أربيل/ نوزت شمدين لم تمنعها غزارة الأمطار في يوم الإختتام من المجيء بكامل أناقتها لاقتناص عناوين روائية تدعم بها موهبة أدبية قالت بأنها اكتشفتها فجأة في نفسها، منال هاشم، فتاة في الثامنة عشرة من عمرها، يفصلها عن حلمها في الوصول الى كلية الآداب أشهر قليلة فقط، كانت برفقة أخيها مهندس الديكور وولديه،
وبدت شديدة التأثر وهي تتحدث بلكنة بغدادية نقية، عن رواية الآمال الكبيرة لتشارلز ديكنز، وكيف ان (بيب) قابل استيلا في منزل السيدة هفيشام، وما فعله السجين الهارب طوال سنوات وفاءً لوقفة بيب الشجاعة في الصغر، ثم انتقلت من الرواية الكلاسيكية الى الحديثة، معتبرة ايزابيل الليندي وروايتها (ابنة الحظ) فتحاً أدبياً، وأن أسمي احمر لأورهان باموق، قمة ما وصلت اليه الرواية في العالم.ثم أجرت مقارنة بين رواية الاشجار واغتيال مرزوق لعبد الرحمن منيف، والثلج يأتي من النافذة لحناً ميتاً، وقالت بأنهما أفضل روائيين عربيين على الإطلاق. منال، استوقفتنا في ساحة المتنبي وسط المعرض، وبدأت بالحديث مستخدمةً اللغة الكردية وبمخارج حروف سليمة " مؤسسة المدى، جعلتني اعيش اياماً سعيدة، بفضل المعرض، الذي أزوره للمرة الرابعة، لقد قابلت أدونيس هنا، والتقطت صورة معه، لا أُصدق نفسي، إنه أمر عظيم ". كان اخوها يحاول جاهدا إقناع منال بان الشخص الذي كان في جناح دار الساقي، ليس الروائي احمد خلف، وان السيدة الجالسة عند اول طاولة في الكافتيريا ليست لطفية الدليمي، وأن فخري كريم لا يشبه كثيراً ماركيز، كما أعلنت لحسين خليل المشرف على جناح المدى.كما أنه أخفق في منعها من تسخير عدسة مصور المدى (فاضل) لتوثيق كل دقيقة من وجودها في المعرض، وأعدّ شراءها 12 رواية، وأربع مجاميع قصصية، وديوانين شعريين، تبذيراً كبيرا، وأنه لا يدري متى تنتهي نزوتها الأدبية، في وقت إمتلأت فيه غرفة نومها بالكتب؟! منال دافعت عن نوبة القراءة التي انتابتها، وقالت إن القراءة تقوي شخصيتها الأدبية، وتضيف اليها خزيناً معرفياً، وأنها تشعر بالحزن، لأن معظم زميلاتها في المدرسة الاعدادية، لا يقرأن غير المناهج الدراسية، التي قالت بأنها لا تترسخ في الذاكرة، وينتهي أثرها بإنتهاء العام الدراسي.وانتقدت ادارات المدارس، لأنها لا تهتم بالمكتبات، وقالت بأنها حاولت اقناع مديرة المدرسة بتنظيم سفرة الى المعرض، من اجل توعية زميلاتها باهمية المعارض، والكتاب عموماً بالنسبة اليهن، لكن الامتحانات الفصلية، أجهضت محاولاتها، لكنها نجحث في اقناع أخيها أربع مرات متتالية. كان الأخير ينتظر بفارغ الصبر مع ولديه، أن تنهي منال جولتها الصحفية معنا، وأن تترك فاضل لعمله، أو في الأقل تقتنع بأنه لم يقرأ لديتسوفسكي، ولا يعرف جورج اورويل، وليس مهتماً بالدوافع السياسية وراء إختيار الفائزين بجائزة البوكر العربية للرواية.rn كان ممثلو دور النشر يرزمون الكتب في الأجنحة، استعداداً للرحيل، قالت منال بحزن: الكثيرون منهم أبلغوني أن الكتاب الأدبي، كان الأقل طلباً في هذا العام، في ظل تنامي الطلب على الكتاب العلمي والتاريخي والديني. وهذا يعني وفق قناعتها، أن تراجعاً يحدث في المشهد الأدبي، لكن ما يشفع لها حسبما قالت ضاحكة، أن الرواية كانت متقدمة على كتب الشعر، ودواوين شعر كثيرة عادت كما أتت المعرض أول مرة، لم يبع منها ولا حتى نسخة واحدة! كانت المذيعة الداخلية للمعرض تدعو الحضور الى حفل الإختتام في الرابعة عصرا، عندما اختفت منال دقائق، لتعود بعدها برفقة شخص في عقده الخامس، يرتدي نظارة طبية، وثيابه غير متناسقة الالوان، قالت مضخمة صوتها، وهي تقلد مقدمات البرامج، ألم أقل لكم إنه " أحمد خلف "!rnقالوا في المعرض....rnالنائب شوان محمد طه: المدى سبّاقة من دواعي سرورنا نرى للمرة السابعة معرض اربيل الدولي للكتاب في عاصمة اقليم كردستان , دائما مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون سبّاقة في الحركة الثقافية والتنويرية في العراق، لذلك أُهنىء كوادر المؤسسة وتحديدا الاستاذ فخري كريم ونتمنى ان تنتقل هذه التجربة الى بغداد عسى ولعل بغداد ترجع الى مكانتها الثقافية المعروفة.الشاعر الفريد سمعان: المعرض محطة غنية قيام مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون بهذا المجهود الكبير في استدعاء مئات دور النشر من مختلف ارجاء الدول العربية لعرض ما تسجله وما تطبعه من مؤلفات لكتـّاب كبار رحلوا وتركوا آثارهم الفكرية هدية لأجيال قادمة , ما جعل معارض الكتب محطات غنية لاسيما تلك التي حصدت من مرايا الحياة اصنافاً والواناً في المعرفة , الدين , القصة , الرواية و في المجالات كافة.إن مَن يرى هذه التظاهرة يفرح , ويتألم , يفرح لأنه يعانق هذه الحروف المشرقة التي صنعها المفكرون بعد صراع مرير من الاحداث والكلمات , ويتألم لأنه عاجز عن استيعاب هذا العطاء الانساني الهائل وكذلك ان نشارك في تحية الفكر والمفكرين ونوصي الأجيال القادمة بهم.rn الكاتب حسن العلوي: تصل الحضارة بالحضارةالمدى مؤسسة.. فعلا واتجاهاً تصل الحض
" آمال كبيرة " في معرض أربيل الدولي السابع للكتاب
نشر في: 11 إبريل, 2012: 10:09 م