 قيس قاسم العجرشفي بريطانيا،قررت واحدة من أكبر المؤسسات الداعمة للبحث العلمي مؤخراً أن تدعم بكل ثقلها برنامجاً يحدّ من القيود التي توضع على البحوث الأكاديمية والتي تعوق وصولها الى القارئ بسلاسة.المؤسسة ستتعاون مع أكثر من تسعة آلاف باحث سيقاطعون المجلات التي تفرض تسجيلاً معيناً يتطلب دفع الأموال من أجل الدخول الى مواقع البحوث غير السرية أو التي لا تحتوي على حقوق الملكية الفكرية من الدرجة الأولى.
هذه الفكرة أسمتها المؤسسة الراعية حملة الربيع الأكاديمي إستلهاماً من الربيع العربي الذي كسر حواجز المسكوت عنه.هؤلاء الرعاة وجدوا أن من الأجدى أن يمولوا النشر المجاني للبحوث وسهولة الدخول اليها عن طريق الإنترنيت وهو أفضل من تخصيص زمالات ومنح يذهب معظمها الى تكاليف الوصول الى بحوثٍ لم يقصد الباحثين من ورائها تحقيق ربح مادي ، أي إن الربح يذهب الى غير جيوب الباحثين وبدلاً من ذلك يجنيها وسطاء التسجيل في الشبكة العنكبوتية وهم في الغالب مدراء مواقع يستغلون الملكية الفكرية أو حق الولوج الحصري.في النهاية،تأكد لدى العالم المتقدم إن تسهيل الوصول الى المعلومة أكثر جدوى في خلق باحثين واكتشافهم من المنع والعقبات التي توضع للحماية.ونحن، ؟....هنا بدأت أشعر بألم غير مسبوق في اسناني ، لأني جربت ان أدخل الى عشرة مواقع اليكترونية لعشرة جامعات عراقية مختلفة فلم أجد ولا حتى بحث واحد متاح عبر الشبكة أن يطلع عليه الباحث عن المعلومة.هل يعقل إن كل ما تنتجه كليات الآداب واللغات والعلوم والهندسة والتربية والإدارة والإقتصاد وعشرات غيرها ، كل هذه البحوث التي تقدم الى مجالس الكليات سنويا  ، كلها ممنوعة ؟!.أستذكر هنا معاناة أحد الزملاء من خريجي كلية الإعلام حين تقدم ببحث في مرحلة الماجستير عن الصحافة الأليكترونية قبل خمس سنوات ، يقول وفمه مليء بالألم ، إن الأساتذة الذين ناقشوني كان نصفهم لا يمتلك عنواناً بريدياً ولا يجيدون إستخدام الإنترنيت. كم موقعاً لوزارة عراقية يحتوي على معلومات يمكن أن تفيد الباحثين أو الصحفيين ؟.ادخلوا الى المواقع الأليكترونية للوزارات ، ستجدون العجب.....الصفحة الرئيسية تحتضن صور وأخبار معالي الأستاذ الدكتور ..الوزير.أما مفهوم إعلام الوزارات عن الخبر فهو يقتصر على وقائع ما تشهده مضافة الوزير من إستقبالات أو لقاءآت وحتى ما ينشر فيها لا يتعدى الكلمات والجمل التوكيدية الفارغة من المعنى.هناك في إعلام الوزارات من يظن أن الوزير حين يلتقي بسفير دولة باحثة عن عقد هنا أو فرصة هناك في الخزينة العراقية فإن هذا (خبر).أي ربيع يضيعه هؤلاء علينا..؟