TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > وقفة: جنابر فضائية

وقفة: جنابر فضائية

نشر في: 11 أكتوبر, 2009: 05:46 م

احمد المظفربالرغم من امتحان العراقيين بالهموم الكبيرة كانقطاع التيار الكهربائي المزمن وارتفاع اسعار المولدات الكهربائية التي اصبحت تشكل عبئا كبيرا على كاهل العائلة العراقية.. برغم كل هذا تأتي الفضائيات العراقية لتضيف هموما أكبر ولتشيع المبادئ السلوكية المقيتة.
ففي الشهر الماضي عرضت سيلاً من الاعمال الرديئة المقتبسة من المسرح التجاري في التسعينيات. واقرب مثال ماعرضته فضائية الشرقية من برامج مخجلة وأعمال لاتنتمي الى الدراما العراقية الحقيقية. فبعد ان كنا نشاهد في السبعينيات والثمانينيات اعمالا مثل (الذئب والنسر وعيون المدينة، وجرف الملح، والدواسر) بتنا نشاهد (زنود الست) قليل الحياء الذي أساء الى رموز الغناء العراقي مثل داخل حسن وعزيز علي وحضيري ابو عزيز وسليمة مراد وغيرهم. هؤلاء الذين مازالت الذائقة العراقيه تتغنى بابداعهم المتوالي.  ففي احدى حلقات هذا البرنامج وكانت مخصصة للفنانه هيفاء حسين التي غادرت العراق الى لبنان في السبعينيات وغنت في نواديه الليلية وكانت صورها تملأ المجلات اللبنانية أنذاك، يأتي برنامج "زنود الست " بدقائق معدودة لينهي الحلقه بأن هيفاء حسين لانعرف عنها اي شيء الان، وقتها شعرت بالحزن لأنني اعرف بان هيفاء حسين مازالت تعيش في بيروت، وهي حية ترزق.  أقول ان هؤلاء الذين مازالت الذائقة العراقية تتغنى بابداعهم، يظهرون بهذا الشكل المشوه لتاريخهم الفني العتيد واين؟  في فضائية ترفع شعارا يؤكد حبها للعراق! انها اساءة كبيرة للذوق العام، واذا ماكان برنامج زنود الست سيئ الصيت قد اساء للرموز الابداعية العراقية، فان برنامجا او عملا مماثلاً تسميه الشرقية دراما واسمه "دولة الرئيسة "اتى بمطربة تنتمي الى جماعة الغجر اسمها ملايين، التي شبع منها الناس اساءات كبيرة للذوق العام في التسعينيات من خلال المسرح التجاري الهش، فكانت وقتها تسيء الى شعب محاصر يبيع الحصة التموينية لتأمين احتياجات البطون الجائعة. ولم تكتف الشرقية بذلك بل تمادت وتجاوزت حدودها عندما عرضت برنامجا استهلاكيا هو "فاصوليا"، فقد أتوا بمهرجين ليغتالوا الأغاني العربية الجميلة ويقدموها بشكل تهريجي بائس يعيدنا الى سنوات المسرح التجاري الفج الذي أساء كثيرا للمسرح العراقي المحترم. اننا ازاء هذا الكم المتهالك من الاعمال الرديئة التي قدمتها هذه الفضائية  التي عمدت الى الاساءة الى البيوت العراقية الشريفة باعتمادها الحوارات السمجة والكلمات البذيئة، لابد أن نقف كاعلاميين وقفة تتصدى لها.  ولأجل ان نبسط الصورة اكثرعلينا أن نعري تلك الاقلام المأجورة والمتملقة التي مازالت تكتب بانحياز كامل لهذه القناة أوغيرها، ولخطابها المتدني على صفحات بعض الصحف. فأي زمان هذا الذي أحال صورة العراقي الشريف الى صورة رمادية قاتمة على شاشة لاتستحق اسمها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

خطوة جريئة: ممثلون موصليون شباب ينتجون فيلم أكشن

الموصل / سيف الدين العبيدي في سابقة فنية، تمكن مجموعة من الممثلين الشباب من مدينة الموصل من إنتاج أول فيلم أكشن في تاريخ السينما العراقية، معلنين بذلك عن انطلاقة جديدة في عالم الفن السابع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram