اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > قانون "رعاية الأيتام" أصبح ملحّاً بعد زيادة أعداد المشرّدين

قانون "رعاية الأيتام" أصبح ملحّاً بعد زيادة أعداد المشرّدين

نشر في: 10 إبريل, 2012: 08:56 م

 بغداد/ إيناس طارق.. عدسة/ محمود رؤوفحيدر محمد يبلغ من العمر 10 سنوات، فَقَد والده في انفجار في  منطقة الكرادة عام 2007، عندما كان عمره 4 سنوات، أصيب محمد بجروح وحروق حُمل على أثرها بسيارة إسعاف إلى المستشفى، بقي فيها أسابيع، ليسلم إلى احد مراكز الشرطة بعد تماثله للشفاء،
 لأنه أصبح مجهول الهوية؛ فلا يعرف حيدر كيف يصل إلى منزله، ولم يسأل عليه أحد من أقرباه، إلا بعد أن ساهم أهل الخير من القوات الأمنية بالبحث عن أقرباه، لعلهم يحتضنوه، فهو طفل يتيم.حيدر واحد من آلاف الأطفال الأيتام فقدوا آباءهم وأمهاتهم نتيجة العنف الذي لا نهاية له، فالحروب التي قادها النظام الدكتاتوري خلفت آلافاً من الأيتام والمشردين والأرامل لتتضاعف الأعداد بعد عام 2003 .أما قصة الطفلة ملاك  البالغة من العمر 11 عاما، التي تجوب الشوارع بحثاً عن لقمة العيش، فتقول: قتل والدي في انفجار بمنطقة العلاوي، بينما كان يبيع قناني الماء، وسط الشارع عام 2010، والدتي أصيبت بعوق أقعدها البيت، فهي كانت معه تبيع العلكة، لأننا عائلة فقيرة، ولا نملك المال الكافي لتوفير قوتنا بشكل دائم إلا بالعمل ، شقيقي يساعدني على توفير المال لعائلتي البالغ عددها أربعة أفراد. تضيف ملاك : لدي أقارب ولكن كل منهم رفض أن يأخذونا، اضطررنا للعمل من أجل البقاء على قيد الحياة. الأقارب والتسوّل تقول بتول التي كانت تجلس على رصيف قرب متنزه الزوراء، وتحمل صبيا صغيرا، ما زال تلفه بقطعة قماش بيضاء. إنها ترعى الآن خمسة أطفال أيتام، وهم أبناء أخيها الذي اخُتطف عام 2006، ولم يعرفوا مصيره حتى الآن. مضيفة أن عاداتهم الاجتماعية لا تسمح لهم بالتخلي عن أطفال أقاربهم، مهما كانت الظروف، وسمحت لأولاد أخيها بالنزول إلى الشارع للعمل في بيع الشاي وعلب الكلينكس، لأنهم أصبحوا الآن كما تقول رجالاً، حيث يبلغ عمر أكبرهم 13 عاماً، والفتاة الوسطى 11 عاما، تعمل في تنظيف الملابس عند بعض الناس الخيرين، كما تصفهم بتول . وجل ما تخشاه هو أن تساهم الظروف المعيشية الصعبة في إجبارهم على سلوك طريق الجريمة والانحراف. ينتشرون في الشوارع  البعض من الأيتام ينتشرون في اغلب الشوارع، بعد أن أصبحوا مشردين، حيث لم يحالف بعضهم الحظ لتحتضنه دور الدولة للأيتام،  فقد نزل إلى الشارع ليعمل وينفق على أخوته بعد أن فقدوا معيل عائلتهم الوحيد، لتجد  هذه الظاهرة حافزا كبيرا بزيادة عدد الأرامل والأيتام، التي  أدت الحروب إلى الزيادة الكبيرة في أعداد الأطفال المشردين،  لينضموا إلى قافلة الأيتام ، الذين امتهنوا التسول وسيلة للعيش السريع، حيث يوحي منظر الطفل صالح (المشرد اليتيم) الذي كان يقف في ساحة الطيران وسط بغداد بالبؤس، حيث كان حافي القدمين وثيابه رثّة،  مظهره يوحي بأنه يتضور جوعاً، يلصق جسده النحيل بهياكل السيارات الحديثة محاولاً استعطافهم بنظراته الطفولية البريئة، يقول صالح عمري 12 سنة: والدتي تركت والدي لأنه لا يعمل، ويضطرها للخروج للعمل في الشارع للتسوّل، طلقها، وقد تزوجت برجل آخر، وأبي أخذنا بعيدا عن والدتنا، التي بقيت في المحافظة، التي كنا نعيش فيها، وبعد ذلك بدأ في ضربنا، لذلك هربت لامتهن التسول والسرقة وتعاطي المخدرات والنوم على الرصيف!! ينامون على الأرصفة ويضطر كثير من الأيتام والأطفال الفقراء للعمل  في التسول والبغاء. وقد انضم هؤلاء - الجيش المتنامي - من أطفال الشوارع للحصول على لقمة العيش في المدينة التي غمرتها  الانفجارات، التي لا تعد ولا تحصى،  هؤلاء الأطفال  معظمهم صبيان، ولكن الفتيات أيضا لهن حضور، حيث قدمن من بيوت محطمة، بسبب حروب مستمرة ، أو اللواتي تيتمن بسبب الحرب الأولى والثانية وتشرّدن، بسبب قتل أو تشريد عوائلهن، نتيجة موجة العنف الطائفي التي طالت البلاد. أحلام التي تبلغ من العمر 11  عاما، ما كان بوسعها إلا البكاء، عندما سألت عن سبب تجوالها في شارع المنصور، حيث قالت بصوت خافت خوفاً من أن يسمعها أحد: إنها يتيمة، فقدت عائلتها منطقة الحرية، بعد أن قُتلت عائلتها من قبل مجموعة إرهابية، أثناء تواجدها في المدرسة، حيث كانت في الصف الثاني الابتدائي، أخذها شقيق والدتها وانزلها إلى الشارع للتسوّل، وتعرضت إلى الاعتداء من قبل ابن خالها، وكل يوم يتعرض لها بالضرب، ولا تستطيع البوح بذلك، خوفا من أن لا يصدقها احد، وتطرد من البيت، فأين تنام حسب قولها على الرصيف؟!rnيتعرّضون إلى الاعتداء الجنسي لا تخلو قصة عبود البالغ من العمر 12 عاماً، الذي يستنشق الغراء، ويعيش في شوارع بغداد. قال إنه هرب من المنزل، لأنه لم يستطع الصمود أمام الضرب، الذي يحصل عليه من والده، لعدم جمعه ما يكفي من المال من التسول طوال النهار. انضم مؤخرا إلى عصابة في منطقة الباب الشرقي متخصصة بسرقة الهواتف النقالة، ولأنه يريد أن ينسى ممارسة الجنس معه من قبل الرجال الكبار في مقابل  الحصول على الغراء والمال والمنام يؤكد عبود "أنه يبكي في كل مرة يُمَارس الجنس معه، ويتعرض إلى الضرب، وهو يعلم أن ما يفعله خطأ، ولكن يجده أفضل من العيش مع ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram