إياد الصالحينأمل أن تكلل مساعي الاتحاد العراقي لكرة القدم في إقناع الاتحاد الدولي (فيفا) برفع الحظر المزمن على الملاعب العراقية منذ اكثر من عقدين لأـسباب بعضها مشفوع بتقارير دولية خاصة بالأوضاع الأمنية ونعي (خـُبث) مصادرها ، والبعض الآخر خضع لمزاجية اعضاء لجنة الطوارىء التابعة لـ( فيفا )
الذين غالباً ما يستندون على معلومات مضللة من اتحادات بعضها شقيقة استفادت من فرض الحظر على ملاعبنا لحرمان الأسود من اهم اسلحتهم المعنوية (الارض والجمهور) فانقلب السحر على الساحر مرات ومرات ، وثبت ان أسود الرافدين يكونون في علياء تحديهم خارج أرضهم ، ويكفيهم فخراً انهم حققوا كبريات الانجازات من رحم الحظر!إن الوعود التي أطلقها رئيس الاتحاد ناجح حمود بالعمل من اجل تأمين الحقائق المطلوبة امام رئيس الاتحاد الدولي للعبة جوزيف بلاتر بعد غد الجمعة بعيداً عن إضفاء واقع وردي تبقى محل ثقتنا وتفاؤلنا لأنه سيواجه رئيس فيفا بالأدلة الدامغة وفي مقدمتها نجاح دوري الكرة في أحلك ظروف المنافسات ولم يشهد ملعب الشعب (أسير الحظر) اية مشكلة مروعة او حادثة قتل فردي او جماعي كالتي شهدتها ملاعب العالم وأقربها حادثة بور سعيد التي ذهب ضحيتها اكثر من 70 قتيلاً وعشرات الجرحى من دون ان تهتز فرائص العجوز بلاتر ويفرض في الأقل حظراً جزئياً على الملاعب المصرية او يُنذر اتحاد الكرة ، بل العكس وقف بقوة مع الاخير وهدد الحكومة المصرية في حال قولها أُف ٍللرئيس سمير زاهر قبل ان يستقيل الرجل احتراماً لدماء الضحايا !نريد من وفد العراق المحاور مع بلاتر ان يكرّس جهده لهذه النقطة تحديداً اي فك الازدواجية في معايير فيفا مع العراق التي بدت مفضوحة ، ويعرض ملفه بكل ثقة ليؤكد ان ملاعب بغداد والبصرة وإقليم كردستان هي أفضل أمناً من عشرات الملاعب على الارض فضلا عن تحلي الجمهور العراقي باخلاقيات التشجيع المثالي التي يشدد عليها بلاتر في كل مناسبة لأن كرة القدم من دون جمهور واعٍ يُسهم في نجاحها لا يمكن ان ترتقي الى مستوى آمال وخطط كونغرس الكرة العالمي.وحسناً فعل الوفد العراقي بضمه النجم العالمي والمدير الفني لمنتخبنا الوطني زيكو صاحب المبادرة المتميزة في تباحثه مع الشخصية الفرنسية المرموقة ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ومناشدته الاخير التدخل لإزالة الغموض الذي لفّ قضية الحظر على العراق بلا نهاية ، وتلقيه وعداً من بلاتيني على مشاطرته الحرص ذاته لإنهاء الأزمة ومنح الجمهور العراقي الحرية في استعادة متعة مشاهدة منتخبه ومؤازرته في ملعبه.إن موقف زيكو يؤشر دلالات انسانية اكثر منها فنية ، وتوجهه الى زيوريخ برفقة الوفد سيكون حدثاً ذا أبعاد ستراتيجية ، فمن جهة يقرّ الجميع بحق زيكو في تأمين حلقات نجاح مهمته المونديالية مع منتخب يستحق تشريف وطنه والقارة في كأس العالم وبات قريباً جداً من قطع تذكرة التأهل ، ومن جهة اخرى سيضع زيكو مسؤولي ( فيفا )على المحك ويشعرهم بالتقصير تجاه العراق لأنه ليس من المنطقي ان يتخلوا عن عضو فاعل في اتحادهم ويتركوا كرته فريسة عقوبات قاسية زادت من معاناتها بعد ان تعرضت البُنى التحتية الى التدمير طوال الحروب التي فتكت باستقرار البلاد وهزّت مرتكزاته الرياضية بعنف مخلـّفة الرصاص والقذائف والدماء تتناثر على المستطيلات الخُضر في كل مدنه بلا استثناء! وعليه يُفترض بمؤسسة مثل ( فيفا ) ان تقف الى جانب العراق وتستفيد من فرصة زيارة حمود ووفده المرافق لإعادة كتابة صفحة بيضاء في علاقته بالكرة العراقية ، وكذلك مصالحة الجمهور الرياضي الذي لا يزال يتحمّل عناء الترحال بين الدوحة وابو ظبي وعمّان في السنين الاخيرة حتى يصدر فيفا قراراً برفع الحظر الكلي ، ولا بأس ان يشرط ذلك بنتائج زيارة لجنة التقييم ( مثلما زارت اليمن الجمعة الماضية لإعادة تقييم الحالة الأمنية) اذا ما أراد الوقوف عن كثب من قلب العاصمة بغداد والمدن الاخرى وسيجد الترحاب والضيافة والأمن والتنظيم وفق أُصولها ، ونحن على يقين بأن بلاتر نفسه ومَن تبع موقفه تجاه العراق سيندمون أشـد نـدمّ!
مصارحة حرة: فيـفا في قلب بغداد
نشر في: 10 إبريل, 2012: 09:04 م