TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > د. كمال السامرائي..حياة وذكريات.. يسجل 50 سنة من تاريخ الطبابة النسوية في العراق

د. كمال السامرائي..حياة وذكريات.. يسجل 50 سنة من تاريخ الطبابة النسوية في العراق

نشر في: 11 أكتوبر, 2009: 05:28 م

* اقتنيت كتابا عربيا نادرا لطبيب سبق الانكليز باربعة قرون في استعمال ملقط الولادةبعد خدمة 50  سنة متواصلة في مجال الطبابة النسوية في العراق، شهد خلالها حوالي نصف مليون حالة مرضية كطبيب ورئيس قسم، بدا لي د.كمال السامرائي اكثـر شبابا وفتوة وهو يتفحص مذكراته التي يعدها للنشر تحت عنوان (حياة وذكريات)
لكنه داعبني بابتسامة خفيفة عندما قال لي (عندي اشياء كثيرة لابد من تسجيلها قبل فوات الاوان) وفي ذلك اشارة واضحة لحصيلة وخبرة طبيب عراقي، اعماله اصيلة توزع بعضها في المجلات الاجنبية المتخصصة لتؤكد براعته في اجراء عمليات نادرة جدا اجراها علماء لايتعدون عدد اصابع اليد في العالم كان السامرائي احدهم.. مثلما يبقى الطبيب العربي الوحيد الذي نجح في استخدام الابر الصينية بمعالجة الالم واجراء العمليات دون الاستعانة بوسائل التخدير التقليدية!حياة وذكرياتواذا كان د. السامرائي يمثل هذه البراعة والكفاءة النادرة، فان ذاكرته تحوي الكثير وقد لاتخونه في معظم الاحيان، وكتابه (حياة وذكريات) سيسلط الضوء على تاريخ كلية الطب ببغداد والعلوم التي درست فيها، والابحاث الاصيلة التي صدرت عنها الى جانب حياته كطبيب تخرج عام 1938 وكانت دورته تحمل الرقم (6) بين خريجي هذه الكلية كما سيجيب عن سؤال هو لماذا اختار الامراض النسائية والتوليد مجالا لتخصصه؟-يقول د. السامرائي.. لقد اخترت الطبابة النسوية اعجابا باستاذي الذي كان يدرسنا هذا الموضوع وهو انكليزي من اصل اسكتلندي اسمه (ولتر كندي) وقد واجهتني صعوبات في بداية حياتي بعضها كان طريفا وربما غريبا، فقد حاربني المشعوذون والدجالون من (ملالي) بغداد عندما نصحوا النساء والازواج والاباء بعدم مراجعة طبيب بفحص (النسوان) حتى ان البعض منهن كن يدخلن عيادتي ويرفضن الفحص الكامل رغم علمهن بأنهن سيواجهن الموت حتما، اخيرا فوجئت ببعض الرجال يصطحبون النساء معهم وما ان يواجهوني حتى كانوا يقولون لي بصراحة (احنا زوجناك هذه السيدة وبعد فحصها عليك ان تطلقها) وكنت ارضخ واضحك في سري، مهنة الطب والطبيب اسمى وفوق كل الاعتبارات!امرأة بلحية كاملة!-ولاينسى ابرع اطباء النساء في قطرنا تلك العملية التي اجراها لسيدة عن طريق البطن فخرج طفلها بسنين في فكه العلوي واخر بفكه الاسفل ويذكر انه في احدى المرات دل عليه رجل بلحية كثة فطلب منه فحصه وعندما اعتذر منه قائلا (انا طبيب نسائي) اجابه (انا امرأة دكتور بهذه اللحية) وقد اسرع بها او به الى مدينة الطب واجرى عليها فحوصات كثيرة شاركه فيها عدد من الاختصاصيين والطلبة الذين سيتخرجون كأطباء وكانت حالة نادرة كما يصر عليها د. السامرائي.*قلت له: متى يجب على الطبيب ان ينسحب من ساحته؟ قال:-عرفا، عليه الانسحاب متى ماشعر بضعف قابليته الذهنية والجسمية، لكن البلدان المتقدمة وجدت حلا اخر الان، فقد اوعزت لجمعياتها الطبية ان تقيم حفل تكريم لم يصل الى عمر معين من اطبائها وتشير بكتاب تثمين له يفهم منه ان عليه الانسحاب الا ان الغريب ان سن التقاعد في بريطانيا اليوم اصبح متأخرا، فانا اعرف احد الاطباء هناك تجاوز السبعين ومع ذلك مازال يترأس قسما ويجري عمليات ببراعة يحسده عليها الشباب!الوجه الاخر!*قلت له.. ماهو الوجه الاخر للدكتور السامرائي، اقصد ماهي الهواية التي تمارسها اضافة لعملك؟ اجاب:-الاحرى ان تسألني عن الهواية التي لا امارسها، اذ ان لي هوايات كثيرة تعددت اهتماماتي وترسخت بها حسب مراحل عمري فهويت تسجيل القراءات القرآنية وخاصة بصوت الشعشاعي وعبدالباسط عبدالصمد والاغاني الوجدانية، وكذلك المقامات بصوت القبانجي وعندي الان من كليهما خزانة ملآى بتلك التسجيلات النفيسة.كما هويت تربية الطيور واشجار الزينة والزهور وكان كثير من اصدقائي يجيئون الى حديقتي ليتمتعوا بمشاهدة مافيها من غرائب الشجيرات التي كنت استوردها من مشاتل لندن وباريس.كما عملت بالتصوير الطبي والملون، وقد درست هذه الصنعة في معهد (لايكا) بالمانيا، وعندي الان من آلاتها وادواتها ماليس لدى غيري من هواتها على ما اعتقد، كذلك كنت اتصيد شراء التحفيات كالعصي الغريبة، والصحون الخزفية النادرة، ورؤوس (النواركيل) المزخرفة، ودلال القهوة المنقوشة وما الى ذلك، وعندي الان من كل هذه ماله قيمة كبيرة عند من يفهمها ويتذوق صناعتها الدقيقة.كما كنت اهوى اقتناء الكتب، ومكتبتي اليوم عامرة بالاسفار الثمينة والمصاحف النادرة وانها لمبعث بهجتي حين اطوف بنظري على كعوبها المذهبة وكأنها ورود بالوان جذابة في حديقة منسقة، وانا لم اقرأ كل هذه الكتب، وقد لا اعود الى الكتاب بعد شرائه البتة، او اعود الى قراءته مرة واحدة  لا اكثر فاذا عثرت فيه على ما انشده فيكون حينذاك قد اعاد لي ما دفعت عنه من ثمن، وادى لي ماعليه من حق، وهناك ايضا كتاب او كتابان لايفارقان مكتبي، بل ومخدعي ايضا.تراثيات طبية!*وماذا بقي لك الان من كل تلك الهوايات؟-سقط عني اكثرها، ولم يبق لي الا القراءة والكتابة، وخاصة في التراثيات الطبية، وفي بعض كتب التواريخ والسير مما له علاقة بالطب القديم واحداثه حيث تأخذ من وقتي اكثر بكثير مما اخصصه لمتابعة ما يكتب في مهنتي الطبية، فكان الامر قد انعكس عندي، فصرت هاويا في ممارسة الطب وممتهنا في دراسة تا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram