بغداد/ المدىأشار مركز "ذا ناشيونال انترست" الاميركي إلى أن" هناك حقيقة واحدة تلف كل النقاشات التي تحيط الحرب الاميركية للاطاحة بنظان صدام في العام 2003 إذ يبدو أن الجميع متفقون على أن هذه المغامرة العسكرية ساعدت الشعب العراقي في التخلص من الديكتاتور".
وقال المركز الاميركي في تقرير له أن "هذه الحرب احتضنت بداية بالتساوي من قبل المؤيدين الذين رأوا انها فكرة جيدة وحتى من المعارضون الذين رأوا فيها فرصة للتخلص من الطاغية والخطر المحدق بهم". لكن السؤال الجوهري بحسب التقرير ليس "ما إذا كان موت صدام هو نتيجة ايجابية للحرب ، بل إن السؤال الاساسي هو، هل كان يستحق هدف مثل صدام كل هذا الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة والعراقيون معها؟واشار الى أن "معرفة الفائدة من حرب العراق تحتّم علينا العودة الى احداث 11 أيلول/ سبتمبر، والاحتفالات التي تلتها في منطقة الشرق الأوسط، لندرك كم وضعت هذه الأحداث الولايات المتحدة في حالة حرب مع الأصولية الاسلامية التي كانت مصرة على تدمير المصالح الأميركية وحياة الأميركيين، حيثما وجدوا".ولفت التقرير الى أن " الاصولية الإسلامية لا تعني المسلمين جميعهم في منطقة الشرق الاوسط، فعلى سبيل المثال فإن صدام ، لم يكن العدو الرئيسي للولايات المتحدة في حربها مع الأصولية الإسلامية، وقد كان له نوع من النزعة القومية تتعارض مع التعصب الثقافي والديني لتنظيم القاعدة ، رغم أنه كان طاغية وسفاحا وعلى استعداد للقتل على نطاق واسع للبقاء في السلطة".وأشار التقرير إلى أن "صدام كان مفتاح الحفاظ على التوازن مع إيران وما إعدامه سوى هدية جيوسياسية سلمت الى ايران".أما بالنسبة للشعب العراقي، فيقول المركز الأميركي أنه "يمكن القول بأنه لم يحصل على الاستقرار والديمقراطية التي وعد بها، لا بل اصبح هو ضحية لهذا المشروع حيث هناك حالات وفاة موثقة للمدنيين العراقيين الذي قتلوا خلال الحرب نتيجة للأعمال العسكرية فيما شرد نحو 4,7 مليون عراقي من الفوضى التي أطلقتها حرب بوش".وكانت القوات الأميركية قد سيطرت بشكل شبه كامل على العاصمة العراقية بغداد في التاسع من نيسان عام 2003 وأسقطت تمثال صدام في ساحة الفردوس لتعلن إسقاط نظامه، بعد ثلاثة أسابيع من العملية العسكرية للجيشين الأميركي والبريطاني التي بدأت في التاسع عشر من آذار عام 2003.
تقرير أميركي: العراق لم يجن وعود بوش بالاستقرار والديمقراطية
نشر في: 12 إبريل, 2012: 06:57 م