اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > طــلائع المستشفيات العـراقية الحـديثــة

طــلائع المستشفيات العـراقية الحـديثــة

نشر في: 11 أكتوبر, 2009: 05:33 م

عبد الحميد العلوجيفي النصف الثاني من القرن الرابع عشر للميلاد التمعت بادرة خيرية.. كان لها اثرها المباشر في اندلاع الرغبة في الصيانة الوقائية.. فقد انشأ الوالي امين الدين مرجان مولى الشيخ اويس خان الايلكاني الجلائي مارستانا ببغداد سماه (دار الشفاء) ونص على ذلك في وقفيته المنقورة فوق باب خانه الشمالي..
قال: (وقفها على المدرسة المرجانية ودار الشفاء بباب الغربة) وباب الغربة هو باب شارع المستنصر، فدار الشفاء كان في موضع المتجر المعروف قبل سنين بقهوة الشط مع البنك البريطاني الاخير للشرق الاوسط في نهاية شارع السموأل على شاطئ دجلة.وكانت له خيرات على الفقراء والمساكين حتى اطعم السنانير والزراريق وحيتان الشط والطيور من اللحم والخبز والشيلم في صحن دار الشفاء، وصحتها على جانب دجلة، وكان ثلثا الوقف لدار الشفاء.ووجدت هذه الدار المرجانية صداها في الموصل بعد خمسمائة سنة، حين بنى محمد باشا البيرقدار (المتوفى 1844) مستشفاه في الموصل خلال ولايته عليها.ثم تدهورت الامور بعد ذلك ولاسيما في بغداد فلا يكاد الباحث يجد في جميع انحاء العراق غير تنبلخانة بغداد التي جعلها العثمانيون موطن الشيخومة البائسة التي تنتظر موتها بصبر جازع.وتسلل الى النفوس بريق من امل حين تولى شؤون العراق الرجل المصلح مدحت باشا، فقد اسس هذا الوالي مستشفى الغرباء في جانب الكرخ من بغداد على نهر دجلة (وكان مكانها مكان مستشفى الكرخ قبل عدة سنوات).. وقد وجد ان نفقات تشييده تتطلب مبالغ جسيمة تنوء بها ميزانية الدولة، وحسما لهذه المشكلة شحذ همة الاهليين في بغداد للتبرع، فانهالت عليه تبرعات الاغنياء والوجهاء.. وعند ذاك شيد هذا المستشفى في الحديقة التابعة الى وقف سليمان باشا وبقيت بناية المستشفى شاغرة يوم شيدها لعدم وجود الاطباء اللازمين لادارته فاستعملت بادئ الامر كمدرسة اعدادية رسمية وحين اتخذت مستشفى بعد ذلك كان عدد سرره حوالي الخمسين، قسمت الى داخلية وجراحية وزهرية ولم تكن فيه عيادة خارجية، وانما الحقت به شعبة بسيطة للاسعاف، وكان المستشفى مجانيا.وتاريخ بناء هذا المستشفى يشير الى سنة 1872، وكان يديره اطباء البلدية وبعض مأموريها حتى سنة 1887، وقد احتمى به المتسولون والعجزة لتوديع ايامهم الاخيرة من الحياة، وقد خصص فيه جناح خاص للمساجين والمعتوهين والعواهر، وكان ذلك في عهد الوالي قدري باشا، ولبث المستشفى على ذلك بضع سنوات، ثم اهمل امره لعدم وجود الاطباء والممرضات اذ لم تكن للنساء يومئذ شأن في التمريض، ثم حول الى مدرسة ثانوية (المدرسة الادادية الملكية) ونقلت تابعيته الى دائرة المعارف وبقي كذلك حتى قيض الله له (نجم الدين ملا) الوالي العثماني، فاسترده من المعاف واعاده مستشفى بعد ان نقل اليه محتويات مستشفى نامق باشا الواقع في باب المعظم.وفي سنة 1925 اتخذ هذا المستشفى مقرا للمجلس التأسيسي العراقي الذي سن القانون الاساسي ثم اصبح مقرا لمجلس الامة مدة غير يسيرة، وآل امره بعدئذ من جديد الى مستشفى الكرخ وذلك بعد انتقال مجلس الامة الى بناية مدرسة الصنائع العثمانية بالقرب من دار الضباط العسكري.واصدر الوالي رجب باشا سنة 1897 امره باتخاذ البناء القائم في بستان نجيب باشا عند باب المعظم على ضفة دجلة اليسرى مستشفى للجيش يعالج فيه الضباط والجنود بعد ان بنى غرفا واسعة في المحل الذي تقوم في ردهات المستشفى الجمهوري الحالية، وسمي هذا المستشفى باسم (مجيدية/ خستة خانه سي)، وظل هذا اسمه حتى سقوط بغداد سنة 1917.اما مستشفى نامق باشا فكان في ظاهر باب المعظم ببغداد في جانب الرصافة.. وقد شيده نامق باشا خلال ولايته على بغداد، وغرس امامه حديقة غناء، وفي صباح يوم الخامس الموافق 15 ذي الحجة سنة 1318هـ (1900م) اجريت مراسيم افتتاحه، واستوعب هذا المستشفى سلسلة من بيوت مرتفعة عن الارض على شكل (بايونات) يحتوي كل منها على ردهة كبيرة وعدة غرف اعدت لايواء المرضى وخصص احدها للامراض الباطنية والاخر للامراض الجراحية، والثالث لامراض العيون، وخصصت احدى الغرف لاجراء العمليات الجراحية، والثالث لامراض العيون وخصصت احدى الغرف لاجراء الجراحية، واخرى للامراض النسائية وثالثة للصيدلة، وبضع غرف لايواء المجانين وغرفة للادارة وكانت الدائرة مؤلفة من مدير وكاتب ووكيل اخرج يتبعهم طباخ ومعاون طباخ وبستاني وعشرون خادما بين ذكور واناث، وامام ليصلي بالناس وكان اسمه الملا خضر، اما الاطباء فكان منهم الطبيب الباطني والكحال والجراح ومعاونوه ومدير الصيدلية ومعاون له.اما هيأة الادارة فكانت مؤلفة من الطبيب الاول (سر طبيب) والمدير (المدير الداخلي) والجراح والكحال تحت رئاسة مفتش الصحة، وكان المستشفى تابعا للبلدية على ان تدفع ثلثي نفقاته، ويستوفي الثلث الاخر من السنية (الاملاك السلطانية)..وكان اهتمام الوالي بهذا المستشفى عظيما، وكان يريد ان يجعله من الطراز الاول، فجلب له الالات والادوات الجراحية والادوية والعقاقير من اوربا، وكان النظام العربي اليوناني هو المستعمل في دق الادوية وتحضيرها فيه.ولقد اقترف هذا الوالي ما يؤاخذ عليه حين عين لادارة المستشفى رجلا يدعى محمود خان تارة وسلطان محمود تارة اخرى لالكفاءته وبراعته.. ولكن لمهارته في الشطرنج.وفي اواخر سنة 1893 ان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram