سرمد الطائيالكثير من العراقيين يشعرون هذه الايام انهم راحوا ينفقون اموالهم على سوريا وايران. وللامر صلة بتهريب العملة الصعبة الى جيراننا المحاصرين والذين دخلوا في مواجهة مع كل الدنيا بسبب اصرارهم على حماية نظامهم الدكتاتوري.
احد الاصدقاء يدخر مبلغا من المال لشراء قطعة ارض، ويوم امس اكتشف ان مدخراته بالدينار العراقي، صارت اقل من ثمنها قبل شهر بنحو 10 ملايين دينار، وانها باتت لا تكفي لدفع ثمن قطعة ارض صغيرة اتفق على شرائها الاسبوع الماضي. وبينما راح يقرأ في تقرير نشرته المدى الثلاثاء حول "اشباح" يتلاعبون بسعر العملة المحلية ويهربون كميات كبيرة من "الورق" الى جيراننا المستبدين الاعزاء، صار يتحدث مع نفسه ونحن نسمع: خلاصة خسارة مدخراتي انني انفقت 5 ملايين دينار على نظام الرئيس الاسد، ومثلها على نظام السيد احمدي نجاد. ولا ادري كيف سأفسر ذلك في ضوء نتائج مبادرة كوفي عنان ومحاولته وقف المذابح السورية.. او في ضوء اجتماع 5 زائد 1 الذي ربما يعقد في بغداد لمناقشة الموضوع الايراني، مع كل ما يمكن ان يسببه من حظر تجوال وقطع شوارع وتشديد سيطرات في العاصمة. وهكذا شعرنا بالحزن لان صديقنا الديمقراطي (وكحال الكثير من ديمقراطيي العراق) راح ينفق على انظمة استبدادية دموية!وحكاية الدولارات اليوم لا تنتهي هنا، فصديق ديمقراطي آخر يشعر بالخيبة في الذكرى التاسعة لسقوط صدام حسين، وراح يحدثني عن يوميات عمله في مجلس النواب. ومن اكثر الاشياء التي اثارت سخريته المرة ان احد نوابنا الاعزاء اكتشف ان عددا من افراد حمايته لا يؤدون الصلاة بانتظام، او لا يصلون. فقام بفرض عقوبة "بالدولار" ايضا عليهم، واصدر قرارا يتم بموجبه خصم 20 دولارا من مرتب كل حارس لا يؤدي الفريضة في مواقيتها، دون ان نعلم بالضبط اين ستذهب الخصومات هذه، وربما وبسبب تدفق العملة نحو دمشق وطهران، فإنها ستقتطع من قاطع الصلاة لتمنح للبلدين الصديقين المستبدين، في عملية تحول الطقس الروحي المقدس الى ذريعة لابتلاع المزيد من الامتيازات المالية الطائلة اساسا.لكن نائبا آخر حسب صديقنا نفسه، لا يضطر لخصم بعض الدولارات من رواتب الحماية، بل يقوم بمصادرة الراتب كله. فحين يأتي شخص للتعيين في طاقم حمايته يقول له بلا كاف لام: سأمنحك "باج" الحماية المخول لدخول المنطقة الخضراء.. وعليك ان تتنازل عن مرتبك كله! ولا ادري كيف سيعيش الحارس المسكين هذا بباجه الامني، لكن الصديق يواصل: على الحارس ان يستخدم "باجه" وفق شطارته لاستحصال اموال تعادل مبلغ الراتب، وهي طريقة تخادم ذكية جرى تطويرها في اروقة الـ"غرين زون" لتسهيل المصالح بين أبخل النواب وأشطر الحرس.مثل هذه الالغاز التي يصعب فهمها في دنيا المال والسياسة، تجعلنا نتعارك كثيرا على شاشات التلفزيون ونختلف في تحليل ما يجري. لكن اشقاءنا المصريين يتعاملون مع الالغاز بنحو اكثر براعة، فقد ابتكروا طريقة فريدة لمحاولة التنبؤ بالفرعون القادم في عصر الديمقراطية. ووضع بعضهم على فيسبوك مخططا يبين ما يلي: الملك فاروق كان "اصلع بشنب". تلاه جمال عبد الناصر الذي ظل مزهوا بشعره الجميل وبدون شنب. جاء بعده رئيس "اصلع بشنب" هو انور السادات. تلاه حسني مبارك وهو مثل عبد الناصر ليس اصلع وبدون شنب. وبالضرورة سيكون الرئيس المقبل "اصلع وبشنب" حسب المخطط. اي ان المصريين لاحظوا وجود متوالية عددية "او شنبية" تتحكم باختيار فرعون مصر منذ الاربعينات. وفي ضوئها فإن اول رئيس بعد ربيع العرب سيكون "اصلع بشنب" وحين حدقوا في صور المرشحين وجدوا ان الاوصاف تلائم الجنرال عمر سليمان رئيس المخابرات السابق.
عالم آخر: الدينار والدولار والتنبؤ بالرئيس القادم
نشر في: 10 إبريل, 2012: 09:37 م