 بغداد / محمود النمر أقامت مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون حفل توقيع كتاب "العودة إلى الأهوار" من تأليف -كافن يونغ- وترجمة د. حسن الجنابي، الذي ضيّفته المدى يوم أمس، وحضر الحفل عدد من الأدباء والمثقفين، وأدار الجلسة الكاتب والإعلامي عدنان حسين الذي رحّب بالحضور
مشيرا إلى أهمية ترجمة مثل هذا الكتاب من قبل الجنابي وهو من ابرز الكفاءات العراقية في مجال الموارد المائية والآن هو سفير العراق لدى عدد من منظمات الأمم المتحدة وعلى رأسها منظمة الغذاء والزراعة الدولية "فاو" والجنابي من الشخصيات المرموقة وقد اضطر إلى مغادرة العراق سنة 1979، وتنقل بين بلدان عديدة. واليوم هو ضيف المدى على هامش معرض الكتاب الدولي الذي اقامته المؤسسة في أربيل، والمناسبة هي صدور الطبعة الثانية من الكتاب الذي طبعته المدى عام 1997 "العودة إلى الاهوار"، هذا الكتاب هو من اهم ثلاثة كتب صدرت عن الاهوار وسكانها، بينها كتاب "اوليفر سيثغر" الذي عاش في الاهوار لفترة طويلة، و"كافن يونغ" الذي عاش في منطقة الاهوار في الخمسينات ثم عاد إلى الاهوار في السبعينات. تحدث د. الجنابي عن الكتابة والغربة والمنفى وتلك الرحلة الصعبة والموحشة لكنها من التجارب الجميلة والمؤثرة وهي تفتح آفاقا لم نكن نعيها.واضاف الجنابي عن ترجمة "العودة إلى الأهوار": لقد قرأت الكتاب ربما مئة مرة ووجدت فيه لغة وشعرية مؤثرة ومازلت أتمتع بقراءته وقد نجحت بترجمته إلى حد ما بشهادة المرحوم محمد حسين الاعرجي الذي كتب عنه وأشاد بلغة وترجمة الكتاب وتلك الشهادة اعتز بها، وما جعل هذا الكتاب شديد الخصوصية بالنسبة لي أنه بعد عودتي عام 2003 واهتمامي بارجاع الاهوار العراقية قد ذهبت الى هناك وكانت دهشتي كبيرة عندما استجابت الطبيعة باستقبال المياه مجددا وكأن هذا الشيء لا يحدث الا في الخيال، والأجمل من ذلك هم الناس الذين كانوا يعودون إلى حضن الطبيعة الساحر بعد أن نزحوا وهجروا وتعذبوا وقتلوا وتسمموا فكانت هذه المساهمة المتواضعة هي قمة هذه الانجازات في حياتي. وأكد الجنابي بشأن إعادة إنعاش الأهوار "أنه من القلائل الذين اهتموا بقضية تجفيف الاهوار، وكشف حجم هذه الجريمة التي تعتبر جريمة كبرى ضد الانسانية وليست جريمة ضد البيئة، وهي موثقة في الافلام والصحف العالمية، وانا كنت اكتب كثيرا عن هذا الامر، الاهوار شيء جميل وعالم مدهش، غير موجودة في منطقتنا، تلك المساحات المغطاة بالمياه وهي عالم قائم بذاته وقد كانت تحتل مساحة من 15 إلى 20 ألف كيلومتر مربع".وكانت هناك مجموعة مداخلات من قبل الحضور أغنت موضوعة الاهوار وطريقة معالجتها وكان من ابرز هؤلاء د. طالب مهدي الخفاجي ود. جليل العطية والشاعر ياسين طه حافظ والاعلامي عبدالمنعم الاعسم والناشطة شروق العبايجي والفنان التشكيلي سعد الطائي والإعلامي سرمد الطائي والناقد علي حسن الفواز.