البصرة / ريسان الفهدبالرغم من ارتباط عباداتهم وطقوسهم الدينية بالماء، إلا أن الصابئة المندائيين في البصرة يبحثون عنه وهم على ضفاف شط العرب، بسبب تلوث أنهار المحافظة وتحول البعض منها إلى مكبات للنفايات.الصابئة المندائيون في البصرة لم يمارسوا طقوسهم الدينية في (مندي) الطائفة بمنطقة الطويسة مركز محافظة البصرة،
بسبب تحول نهر الطويسة المقابل لمبنى المندي إلى مكب للنفايات والأنقاض والمياه الآسنة، وهو ما اضطرهم إلى اللجوء لتأجير واستعارة أحد البساتين لعدم حصولهم على قطعة أرض على ضفاف شط العرب لممارسة طقوسهم الدينية.وكان نائب رئيس مجلس محافظة البصرة الشيخ أحمد السليطي قد التقى مؤخرا رئيس طائفة الصابئة المندائيين في المحافظة، وبحث معه أبرز المشاكل والمعوقات التي تعاني منها الطائفة للممارسة طقوسهم الدينية المعروفة والتي تحتاج إلى مكان فيه ماء جار ونظيف.وقد وجه السليطي كتابا إلى بلدية البصرة، يحثها فيه على اتخاذ الإجراءات السريعة لتخصيص أرض مناسبة على ضفاف شط العرب أو أحد الفروع الرئيسة له لتنفيذ مشروع بناء معبد خاص ومكان للتعميد وفقا لطقوس أبناء الطائفة.وذكر السليطي أنه تم توجيه كتاب إلى المحافظة لإيجاد الحل السريع لمشكلة التجاوز على المقبرة الخاصة بهم في منطقة خمسة ميل، وبناء سياج لها حفاظا عليها من العبث والتجاوز بالبناء وغيره.الجدير بالذكر أن محافظة البصرة كان يسكنها آلاف الصابئة المندائيين، لكن غالبيتهم هاجروا في غضون السنوات القليلة الماضية لأسباب أمنية واقتصادية، ويبلغ عدد العوائل المندائية المتبقية نحو 600 أسرة، معظمها تسكن وسط مدينة البصرة، في مناطق الطويسة والحكيمية والعباسية والبريهة.وعرف عن الصابئة المندائيين عملهم في تجارة المجوهرات وصياغة الذهب والفضة، وكان أبناء هذه الطائفة يفرضون سيطرتهم التجارية بشكل شبه كامل على سوق تجارة الذهب في البصرة، لكن الأحوال تغيرت بوتيرة متسارعة بعد العام 2003، حيث فقد العديد من الصاغة والتجار المندائيين محالهم ومعارضهم في السوق.
الصابئة يبحثون عن الماء وهم على ضفاف شط العرب

نشر في: 13 إبريل, 2012: 09:37 م