 بغداد / نورا خالد(أكو فد واحد) برنامج عرض على قناة السومرية ، واستقطب الجمهور العراقي بشكل كبير وحقق نسبة مشاهدة عالية، إلا أن الجمهور فوجئ قبل أيام قليلة بإصدار هيئة الإعلام والاتصالات قراراً بإيقاف هذا البرنامج في بيان جاء فيه: انطلاقاً من مسؤوليتنا في تنظيم قطاع الإعلام ووفقاً للأمر (65) لسنة 2004 النافذ،
وبناءً على تقارير قسم الرصد الإعلامي في هيئة الإعلام والاتصالات، بالإضافة إلى الشكاوى المجتمعية الواردة إلينا تقرر إيقاف بث برنامج (اكو فد واحد) بشكل كامل لحين التزام القناة بالمعايير المهنية والأخلاقية التي نص عليها قانون الهيئة وتقديم اعتذار للجهة صاحبة الشكوى من خلال تعهدات تقدمها القناة، حيث سبق لهيئتنا ان وجهت إدارة القناة بضرورة الالتزام بتلك المدونات لكنها وللأسف الشديد أخلت بتعهداتها السابقة ما اضطررنا آسفين لتسجيل العديد من المخالفات المهنية على هذا البرنامج على النحو الآتي:برنامج (اكو فد واحد) الذي يبث عبر قناة السومرية الفضائية، هو برنامج ترفيهي يبث يوم الأحد من كل أسبوع عند الساعة (8:40) مساءً، حيث تتخلل البرنامج النكات التي تحتوي في اغلب الأحيان على عبارات جريئة وخادشة للحياء والذوق العام، بالإضافة إلى الاستهانة بالعرقيات والقوميات التي تشكل نسيج المجتمع العراقي، وهذا يُعد مخالفاً لمدونات البث والإرسال الصادرة عن هيئة الإعلام والاتصالات والمستقاة من قوانين ولوائح عالمية تراعي حقوق الإنسان وتحترم ذائقته، وللوقوف على رأي المشاهدين التقيناالشابة سها عبد المجيد التي أشارت إلى أن البرنامج في بدايته شد المشاهدين كونه طرح فكرة جديدة لم يعتدها المشاهد العراقي لكن بعد فترة لاحظتُ أن هناك إسفافا وتهريجا وبذلك بدأ يفقد شعبيته، وأكدت عبد المجيد أن بعض النكات المطروحة تخرج على اللياقة والأدب العام وهذا يعني أن المعد كان هدفه الأساس إضحاك الجمهور دون مراعاة التقاليد الاجتماعية السائدة في مجتمعنا .كريم علي قال: رغم أن فكرة البرنامج لم تكن محلية لأنه تقليد لبرنامج لبناني يعرض بنفس التوقيت ولم أكن قد تابعت حلقاته الأولى التي قيل لي أنها ضمت بعض العبارات والنكت الخارجة على اللياقة والثقافة المجتمعية العراقية تشبهاً وتقليداً للبرنامج اللبناني الذي هو قمة في الإسفاف وهو الآخر جاء تقليداً للطريقة الغربية في  التقديم وإثارة المرح ، رغم كل هذا خصص كريم  وقتاً لمراقبته بسبب ما سمعه عنه، واكتشف  بالتتابع ان البرنامج قد تلقى ملاحظات عديدة مجتمعية وإدارية وبدأ بتغيير طريقته في عرض نكات  تحمل طابع الخروج على السياق والذوق العام ، وفي حلقاته  اللاحقة استقام أداؤه فأصبح  مستقطبا للعديد من المشاهدين، وحديثا مرحا بين اغلب طبقات المجتمع وأثبت محليا نجاحه بالدخول إلى مواطن حزننا وضيقنا وتبرمنا وضغوطنا من مسببات إزعاجات يومية، ونقلنا الى  واقع زرع الابتسامة على وجوهنا المتعبة بالأسى والحزن والقلق والتوحش. فيما أكدت سعاد طه (موظفة) أن البرنامج حقق نسبة مشاهدة فاعلة ويهدف حقا إلى تبديل ثقافتنا التي تدور بين مستويات القبح إلى الجمال والفرح وإشاعة  ثقافة الابتسام على وجوهنا. لا يمكن لنا أن نصدر أحكاما متسرعة  قبل أن نعرف بأن من وجهنا له الانتقاد قد بدل طريقته لتنسجم مع  رغباتنا وأعرافنا وتقاليدنا ولا يمكن  لقراءة سابقة للبرنامج أن تأخذ قرارا لاحقا عليه ، لنتأنى قبل أن نصدر أحكامنا ولنكن مواكبين للمستجدات الإعلامية لا أن نصدر قرارا  قديما لنطبقه على اللاحق من الإحداث. ولمعرفة رأي قناة السومرية  التقينا عمار طلال المدير الفني لقناة السومرية الذي تساءل في بداية حديثه بالقول لماذا تستهدف قناة السومرية؟ وأضاف تلقت قناة السومرية قرار هيئة الاتصالات بإيقاف برنامج (اكو فد واحد) الذي يحظى بشعبية كبيرة ونسبة مشاهدة عالية، وأكد أن القرار صدر عن لجنة الرصد التي كما بيّن أن أفرادها تتراوح أعمارهم ما بين 19-  22، واستغرب ان هكذا أعمار قادرة على فهم معنى الرصد، وتابع بالقول أن ما يدل على شعبية هذا البرنامج انه قبل شهر تقريباً نسخت في منطقة باب الشرقي 5 ملايين نسخة من حلقة واحدة بيعت كلها خلال أيام قليلة، وأكد أن نسبة المشاهدة لهذا البرنامج تجاوزت العراق، إذ اكتظت المقاهي في عمان ودبي ودمشق لمشاهدة الحلقة التي تبث الساعة التاسعة من كل يوم احد على قناة السومرية، وعن الذي يقال حول أن البرنامج لا يناسب المجتمع العراقي قال طلال: هناك اجتماع دوري يقام داخل القناة للتأكيد على كادر البرنامج بالابتعاد عن النكات التي تمس السياسة والدين والنكت غير الأخلاقية، وأكد طلال أن البرنامج لن يتوقف لأن القرار غير دقيق وغير صائب، وقال: حسب ما فهمنا انه جاء نتيجة تقديم بعض المواطنين شكاوى ضد البرنامج وهنا أقول ليس كل ما يقال يصدق، فقد كان من الممكن وقبل إصدار قرار إيقاف البرنامج أن توجه الهيئة كتابا إلى القناة يتضمن ملاحظاتها حول البرنامج بدلاً من لغتها الحادة أو الهجومية (سوف نعلق عملكم في العراق إن لم تستجيبوا للقرار).