اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مواطنون يلمسون ثرواتهم لأول مرة من "عشش التنك" السكنية

مواطنون يلمسون ثرواتهم لأول مرة من "عشش التنك" السكنية

نشر في: 13 إبريل, 2012: 06:50 م

 بغداد/ وائل نعمةالفئران تأتي في الليل.. عندما ينام أهالي مدينة الصدر القريبون من تجمعات النفايات، تشق طريقها عبر الفراغات بين الأجهزة الكهربائية العاطلة التي ألقيت خارجاً وتراكمت لتشكل الجدار العازل بين المنزل العشوائي ومنطقة تفريغ القمامة.
سبعة أفراد ينامون على فراش ممزق، ولا يفصلهم عن الحمام الذي شيد في الهواء الطلق سواء "خرقة " خضراء متهرئة ومثقبة كالمنخل. وأشد الناس فقراً في بغداد هم سكان مدينة الصدر، حيث  يزدحم داخلها حوالي 3 ملايين من الفقراء في ضاحيةً شوارعها لها نمط الشطرنج، وما يصل إلى خمس عائلات تعيش معا في منازل صغيرة على طول أوقات اليوم، وتجري مياه المجاري في الشوارع.ويبدو الساكنون بين الجدران أفضل من غيرهم زحفوا خارج المدينة المكتظة إلى الأطراف، وعاشوا حول القمامة التي يتم إنتاجها في المنطقة الفقيرة. من أجل الحصول على مسكن، وهم ينامون بين الفئران ويشربون المياه الملوثة. أفقر الفقراء هم من يعيشون في حي "التنك"؛ وهي العبوات المعدنية التي يباع بها  زيت المحركات. وفي ألمانيا، تعتبر العلب الفارغة، من النفايات الخطرة التي تحتاج إلى التخلص منها. لكن في العراق، يقوم سكان الأحياء الفقيرة في استخدامها لبناء أكواخ، وتتسرب قطرات النفط القديمة من جانب الجدار. في هذه الطريقة، أهالي "التنك" يلمسون الذهب الأسود لأول مرة في حياتهم.يقول أبو سجاد ،الرجل الأربعيني "نحن نعيش من بيع العلب الفارغة  التي نجمعها من بين القمامة". الأب المسؤول عن خمسة أطفال وهو جائع لأنه لا يوجد ما يكفي من الطعام في المنزل، وتنظر زوجته أن ينضج الرز لتطعمه للأولاد ، بأنه ينجح حوالي مرة كل ثلاثة أيام في جمع  "كيس" مليء بالعلب الفارغة ، ويحصل منهم على ما يعادل العشرة آلاف دينار، ويضيف "إن عملي غالبا ما لا يكفي من المال لشراء الخضار، وأنه لا يكفي بالنسبة لنا لشراء أي لحوم".ما زالوا يحلمون ....!!! على الرغم من الفقر المدقع الذي يعيش فيه أبو سجاد، لكنه يأمل في حياة أفضل لأطفاله. وأضاف "نرغب في ان يذهب سجاد ابننا إلى المدرسة"، وتقول والدته " انه سيكون الأول في عائلته إذا قام بذلك. ولكن يجب أن تذهب القروح التي ظهرت على جسده". منذ انتقلت العائلة من إحدى المحافظات الجنوبية  إلى المدينة والقمامة قبل سنتين، أصبح الأطفال يعانون التهابات عديدة على اقدامهم وعلى فروة رأسهم.من جميع البلدان التي لديها "لعنة الموارد" العراق هو الأسوأ، يعيش 7 ملايين فرد تحت خط الفقر وفقا لإحصائيات وزارة التخطيط والأمم المتحدة. هذا على الرغم من ثروة لا يمكن تصورها تحت أقدامهم مع احتياطيات نفطية هائلة.يعتقد مسؤولون في الحكومة العراقية أن مستوى الفقر سينخفض مع مرور الوقت مع سياسات وآليات مستقبلية. لكن مراقبين يقولون: ما دامت الحكومة غير قادرة على مواجهة  الفساد لن يكون هناك إسقاط لخط الفقر."الفقر في العراق ضحل"، وكيل وزير التخطيط مهدي العلاق يقول خلال مقابلة صحفية سابقة له. "معظم الناس القريبين من خط الفقر ... حتى إذا ما اتبعت سياسات وإجراءات، وسوف ينخفض معدل الفقر"، وقال "ليس من الصعب جدا (الحد من الفقر) في العراق".تحت خط الفقرفي السنوات الماضية، ضخت الولايات المتحدة نحو 53 مليار دولار من المساعدات المدنية إلى العراق من خلال البرنامج الذي يشبه تقريبا خطة مارشال الحديثة. كان المقصود من المال خلق اقتصاد مزدهر، بدعم من قطاع زراعي قوي وطبقة وسطى قوية.ولكن هذا ليس واقع اليوم. من كل أربع أسر لا توجد لديهم مياه جارية حسب تقديرات الدوائر البلدية. ويتم ضخ ما يقرب من 60 في المئة من كل مياه الصرف الصحي، من دون معالجتها، في الصحراء. وتدهورت إمدادات الكهرباء في بغداد مرة أخرى إلى درجة أن في فترات الصيف لا تستطيع الوزارة توفير ست ساعات يومياً.مستويات معيشة العراقيين قد تدهورت بشكل كبير وبخاصة في مجالات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وفرص العمل والدخل والأصول، كما أن ظروف السكن قليلة ويعيش الكثيرون في منازل آيلة للسقوط وبعضها في مناطق خطرة.سبب البؤس كما يقول الأهالي في مدينة الصدر هو الجمود السياسي. الحكومة غير قادرة على التصرف، والبرلمان الوطني لم يجتز فعلا واحدا من تشريع في غضون سنين . وعلاوة على ذلك يأتي الفساد الشامل، والذي أثبت للجميع تآكلا في العراق. عينت منظمة الشفافية الدولية العراق واحدا من البلدان الثلاثة الأكثر فساداً في العالم. الجوع أقوى هادي حسن شاب من سكنة مدينة الصدر، تخلى ومنذ فترة طويلة عن الاعتقاد بأن أي سياسي على وشك أن يفعل أي شيء لمساعدته. قبل فترة ، سعى بنفسه للذهاب من مدينة الصدر إلى ساحة التحرير للاحتجاج على الرغم من انه يعاني من مرض "قدم السكري"، ومهدد ببتر إحدى ساقيه وزوجته لديها سرطان الثدي، وإنهم يشتبهون في أن مياه الصنبور جعلتها مريضة، وتنبعث منها رائحة البراز والمواد الكيميائية. لكن لا يمكن لحسن أن يت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram