دمشق / CNNتبادلت الحكومة السورية والمعارضة اتهامات بخرق التهدئة التي بدأت صباح امس الخميس، إذ قالت السلطات إن عملية تفجير وقعت في حلب، ما أدى لمقتل ضابط وجرح 24 شخصاً، بينما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن خمسة أشخاص قتلوا برصاص الجيش والأمن، في حين حض المجلس الوطني كافة السوريين على التظاهر، مشيراً لاستمرار الوجود الأمني بالمدن.
وقال التلفزيون السوري الرسمي، إن من وصفها بـ"المجموعات الإرهابية" استهدفت في حلب في الثامنة صباحاً مبيتاً عسكرياً بعبوة ناسفة، ما أدى لمقتل ضابط برتبة مقدم وجرح 24 من الجيش والمدنيين،" ونقلت عن مدير المستشفي العسكري بحلب قوله إن الإصابات بين الضباط وصف الضباط والمدنيين "متفاوتة وثلاث منها حالات خطيرة."واتهمت القناة "المجموعات الإرهابية" بـ"تصعد عملياتها لضرب الاستقرار وعمل من خلال إرهابها لإحباط أي جهد لحل الأزمة سياسياً بدعم من دول لها أجندتها الخاصة،" على حد تعبيرها.أما لجان التنسيق المحلية، وهي هيئة معارضة ترصد التطورات على الأرض، فقالت إن خمسة قتلى سقطوا حتى الساعة، رغم إعلان التهدئة، وتوزعوا بواقع ثلاثة قتلى في حمص، بينهم اثنان بعمليات قصف على منطقة "القصير،" بينما سقط الثالث برصاص القنص في حي البياضة، إلى جانب قتيلين في إدلب.من جانبه، قال المجلس الوطني السوري، الهيئة الأكبر على صعيد تمثيل المعارضة، إن الحواجز الأمنية لا تزال منتشرة على أطراف ومداخل مدينة الرستن القريبة من حمص، كما تنتشر الدبابات قرب الكلية الحربية في مدينة حمص نفسها، إلى جانب قناصة يقومون بإطلاق النار على حي الخالدية.وأضاف المجلس أن الدبابات والآليات "مازالت تحتل شوارع مدينة درعا وكافة مدن وقرى وبلدات المحافظة، وانتشار القناصة على الأسطح والمباني العالية،" كما دعا المجلس الوطني السوري كل السوريين إلى التظاهر في حال وقف إطلاق النار.أما الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، فقال إن الوضع في سوريا "يبدو هادئاً" بعد ساعات من سريان قرار وقف إطلاق النار، غير أنه قال أن من الصعب تقييم الوضع على الأرض بشكل كامل، كاشفاً عن العمل في مجلس الأمن على تشكيل بعثة مراقبة دولية.وأضاف كي مون، في مؤتمر صحفي امس الخميس، إن خطة النقاط الست التي قدمها الموفد العربي والدولي، كوفي عنان، تمر في "مرحلة حساسة" داعياً لإثبات أن الأفعال "ستكون على قدر الأقوال،" وحض الحكومة السورية على "تنفيذ التزاماتها ووقف العنف بكل أشكاله،" مضيفاً أن الكثير من الناس قد قتلوا، ودعا لـ"تغيير مسار" الوضع الراهن.كما ناشد كي مون "أصدقاء سوريا لممارسة نفوذهم لوقف الصراع المأساوي،" وأضاف: "لا بد من العمل الموحد إن أردنا تجنيب سوريا الدخول في الفوضى،" وكرر رفضه للحل العسكري الذي قال إنه "سيؤثر على دول الجوار مع وجود توتر على الحدود وقرابة مليون سوري لديهم حاجات إنسانية."وكانت مصادر في المعارضة السورية قد أكدت أن مواجهات "محدودة" اندلعت امس الخميس، بعد انتهاء المهلة التي حددها المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي عنان، وسط أنباء عن سقوط عدد من القتلى برصاص القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.وقالت لجان التنسيق المحلية، إحدى جماعات المعارضة داخل سوريا، أن منطقة "داريا" بريف دمشق، تشهد إطلاق نار كثيف منذ الصباح، فيما تُسمع أصوات رشقات رصاص في منطقة "عرطوز"، بنفس المحافظة، في الوقت الذي شهدت فيه مدينة بانياس إطلاق رصاص بشكل متقطع، وذكرت أن "المصدر مجهول" حتى اللحظة.كما أشارت اللجان المحلية، في صفحتها على موقع "فيسبوك"، إلى استمرار وجود عدد من القناصة، من العناصر الموالية للنظام، فوق أسطح المنازل والمجمع الطبي في منطقة "الحاضر" بمحافظة حماة، كما تنتشر الحواجز العسكرية والدبابات في قرية "الجلمة"، ضمن نفس المحافظة.وذكرت أن مظاهرة حاشدة خرجت في منطقة "يبرود" في ريف دمشق، تلبية لدعوات التظاهر امس الخميس، ودعماً للمدن "المنكوبة"، وأشارت إلى أن الهتافات تطالب بـ"إسقاط النظام"، فيما شهدت جامعة حلب مظاهرة طلابية، قام خلالها الطلاب برسم "نداء استغاثة" بأجسادهم.وكانت الحكومة السورية قد أعلنت عن توقف العمليات العسكرية ضد من أسمتها "المجموعات الإرهابية المسلحة"، اعتباراً من صباح امس الخميس، وهو الموعد الذي أعلنه عنان، في رسالته إلى مجلس الأمن مساء الثلاثاء الماضي، بموجب رسالة تلقاها من وزير الخارجية السوري، وليد المعلم.وقال مصدر مسؤول بوزارة الدفاع السورية إنه "بعد أن نفذت قواتنا المسلحة مهامها الناجحة، في مكافحة الأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية المسلحة، وبسط سلطة الدولة على أراضيها، تقرر وقف هذه المهام بدءاً من صباح امس الخميس."إلا أن المسؤول العسكري أضاف، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، قائلاً: "ستبقى قواتنا المسلحة الباسلة متأهبة للرد ع