بغداد/ المدىاكد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ان الالتزام الدستور من قبل الكتل السياسية منخفض جدا، معلنا رفضه تدويل الازمة السياسية ، ومشددا على ضرورة حلها داخليا، في حين انتقد عدم تنفيذ الوعود وتكريس السلطات بيد شخص واحد. جاء ذلك بكلمة لبارزاني في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" الأميركي للأبحاث، سلّط فيها الضوء على الوضع الراهن في العراق وإقليم كردستان والمنطقة.
وفي كلمته المصورة بالفيديو ونشرها المعهد الأميركي على موقعه، قال بارزاني ردا على سؤال بخصوص موقف الولايات المتحدة من العراق وإقليم كردستان، أن "الرئيس الأميركي ونائبه أكدا على التزامهما بعراق ديمقراطي فيدرالي متعدد، وأنهما ملتزمان بإقليم كردستان وشعب كردستان".وقال بارزاني "إننا لم نسعَ في أي وقت من الأوقات وراء الانتقام، حيث نرغب في فتح صفحة جديدة مع جميع الاطراف، وسعينا دائم إلى استقرار الأمن، ولذلك، تسعى العديد من الدول الأجنبية باستمرار إلى إقامة علاقات تجارية والاستثمار في إقليم كردستان".وبخصوص الوضع الأمني في العراق، أعلن بارزاني أن "العمليات الإرهابية لا تزال مستمرة، وأن العراق يمر بأزمة كبيرة على الصعيد السياسي". وشدّد أن " العراق الحالي أتى بدماء العراقيين، وسندافع عنه حتى آخر لحظة".وعن الدستور العراقي، قال "الدستور العراقي دستور جيد، ولكن نسبة الالتزام بهذا الدستور منخفضة للغاية، وفي الوقت نفسه، صوّت جميعنا لهذا الدستور، وطلبت من الأطراف السياسية الجلوس معاً وقطع الطريق على عودة الدكتاتورية لهذا البلد ثانية وتنفيذ اتفاقية اربيل".وشدّد على أنه "إذا لم توافق جميع الأطراف على هذه الأوضاع، فسنضطر حينها للرجوع إلى شعبنا إذا لم يتم معالجة المشاكل".وأكد أنه "يتعيّن على العراق أن يحل مشاكله بنفسه، وليس اللجوء إلى تدخل خارجي". وحول جمع عدة صلاحيات في العراق بيد شخص واحد، صرح بارزاني "لسنا أبدا مع احتكار عدة مناصب وسلطات بيد شخص واحد حيث يظهر ذلك حاليا في العراق من قبل عدد من المسؤولين".وأضاف "مرت ست سنوات ولم تنفذ أي وعود، ونحن ضقنا ذرعاً بهذا الوضع، لأنه يتم إطلاق التعهدات التي تخلو من أي عمل، وخير مثال على هذا، عدم صرف مبالغ الشركات الأجنبية، وقانون النفط والغاز، ولذلك، توقفت صادرات النفط من إقليم كردستان إلى الخارج".وبخصوص المادة 140 من الدستور العراقي، قال بارزاني أن "تنفيذ هذه المادة هو السبيل الوحيد، ولكن الحكومة العراقية درجت منذ أعوام على التنصل من تنفيذها، ونحن نقول بثقة بالغة المناطق المستقطعة وليس المناطق المتنازع عليها، لأنه يقيناً ان تلك المناطق كردستانية وستجد طريقها إلى الحل في يوم من الأيام".وحول التطورات الحاصلة في إقليم كردستان، أشار بارزاني إلى أن "الإقليم يشهد تطوراً على نحو متواصل، وخير مثال على ذلك، انخفاض معدل الأمية خلال العقد الماضي من 56% إلى 16%".وحول الأزمة التي تشهدها سوريا ولاسيما القضية الكردية في هذا البلد، شدّد بارزاني على أنهم "يدعمون كرد سوريا بكل الأشكال، ولكن هذا لا يعني أن نساعدهم من الناحية العسكرية أو تزويدهم بالأسلحة، ولكن من الضروري السعي على نحو عمل دبلوماسي وسلمي حتى لا يقوم أي طرف بانتهاك حقوق الكرد هناك".وختم حديثه بالتعليق على البرنامج النووي الإيراني وتأثير عقوبات الأمم المتحدة على إقليم كردستان، وقال "نرغب في إقامة علاقات جيدة مع إيران، ولكن هذا لا يعني أن نتفق على جميع النقاط، لأن لدينا نقاط خلاف مع هذا البلد، ولكن لدينا نقاط مشتركة في الوقت نفسه، ولكننا ملتزمون دائماً بقرارات مجلس الأمن الدولي".
بارزاني: التزام الكتل السياسية بالدستور في أدنى المستويات
نشر في: 12 إبريل, 2012: 07:07 م