اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > مصادر: العملة المحلية ضحية الحصار المالي على سوريا وإيران

مصادر: العملة المحلية ضحية الحصار المالي على سوريا وإيران

نشر في: 14 إبريل, 2012: 08:20 م

 بغداد  / متابعة المدىتشهد الأسواق العراقية طلباً متزايداً على الدولار الأمريكي ولاسيما من دولتي الجوار إيران وسوريا اللتين تعانيان من حظر مالي دولي أدى إلى تراجع العملة المحلية .وقال محافظ البنك المركزي العراقي سنان الشبيبي لوكالة فرانس برس إن 'الأوضاع السياسية غير المستقرة نسبيا في العراق وفي المنطقة المحيطة أوجدت طلبا كبيرا على الدولار ما أدى إلى ارتفاع سعر صرف هذه العملة مؤخرا'.
 وردا على سؤال حول إمكانية أن يكون الحصار المالي الدولي المفروض على إيران وسوريا تحديدا السبب الرئيسي لهذا الارتفاع، أوضح الشبيبي 'هذه واحدة من الأشياء، لكن المنطقة التي حولنا عموما غير مستقرة نسبيا'. وشهد سعر صرف الدولار الثلاثاء الماضي أعلى مستوى له أمام الدينار منذ نحو أربع سنوات في الأسواق المحلية وهو 1320 دينارا لكل دولار، بعد أن كان الأسبوع الماضي مستقرا عند مستوى 1230 دينارا للدولار الواحد. وسارع مجلس الوزراء يوم الأربعاء الماضي  إلى الإعلان عن تشكيل لجنة لدراسة تذبذب سعر صرف الدينار العراقي ولتقديم الحلول المناسبة لدرء الضرر عن الاقتصاد  .وتخضع إيران وسوريا لعقوبات مالية دولية. وتدفع هذه العقوبات إيران وسوريا، اللتان تشهدان تدهورا في عملتيهما، إلى التفتيش عن عملة صعبة قد يكون العراق- الذي يشهد منذ نهاية العام الماضي أزمة سياسية- احد مصادرها الرئيسية بما انه يقيم علاقات تجارية وسياسية جيدة مع هاتين الدولتين. وأكد الشبيبي انه 'عند بداية السنة ازداد الطلب على الدولار بنسبة كبيرة تراوحت بين 40 إلى 50 بالمئة'. وأضاف أن العراق الذي تبلغ إيراداته الشهرية من النفط أكثر من سبعة مليارات دولار 'يملك احتياطات كبرى من الدولار (نحو 60 مليار) إلا أن هذا الأمر لا يعني انه يجب استخدامها من دون سيطرة أو مراقبة'. وأعلن البنك المركزي في شباط الماضي عن تطبيق إجراءات جديدة حيال مبيعاته من الدولار، تنص خصوصا على أن يعرف المصرف الشاري عن زبائنه الذين طلبوا منه شراء هذه العملة. وأدى هذا الأمر الى انخفاض كبير حينها في مبيعات الدولار في مزاد البنك المركزي الذي يقام كل اسبوع بين يومي الاحد والخميس، حيث بلغت المبيعات بضعة ملايين، الا انها عادت في نيسان/ابريل لتتراوح بين 50 و250 مليون دولار.ويقول محمد العمري (40 عاما) وهو صاحب محل للصيرفة في منطقة الكرادة وسط بغداد ان 'سعر صرف الدولار ظل مستقرا من عام 2008 وحتى بداية العام الحالي'. ويضيف 'الشارع يحتاج الى الدولار ، والمزاد عندما لا يضخ الدولار يجبرنا على التوجه نحو السوق السوداء'.بدوره يؤكد سعد هادي علوان (37 عاما) الذي يملك محلا للصيرفة في المنطقة ذاتها 'اتخذنا قبل ثلاثة ايام قرارا بان نتوقف نهائيا عن التعامل بالدولار'. ويتابع 'كنت اصرف بين 50 الى 150 الف دولار في اليوم الواحد، لكنني توقفت عن ذلك ما ان بدأ التذبذب وبدأت اخسر'. وجاءت خطوة البنك المركزي وسط شكوك مسؤولين عراقيين حول محاولة تجار إيرانيين وسوريين شراء الدولار. وشدد الشبيبي على ان 'تمويل دول الجوار بالدولار ليس امرا مقصودا لان العراق بالاساس يعتمد على الاستيراد بشكل كبير، لكننا رغم ذلك شعرنا بان هناك اشياء تطلب تفوق حاجة الاستيراد'. وذكر الشبيبي، الذي يستعد للمثول امام البرلمان لمناقشة مسألة ارتفاع سعر صرف الدولار، ان العراق 'لا يبحث حاليا وقف المزادات' على هذه العملة، مؤكدا ان 'الامور تحت السيطرة'. ويقول الخبير الاقتصادي العراقي هلال الطحان لفرانس برس ان 'الدولار اصبح في الفترة الاخيرة يهرب الى الخارج'، مضيفا ان 'العراق هو الدولة الوحيدة بين جيرانه الاقرب التي تحصل على ايرادات ضخمة من النفط بالدولار'.واقترح 'وقف المبيعات لفترة معينة'، محذرا من انه 'عندما ينخفض سعر العملة المحلية تتزعزع ثقة المواطن بها وترتفع بعد ذلك اسعار المواد الغذائية ومواد الاعمار والايجارات وجميع ما يخص اوجه الحياة'.وفي محل لبيع الادوات الكهربائية في منطقة العرصات وسط بغداد تجلس مجموعة من البائعين بانتظار زبائن، فيما يرحب مدير المبيعات باسم الشمري (40 عاما) باي زائر 'كوننا نجلس بلا عمل اصلا'.ويقول الشمري ان 'المجتمع عراقي يخاف من الشراء عندما تهتز اسعار الصرف ولا تستقر. فاذا استقر السوق على 1200 دينار نشتغل، او حتى على 1500 نشتغل ايضا، لكن الصعود والنزول يقتل السوق بكل مفاصله'. ويضيف الشمري ان 'التذبذب بدأ قبل نحو اسبوع، وهذا الامر لم يؤثر على سعر البضاعة لاننا نشتري بالدولار ونبيع بالدولار، لكن ما يتاثر هو حركة السوق، وقد انخفضت مبيعاتنا بالفعل نحو 50 بالمئة'.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram