في مثل هذا اليوم من عام 1926، اخترم الموت رفائيل بطي ، الشخصية الصحفية والأدبية والسياسية الكبيرة، وأحد بناة النهضة الفكرية في العراق الحديث ، وكان لرحيله المفاجئ ، رنة أسى كبير لعارفي فضله في العراق وخارجه .
ولد رفائيل بطي عام 1900 في الموصل ، وأكمل فيها دراسته الأولية ، ثم انتقل إلى بغداد ودخل المعترك الثقافي، فعرف بسرعة فائقة لما كان يمتلكه من موهبة وتفان ، فعمل أولاً مع الأب الكرملي في جريدة العرب وهو لم يزل تلميذا في دار المعلمين، ثم انتقل إلى جريدة العراق لصاحبها رزوق غنام المدرسة الصحفية الرائدة في العراق حتى أصبح محررها الأول في منتصف العشرينيات، ثم استقل بإصداره جريدة (البلاد) عام 1929، وكان ذلك فاتحة للصحافة الحديثة في العراق، لما أظهرته من أبواب وصفحات، واستمرت البلاد بالصدور متقطعة إلى عام 1963، وقد أصدرها بعد رحيله أبناؤه الكرام بعد أن أصبحت دارا للصحافة والنشر . وفي حقول الثقافة العامة ، كان بطي من الطبقة الأولى من رجال الثقافة ، ومنذ أوائل العشرينيات عرفته الأوساط الثقافية أديبا رقيقا ومؤلفا رصينا ، وكان كتابه عن شعراء العراق عام 1923 من المصادر الأدبية التي لا يستغنى عنها ، وكتابه عن تاريخ الصحافة في العراق الذي نشرته الجامعة العربية فريدا في تأليفه ، فضلا عن المئات من المقالات والأبحاث الأدبية والتاريخية المهمة ، لو جمعت لأصبحت كنزا كبيرا لتطور الفكر العراقي ... وفي المجال السياسي فقد كان رفائيل بطي من النواب الذين أضافوا للحياة النيابية الشيء الكثير من الثلاثينيات . انتمى إلى حزب الاستقلال ثم انسحب منه واعتقل بعد انتهاء حركة مايس 1941 ، وعين وزيرا للدعاية عام 1953 . ومن محاسن الأيام أن تظهر مذكراته في جزأين عن دار المدى بعناية نجله الفاضل الدكتور فائق بطي.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: رحيل رفائيل بطي
نشر في: 9 إبريل, 2012: 09:41 م