الخبر الصحفي .. تكنيك الأسلوبية كتاب لا يكتفي بانتقاء المعلومات وجمعها في فصول ، بل يُضيف الى المعلومة عن طريق ربطها بما يحيط بها ، في محاولة جادة لتقديم رؤية مرتكزة الى أدوات معرفية في موضوع الصحة الأسلوبية في تحرير الخبر .. واذا كان هذا الموضوع قد تناوله بعض من المتخصصين في الإعلام ،
إلا ان المؤلف قام بتوحيد هذه الآراء ونقدها عن طريق استبعاد ما ليس له علاقة بصميم الدراسات الإعلامية ، إن إبراز بعض الآراء وتوكيدها ، يعني ان هذا الكتاب قد احتوى على تنظيم نقدي للآراء وهو بهذا تنتظمه وحدة معرفية ودلالية من الفصل الاول حتى فصله الأخير .. ويُصنف هذا الكتاب من الكتب الإعلامية المهمة ، فالخبر وأساليب كتابته هو جوهر العملية الاتصالية ، وبما ان الخبر يعتمد على الأسلوب فان دراسة هذا الموضوع هو العنصر المهم في عملية تحرير الخبر.. لقد ظهرت شخصية الكاتب واضحة في فصول الدراسة وهذا اول نجاح يُصيبه ، فضلا عن مقياس الصحة الاسلوبية الذي وضعه في الفصل الثالث ، وهذا المقياس يذكر بالمقاييس الاسلوبية التي اجترحها علماء الاسلوب , مثل مقياس بوزيمان ومقياس كورك وآخرين وكان له الفضل في البناء على المقاييس العامية واستخراج مقياس خاص به انطلاقاً منها . ويأتي هذا الكتاب ليتناول الصحة الاسلوبية وطريقة التعبير في الصياغة الخبرية والوصول الى تحديد معيار او مقياس لغوي احصائي نستطيع عن طريقه فحص صحة صياغة النصوص الخبرية من ناحية الأسلوب الصحفي والبلاغة والنحو .rnالمكتبة في الليل.. وقائع دهشة بصرف النظر عن الأدب وعلم اللاهوت ، فان قلة يمكنهم الشك بان الميزة الرئيسة لكوننا هي افتقاره للمعنى والهدف الواضح ، غير اننا ، وبتفاؤل محيّر ماضون في حشد قصاصة ورق من المعلومات التي يمكننا جمعها في لفائف وكتب واقراص كومبيوتر ، في رف بعد رف من المكتبة ، سواء كانت مادية ، وهمية او غير ذلك ، وعلى نحو مثير للشفقة ، بهدف إضفاء شكل من الاحساس والنظام على العالم ، بينما نحن نعي جيداً مهما أردنا ان نصدق العكس بأن مسعانا مآله الفشل . يقول الكاتب: بما ان اهتمامنا بالسرد الدقيق للتواريخ والاسماء أقل من ولعنا اللامحدود بالتجميع ، لا لكي أصنف تاريخاً آخر للمكتبات ، أو اضيف مجلدا آخر للمجموعة الواسعة بشكل مرعب في علم المكتبات ، بل كي أسجل فقط وقائع دهشتي .يسرد الكتاب تأريخاً لوجود المكتبات وتصنيفها وتبويبها ، ويتحدث عن مكتبة الاسكندرية في مصر باعتبارها مركزاً للتعلم انشأها الملوك البطالسة في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد كي تتبع تعاليم ارسطو ، وفقاً للجغرافي الاغريقي سترابو ، إذ كتب في القرن الاول ، ان المكتبة ربما احتوت على كتب الفيلسوف الخاصة التي خلـّفها لواحد من تلاميذه يدعى ثيو فراستون ، الذي أورثها بدوره لتلميذ آخر هو ، نيلوس السبيسي ، الذي أسهم في النهاية بتأسيس المكتبة وقت بناء مكتبة الاسكندرية ، كانت مكتبات العالم القديم إما مجموعة خاصة للقراءة تعود لشخص واحد أو مخازن حكومية تحفظ فيها الوثائق القانونية والأدبية كمراجع رسمية .الانترنت والمكتبة ما العلاقة بينهما ومن الأكثر حظاً في البقاء قريباً من الانسان ، تساؤلات في احد الفصول .. فلا وجدنا الإجوبة فيه ؟rnتأريخ الكرد..عمل مثير للإعجاب هل يمكن التحدث قليلا عن الذين كتبوا عن الكـُرد وتبيان موقع الكاتب " ديفيد مكداول " الرمزي بينهم وفي سياق التاريخ الانكليزي العام وعلاقته بالشعوب الاخرى ، وما يمكن ان يكونه ويشكله عمل فرد معين منتمٍ الى هذا التأريخ ويعيش وطأة سياسته وغوايتها ولكن من دون ان يمثلها في خصوصيته الفكرية ؟لابــد من القول ان الكتابات عن الكـُرد تتضمن الكثير من المعلومات عنهم تاريخياً وثقافياً، لكن الذي يُميز كاتب هذا الكتاب هو انه حاول قراءة الاحداث في بانوراميتها وعواملها الاجتماعية بأن ذهب اليها في مواقعها ولمدة اربع سنوات ، كما يقول في مقدمته ، ومن خلال الاتصال بشخصيات ذات مهام مختلفة وعادية ، واستعان بأرشيفات متنوعة ، ثم كانت رؤيته للتأريخ الشائك حتى مشارف القرن الحادي والعشرين .ديفيد مكدول في أثره هذا يقدم لنا كتابه من داخل التاريخ لا من خارجه الذي طالما تميز بالغبن والتعمية في مــدّه وجزره سياسيا وانطلق من جغرافية عيانية لا متخيلة وهو في سياق تحضير وثائقه وشهوده التأريخيين ومن موقعه كمتخصص في هذا المجال .ديفيد مكدول الذي كان يسمعنا صوته عبر هيئة الاذاعة البريطانية مجيباً على الاسئلة التي تخص الكـُرد، يسعى الى تقديم تاريخ شامل عنهم ، هذا التاريخ الذي يدفع بكتـّاب عرب كثيرين الى عــدّ مؤلفه خريج مدرسة الاستشراق المذكورة خدمة لتطلعات بلـده الاستعماري .. الكتاب يُجيب بالوقائع ويدحض مثل هذه الرؤية الخائفة من العولمة !
قراءات في نصوص
نشر في: 10 إبريل, 2012: 09:52 م