتبه إلى القصد المبيت من تأكيد كلمة الكرد) يستحوذون على حصص في الحكومة الاتحادية إضافة لتحكمهم بإقليم كردستان! أو عن مطالبة البعض بقطع حصة الإقليم من الموازنة العامة! وبغض النظر عن ردود أفعال كردستان ، فإن تصريحات  رئيس الإقليم مسعود بارزاني في واشنطن رغم  ما حملته من انتقاد لاذع لسياسة حكومة المالكي  بسبب عدم تنفيذ الوعود والتعهدات أو الالتزام بالدستور ، فإنها رسخت الحرص على هوية العراق الفيدرالي الديمقراطي ، كما أن إعلان رئيس حكومة الإقليم السابعة نيجيرفان بارزاني الأخيرة عند أدائه اليمين  القانونية في البرلمان بتشكيل لجنة مشتركة لحل الخلافات بين ما يسمى المركز والإقليم تؤكد  حقيقة الموقف الكردي  من دون لبس ،الحريص على هوية العراق الديمقراطي.  يس من الضير الاختلاف في وجهات النظر وحجم تباينها وليس معيباً نقد كل طرف سياسي لسلوكية الآخر ، غير أن ما يؤاخذ على غالبية سياسيينا تمسكهم بلغة الإقصاء والاتهام ونشر كل واحد غسيل ما يفترض أن يكون شريكه وهو ما شجع البعض  على الإساءة إلى حقيقة الروابط التاريخية بين كل العراقيين وفي كل مكان .. لم نلمس مع الأسف  ثقافة حوار بين سياسيينا تجعلنا نثق بقدرتهم على قيادة مركبنا إلى بر الأمان، بل نقولها بصراحة إنهم جعلونا نعيش أياما سوداً مملوءة بالخوف من المجهول . نقول، مرة أخرى: تأتي تصريحات ائتلاف دولة القانون بملاحقة هذا التنظيم والإعلان عن أن الحكومة مسؤولة عن حماية الكرد مؤشر لحالة صحية ،كما أن مطالبة منظمة بدر بملاحقة هذا التنظيم الذي تستر سابقاً بتسمية نفسه فرسان دولة القانون يضع على عاتق الجهات الأمنية مسؤولية مطاردتهم ووضع حد لاستهتارهم ، غير أن كل ذلك لا يعفي الجميع من التوقف لنقد النفس ومراجعة ممارسات خاطئة سادت في المرحلة السابقة عسانا نجد شيئاً يعيدنا إلى جادة الصواب  فنكون أهلاً لخدمة هذا الشعب بجميع مكوناته .وربما يكون الأهم في هذا المجال تجسيد حقيقة توجهنا الديمقراطي  والتمسك بروحية الشراكة الواقعية في صنع القرار ، لأنها الكفيلة بإعادة أجواء الثقة المفقودة بين كل أطراف العملية السياسية التي لا تنحصر بطرف دون آخر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram