TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > ثرثرة باريسية: (تسعون) الدكتور حسين أمين (1)

ثرثرة باريسية: (تسعون) الدكتور حسين أمين (1)

نشر في: 13 إبريل, 2012: 09:43 م

 د. جليل العطية صدقوني !بكيتُ عصر الجمعة (6/4/2012) وأنا أرى شيخي الدكتور حسين أمين البغدادي وهو يتقدم بمساعدة ثلاثة شباب وعصا صار يتوكأ عليها منذ أن أدركته الشيخوخة قبل نحو عشر سنوات.- كانت المناسبة توزيع جائزة الدكتور حسين أمين التي أطلقها- مشكوراً مذكوراً – الدكتور إبراهيم الاشيقر الجعفري – رئيس التحالف الوطني .
أقول : بكيتُ وانا – قاتل الله هذه الكلمة التي اضطر لاستخدامها كثيراً – عندما صدح أستاذي وأعلن أنه سيبلغ :التسعين بعد شهور ..يالله ! ياللزمن كيف يمضي !هذا على الرغم من أنني مؤمن بالله واليوم الآخر ، موقن أننا جميعاً ، ودائع بين يديه !بكيتُ (أنا) – ومعذرة – ضنين بالبكاء ، ضنين بالدموع ..ولو شئتُ أن ابكي دماً (لفعلته) لكن ساحة القبر اوسعُ.- خمسون عاماً عُمر صلتي بالدكتور أبي علي ..عرفته بُعيد عودته الى العراق ، إثر تخرجه في جامعة الاسكندرية .(قل تخرج في ولاتقل تخرج من)..وتم تعارفنا بواسطة شيخي الاخر الدكتور يوسف عز الدين بن السيد أحمد السامرائي – نسأ الله في عمره ، المقيم في بريطانيا – التي كانت عظمى – على وزن (فعلى) ، والعظام – بكسر العين مرض يصيب الشيوخ ، و (أم العظام) – جزيرة كانت تقع في (حي كرادة مريم ) بلغني أنها كانت أساس مبنى سفارة (الولايات المتحدة ، في بغداد )والجزيرة : معروفة محطة فضائية بلغني أنها تملك مكتباً . في مكان مامن العراق الاتحادي ، والنسبة اليها (جزري) – بالتحريك – وياما الذَحلاوة الجزر الكربلائية، اتذكر هذه المنطقة جيداً – فأثناء انعقاد المؤتمر التاسع للادباء العرب في بغداد – إن صحت ذاكرتي – في 1969 ، نظمت السلطات يومذاك برنامجاً حافلاً للمدعويين الضيوف ، وكان من حسن حظي أن امتطي قارباً من (شريعة بيت النواب) بالكرخ سار بنا باتجاه (أم العظام).- كنا ثلاثة: الاستاذ عبد الكريم غلاب – الأديب والوطني المعروف – رئيس حزب الاستقلال المغربي والأستاذ عبد الحميد عبد الكريم العلوجي – بالجيم الفارسية المعطشة والعبد كاتب السطور ..شرح – ابو غسَان العلوجي – دليل الضيف المغربي مناطق (الصوبين) وسط دهشة الأستاذ عبد الكريم ذي الوجه الأبيض الضحوك ، وذلك قبل أن اطلع على كتاب المؤرخ عماد عبد السلام رؤوف حول محلات وأسماء مواقع بغداد الامل ، بغداد التاريخ .والكرادة : والكرود . لاتحتاج الى تعريف .ومريم التي تنسب اليها سيدة لا نعرف عنها شيئاً .زرت كرادة مريم . أول مرة في حياتي عندما صعدنا – أسرتي وأنا الى العاصمة صيف 1959 من الكوت وكان تعرفي الى صديقي (خضر عباس الولي) – الاعظمي – الصحفي المخضرم نقطة تحول في انضمامي الى (الحزب البغدادي) – أي عشاق بغداد ، كانت (كرادة مريم) من وجهاتنا الاولى إلا إن انس سهرة أمضيناها في بيت الصديق (حارث طه الراوي) الشاعر الرومانسي الرقيق الموجود حاليا في دولة الامارات العربية المتحدة ، وأبوه طه الراوي – علامة العراق في أيامه ، خلال تلك السهرة التي كنا نسمع أثناءها الاذان ينطلق من مسجد ال الشاوي الكرام بينما كان الاستاذ يطلعنا على مكتبة والده الغنية بالمخطوطات والنوادر – اذكر أسماء قلة من أعلامها – لانني لا اعرف ان خصها احد بكتاب مفرد – وبين هؤلاء – مع حفظ الالقاب ياأولي الالباب :الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم والراحل نوري السعيد ومؤرخ أعلام العراق جعفر اسد الخليلي والعلويان المثيران للجدل هادي وحسن ، و (على جميل الشوك) – المفكر والروائي والحداثي وغيرهم .ومريم نامة ، رائدة الصحافة العراقية النسائية ، كرمت في الذكرى المئوية لتأسيس الصحافة العراقية (9 حزيران 1869 م هو يوم صدور جريدة (الزوراء))أقدم وأول جريدة أسست في تاريخ العراق الحديث ..والزوراء من اسامي مدينة بغداد .زرت اثناء زورتي – أي زيارتي – الى بغداد الازل – ماتبقى من (كرادة مريم ) فوجدتها أرضاً خالية ، لكنني فرحت – والكلام بيننا – عندما اكد لي صديقي الشاعر الدكتور حامد الرواي المستشار الثقافي للسيد وزير الثقافة أن  هذه الارض اليباب او الخراب – بالاذن من الشاعر الانكليزي – ويسميه اخواننا المغاربة (الانقليزي) اسمه (ايليوت). ستتحول الى دار للاوبرا.بعد كل هذا الاستطراد غير الممل اختم الاشارة الى ان دار الاوبرا .العملاقة في باريس تحمل اسم (فرانسو ميتران) – الاشتراكي اليساري الذي رحل قبل انجازها فأطلق عليها منافسة اليميني (جاك شيراك) اسم ميتران في تقليد حضاري لا يعرفه العالم الثالث .وإلى الغد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram