أربيل/ يوسف المحمداوي إحباط مادي ومعنوي لا يمكن وصفهما،حين يجد نفسه العامل أو الموظف في نهاية الشهر وقد سرق مرتبه وذهب هباء ثمن جهده،هذا ابسط توصيف يمكن ان نوصف به حال الناشر وهو يرى كتبه قد استنسخت وبيعت بأسعار زهيدة لا تماثل تكاليفها الحقيقية ولا الوقت الذي استغرقته قبل الطبع.
ظاهرة الاستنساخ استفحلت سواء في العراق أم بقية الدول العربية،وتراها بأوج عملها في البلدان التي لم تقم فيها معارض للكتاب وكذلك غياب مكاتب مراقبة لدور النشر في تلك البلدان.rnرصنة لحقوق المؤلف والناشرتحدث العديد من أصحاب ومندوبي دور النشر عن هذه الظاهرة بألم وحسرة وهم يناشدون حكومات جميع الدول العربية بالتدخل من اجل حمايتهم من مافيات الاستنساخ التي غزت المكتبات وكذلك المعارض التي تقام في اغلب الدول العربية.rn الشاعر والإعلامي صفاء خلف مدير فرع دار الغاوون اللبنانية في العراق يقول"ان استفحال ظاهرة الاستنساخ هو بسبب غياب قانون واضح للمطبوعات، وغياب فعالية اتحاد الناشرين، فضلا عن فقدان آلية توزيع حقيقية في العراق، لذا مسألة حقوق النشر ضائعة و مضاعة في العراق"، ويضيف "ولربما هذا مرده لغياب ثقافة احترام الحقوق على الرغم من ان المتعاملين هم نخب ثقافية، غير ان امراض التجارة والربح السريع افقدت الفعالية الثقافية قيمتها الأخلاقية، فبعد الانفتاح الحاصل في دخول الكتب بسهولة الى البلاد، لم يعد من داع لوجود "ظاهرة الاستنساخ"، فهي اليوم تمثل قرصنة لحقوق المؤلف والناشر على حد سواء". ويرى خلف "انه حين برزت هذه الظاهرة إبان حكم النظام السابق، كان لها ضرورة قصوى فهي تمثل واحدة من خطوط المواجهة مع النظام القمعي الشمولي، وباباً لإيصال الكتب الممنوعة، والتواصل مع الخارج، فضلا عن رخص سعر الكتاب المستنسخ، لكن الان بات الامر يتعلق بالتجارة، في ظل غياب الضمير الثقافي". مبينا "ان البعض بات يستغل الكتاب ابشع استغلال، في تحويله الى سلعة بهدف الربح، لذا يجب ان يكون هناك نوع من الرقابة الحقيقية على الناشرين، من قبل اتحاد الناشرين، و ان تكون هناك وثيقة شرف بين الناشرين والوراقين واصحاب المكتبات في العراق، في عدم التعدي على حقوق الطبع وهي ايضا حقوق المؤلف حسب قوله.rnغياب دور اتحاد الناشرينيقول اياد حسن صاحب دار الفرقد السورية للنشر:عندما يكون هناك دور حقيقي وفعال لاتحاد الناشرين وبالتعاون مع الجهات الحكومية التي تهتم بهذا الشأن يمكن مكافحة هذه الظاهرة،ووصف حسن الظاهرة بانها عملية سرقة علنية يجب معالجتها،ولكن يجب علينا الا نحمل اتحاد الناشرين كل المشكلة،بل يجب ان تأخذ الدوائر المعنية دورها في محاربة المفسدين من المزورين وتجار هذه الظاهرة،مؤكدا على وجوب اصدار القوانين التي من شأنها ان تحد من هذه الظاهرة .ويعتقد حسن انه حتى لو رفع اي ناشر دعوى قضائية ضد لصوص الكتاب ،فانه سوف لن يجد الاذن الصاغية والمنصفة عند القضاء العربي ،فالناشر يسرق علنا واللصوص يزدادون ثراء في ظل عدم اكتراث الحكومات ،وكذلك غياب القوانين التي من شانها حماية المؤلف والناشر،موضحا ان مواصفات الكتاب المزور باتت لا تختلف كثيرا عن المطبوع الاصلي بحيث ان هناك مطبوعات مزورة لايمكن اكتشافها من قبل القارئ،واكثر البلدان العربية التي تجري فيها عمليات الاستنساخ هي مصر والعراق وسوريا بحسب قول اياد الذي طالب اتحاد الناشرين بضرورة مفاتحة حكومات الدول باصدار القوانين والمعالجات الضرورية للحد من تلك الظاهرة على الاقل ،وهذا امر مهم وضروري جدا .rnعزوف الجامعات عن دور النشرعبد الغفارالاشقر عن دار النفائس الاردنية للنشر يوضح بان كتاب الاستنساخ ساهم مساهمة فعالة في قلة المبيعات وتدني الاسعار،ويرى ان مجهودات الناشر باتت في خطر وعلى حافة الضياع،وللاسف المكتبات المحلية تتعامل مع المفسدين كما يقول الاشقر الذي اكد ان الجامعات التي كانت تتبضع من دور النشر مباشرة قامت بالعزوف عن دور النشربسبب انتشار الكتاب المزور وباسعار زهيدة ،ويرى الاشقر ان المعالجة الجذرية تأتي من الحكومة ،لذا يجب سن قوانين صارمة وتطبيقها على جميع دور النشر والمكتبات.وبشأن الدور الذي يجب ان يعمل به اتحاد الناشرين يرى الاشقر ان على الاتحاد تجنب كوارث حاصلة وتهدد حقوق المؤلف والناشر،فمثلا نحن طبعنا كتاب سلسلة العقيدة في ضوء الكتاب والسنة للدكتور عمر اشقر ،لكننا وجدناه في المكتبات بسعر اقل من السعر الذي يباع في الدار،ويعتقد ان احد الحلول هو منع الدار او المكتبة التي تقوم بالتزوير من جميع المشاركات في المعارض الدولية.rnتمت مقاضاة بعض المزورين مصطفى السعدي مدير قسم التصوير والمعارض في مكتبة العبيكان السعودية للنشرقال:ان ظاهرة الاستنساخ آفة استشرت في اغلب الدول العربية،وظاهرة التزويرمحصورة ومرتفعة في خمسة دول عربية هي العراق ومصر ولبنان والاردن وسوريا،مبينا بان مكتبة العبيكان تأثرت كثيرا بهذه الظاهرة الكارثية على عملنا،فمثلا كتاباً عائض القرني(لا تحزن)و(التفسيرالميسر) تم تزويرهما في العديد من الدول ال
ناشرون: كتبنا تتعرض لسرقة علنية يجب محاربتها
نشر في: 8 إبريل, 2012: 10:42 م