 أربيل  / آكانيوزيبيع رشيد رفعت الصحف والمجلات في شوارع وأروقة سوق القلعة بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان منذ 20 عاما ويسعى جاهدا لتقديم ما يستهوي زبائنه.فيما مضى كان رفعت يضع صحفه ومقتنياته على خرقة من القماش في قارعة الطرقات واضعا عليها قطعا صغيرة من الحجارة كي لا تتطاير في الهواء، ويعيش بين رعب البلدية وقسوة الأحوال الجوية.
لكن استقر به الحال تماما في كشك صغير قامت المحافظة بنصب عدد منها في المدينة ذات تصاميم موحدة مقابل دفع بدل إيجار رمزي يبلغ 100 دولار شهريا.ويتجمهر العشرات حول الكشك الصغير يوميا الواقع بجانب قلعة أربيل الأثرية وفي إحدى  زوايا سوق القلعة المعروفة بأزقتها المتشابكة، لإلقاء نظرة عابرة على عناوين الصحف وما يستجد من أحداث.ويقول رشيد لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) إن الكشك قضى على جميع المشكلات التي يعانيها وحفظت كرامته وعززت الوجه السياحي للمدينة.ويضيف أنه ساهم في تحسين مصدر دخله وارتفاع نسب مبيعاته ليتمكن من عرض جميع صحفه  وكتبه الأدبية والتاريخية والترجمة دون أي مشكلة تذكر.وملامح التغيير تبدو جلية على مدينة أربيل التي شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تطورا ملحوظا في مختلف القطاعات ولاسيما الإعمار والبناء.وانسحب هذا التطور على مختلف مناحي الحياة والمشهد العام لأربيل والمدن الأخرى في الإقليم.وبحسب صلاح عباس وهو رجل أربعيني يبيع الصحف فإن القارئ يرغب  في لصحف التي تهتم بالفضائح وكشف الأسرار حتى وإن لم تكن صادقة.ويعرج كاروان مصطفى كل صباح على كشك الصحف لشراء صحيفته الرياضية، ويقول إن نصب هذه الأكشاك بادرة جيدة  لأنه أتاح للباعة شغل حيز يستدل القارئ على مكانه بدل الطرق غير الحضارية التي كانوا يستخدمونها في الماضي من خلال فرش الكتب والصحف والمجلات على الطرقات.أما آزاد متي فيعتقد أن هذه الأكشاك تضفي بعدا جماليا على المدينة وترسم تاريخها الثقافي والحضاري من خلال كتبها ومنشوراتها الأدبية والسياسية.ويضيف أنها "مزجت بين شغف متابعي الأخبار وفوضوية المكان التي رسمت نكهتها الخاصة وجعلت منها الماكنة الأدبية التي تنتج عنها الكثير من الأحداث التي تهتم بالمواطن".ولم يبتعد الموظف محي الدين علي   كثيرا عما قاله آزاد، ولكنه أضاف أن هذه الأكشاك نالت التفاته مبهجة من عشرات المارة الذين يتجمهرون في   سوق القلعة.ويقول "أقصد هذه الأكشاك يوميا لاقتناء صحيفتي التي اعتدت قراءتها وأتابع من خلالها مجريات الأحداث وأتطلع إلى المواضيع الثقافية والاجتماعية التي تنال اهتمامي". الموظفة تروسكة محمد تقول بدورها إن "هذه الخانات المعدنية (الأكشاك) سهلت عملية الحصول على المجلات والصحف التي يبحث عنها قراؤها والمهتمون بها وخاصة مجلات المرأة".وتشير إلى أن أغلب الموظفات والمهتمات بالموضة والفنانات يرغبن في الحصول على أعداد مجلات تتناول القضايا المذكورة، ولا تتوفر إلا في هذه الأكشاك.وقامت المحافظة بنصب 20 كشكا في مناطق مختلفة بأربيل في خطوة تهدف منها إلى إضفاء المزيد من الجمالية على المدينة وسهولة حصول المواطنين على الصحف.ويقول نائب محافظة أربيل طاهر عبد الله لـ (آكانيوز) إن "هذه المبادرة ليست وليدة العهد ولكن المحافظة باشرت العمل بشأنها قبل نحو أربعة أعوام".ويتابع بالقول "لاحظنا كيفية بيع هذه الصحف والمجلات بطرق غير حضارية تستهل بأعمال تجاوزية على الأرصفة وأجنحة الشوارع فأوعزت المحافظة بتوفير أكشاك مخصصة لبيع هذه الصحف في المواقع والأماكن التي نجد من خلالها مناسبة وبأجور رمزية جدا".ولفت إلى أن "المحافظة بصدد تغيير هذا الأكشاك إلى أخرى بشكل أجمل ومساحة أكبر لتفادي تجاوزات الباعة على الأرصفة وتكفي لبيع صحفهم وكذلك توفير الطاقة الكهربائية والتبريد للتناغم مع التطورات الحاصلة في المحافظة وخصوصا مركز المدينة الذي يشهد نشاطا عمرانيا كبيرا".ويضيف "نحن بصدد تعميم هذه المبادرة على الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة، حيث سنقوم بوضعها في أقضية سوران وشقلاوة وغيرهما".