شهد الموسم الزراعي في شمال العراق في أواخر عام 1917 وأوائل العام التالي تراجعا مخيفا في الموصل والمناطق الشمالية منها . وبدأ الخطر يزداد يوما بعد يوم من جراء قلة الحبوب والمحاصيل الزراعية الأخرى . ثم استفحلت المجاعة في هذه المناطق وأخذت جموع الجياع تترك ديارها في بلاد الأناضول وغيرها وتتجه نحو الموصل ،
ويذكر عبد العزيز القصاب في مذكراته انه رأى على الطريق بين الموصل وحلب الجثث البشرية ملقاة على جانبي الطريق بكثرة لا يمكن وصفها ، وعندما دخل الموصل اكتشف أن الناس اخذوا يأكلون القطط والكلاب والحيوانات النافقة ، وشاهد مأموري البلدية يتجولون في الأزقة ومعهم الحمالون لجمع الجثث البشرية اليابسة والخفيفة في وزنها ! غير أن حادثا غريبا أثار الهلع والذهول بين الأهالي وأصبح حديث الناس لسنوات طويلة ، مفاده أن رجلا من أهل الموصل يدعى ( عبود ) ، كان يختطف الأطفال أو يشتريهم بمساعدة زوجته ، فيذبحهم ويصنع من لحومهم أكلة اسمها ( القلية ) ويبيعها للناس ، واستمر بذلك أشهراً حتى اكتشف أمره بطريق الصدفة ، وعثرت الشرطة في بيته على حفرة ضمت عشرات الجماجم ، فسيق إلى المحاكمة هو وزوجته التي اعترفت بما اقترفته مع زوجها ، فحكم عليهما بالموت شنقا ، وسيقا إلى ميدان باب الطوب في وسط الموصل ونفذ فيهما الحكم أمام جمهور غفير من الأهالي الغاضبين.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: مجاعة وحادث عجيب
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 10 إبريل, 2012: 09:38 م