بغداد/ محمود النمر في أروقة فندق الشيراتون وعلى قاعة عشتار احتفى الحزب الشيوعي العراقي بالكاتب والصحفي الرائد محمد الملا عبد الكريم، المناضل الذي قارع الطغاة ولم يستكن يوما ولم يزل. الحاضر الذي لم يكن حاضرا من مرارة المرض، لكنه تكلم لنا بحكمة الضوء ونطق بالبشارة، عن بعض محطات حياته عبر فيلم أعده المصوّر الشاب حاتم هاشم، وهو يحمل القلم الذي ظل رفيقه ولم يخذله، كان كشجرة الجوز في الشتاء الجليدي جرداء، لكنها تضرب جذورها في الصخر على سفوح الجبل الأشم وهي تتوعد أن الربيع قادم لا محال.
أدار الجلسة الناقد ياسين النصير، واصفا إياه بأنه احد الذين أسهموا ووضعوا بصماتهم على خارطة الإبداع والثقافة والوطنية.وألقى كلمة الحزب الشيوعي العراقي مفيد الجزائري عضو المكتب السياسي، أكد فيها ضرورة الاحتفاء بالمبدعين ومنهم محمد الملا عبدالكريم الذي لم يحضر هذا الحفل بسبب مرضه، وقال إن هذا الاحتفاء هو تقليد على شرف الذكرى السنوية لتأسيس الحزب والذي دشّنّاه هذه السنة بافتتاح المعرض التشكيلي للفن المعاصر.  البروفيسور عز الدين مصطفى رسول الذي أخذته التداعيات الجميلة المغمّسة بوجع النضال والإبداع مع صديقه ورفيق دربه الطويل الذي قال عنه: قد نذكر في أوساط كثيرة أنا والأخ محمد الملا عبد الكريم كصديقين، كأخوين، وقد تعرفت على الملا عبد الكريم في عام 1946 وظل صديقا وأخا ورفيقا حتى هذه اللحظة.وتحدث الإعلامي مصطفى صالح كريم مستذكرا ذلك الشاب الذي يقضي لياليه مع الكتب الممنوعة، هذا المناضل الذي كان يردد مقولة غوركي الشهيرة "السجن محطة الراحة في سفر الحياة".  القاص والمترجم حسين الجاف قال إن هذا المناضل المنحدر من جذور دينية فهو رجل دين ابن رجل دين، هذا الذي أدركه هوس النضال والعمل من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب العراقي.وذكر د. عادل كرمياني جهود الملا عبد الكريم البحثية والصحفية والأرشيفية والنضالية وكيف كانت مواقفه الجريئة والنبيلة فهو من أروع المخلصين لأصدقائه ابتداء من الشاعر الشيوعي كوران إلى الشيوعي الجليل د. عز الدين مصطفى رسول. وقرأ النصير بالنيابة كلمة د. جمشيد الحيدري الذي استذكر فيها علاقته مع الملا عبدالكريم عندما تعرف عليه في عام 1962حين اصدر كتابه القيّم عن الشاعر الكردي الكبير (حاجي قادر كوي).  ومنح الأمين العام الشاعر الفريد سمعان "لوح الجواهري" للمحتفى به تسلمه الإعلامي مصطفى صالح كريم ،كذلك كانت هناك بعض المداخلات من قبل الإعلامي عبد المنعم الأعسم، ود. عقيل الناصري.