عالية طالبسادت هذه العبارة في فترة النظام السابق، وأصبحت يوما بعد اخر مشروعا للتندر كنا نتداوله سرا فيما بيننا كلما سخرنا من حالات مجتمعية تمر بنا، وكان منبع تندرنا على عبارة اطلقها صدام واصفا كل الشعب العراقي بالبعثيين دون استثناء حتى من لم ينتم فعليا للحزب باعتبار كل من يحمل الجنسية العراقية فهو يحمل جنسية البعث لا محال!! وفي جريدة الجمهورية التي عملنا فيها في القسم الثقافي بالتحديد كنا أربعة أدباء ما بين القصة والشعر والتشكيل ،
وكلنا لم نكن قد انتمينا الى أي حزب مما جعل كل من تعاقب على رئاسة تحرير الصحيفة يصفنا بعبارة " دولة داخل الدولة " وهو تهديد مبطن لاجبارنا على الانتماء للحزب فكنا نحاججهم مستشهدين بعبارة " بعثي وان لم ينتم" تخلصا من ضغوط لا حدود لها وبسببها ايضا فقدنا ضماننا المستقبلي فلم نقبل بالتحول الى الملاك الدائم وبقينا على صيغة العقود حتى لا نضطر لقبول تعليمات الانتماء التي كانت اجبارا على من هم بالملاك الدائم وضاعت سنوات خدماتنا في الاعلام والتي امتدت لاكثر من عشرين عاما وهو ما لم تعالجه وزارة الثقافة وكأننا افرادا من شعب اخر !!وحين تغير النظام وتعددت منافذ الاعلام توزعنا على تلك المنافذ واكتسبنا نتيجة هذا التوزع انتماءات جديدة تم وصفنا بها اعتمادا على مرجعيات الجهات التي عملنا بها برغبة بعضنا أو بدونها للآخر ، لاسباب عديدة قد يكون في مقدمتها أننا لا نعرف العيش خارج فضاء ما ابتلت به أنفسنا من رغبة للكتابة والغوص داخل أعماق الحقيقة لاظهارها دون خوف وتوجس.وبسبب هذا التوزع أطلقت علينا توصيفات ثلاث جديدة هي الشيوعية ، البعثية، الاسلامية ، وسخر بعضنا من تلك التصنيفات الجديدة ودافع الاخر عن نفسه بغصة وفرح بعضنا بما نسب اليه لاسباب تحقق له غايات من نوع ما !!ولم نلتفت كثيرا الى عملية أقرار أو نفي ما نسب الينا بقدر ما كان همنا أو هم البعض منا العمل بقوة لكشف الحقائق والوقوف بوجه الاعصار كيفما كانت قوته والاستمرار بحمل حجرنا الخاص ورميه في اية بركة صامتة ، وقوفا على مسافة واحدة من الجميع دون محاباة أو تجريح غير حقيقي أو كيل التهم والأكاذيب بحق من نتناول أدخالهم الى دائرة الضوء الكاشف لازاحة استار الظلمة التي يختبئون خلفها ، وبقيت صفة البعثي تطلق على من يتسائل لماذا نهادن ملفات المفسدين ، ولماذا لا نعمل متضامنين على ازاحة الطارئين ؟؟ ويوم بعد اخر استمر من أطلق عليه صفة البعثي فينا يتسائل بألم لماذا تلصق هذه التسمية به وهويعرف جيدا زملائه البعثيين الذين هم الان بارفع المناصب، ومن تضرر بسببهم سابقا لا زال يئن دون أن يصغي اليه احد!! وحين تزداد ضراوة تلك الاتهامات وتداولها يتسائل بغصة : هل فعلا من يسمونه البعثي هو هكذا واقعا وهل هو عمل يوما على التصدي للمفسدين ام كان غير ذلك وبسبب ذلك الغير دفع ضرائب متعددة ولا زال يدفع ؟؟ فاي بعثي .. الذين لم ينتموا للبعث ام البعثيين الذين يشاركون في السلطة اليوم
وقفة: بعثي دون انتماء
نشر في: 14 إبريل, 2012: 08:33 م