د. جليل العطيةأشرت إلى عجز بيت تقدم جاء فيه : ساحة الصبر أوسعُ وينبغي أن يُقرأ البيت بالعين المرفوعة ، وإلا سيعتب علينا ( الخليل بن احمد الفراهيدي البصري ) و ( سوق الصفا فير ) الذي أحزنني وضعه عند زيارتي الأخيرة له ! وباب الأغا وغيرها من محلات بغداد التي استبقيت معلوماتي الأولية منها من استاذيَ اللذين ارتبطا ببغداد الحبيبة العجيبة ! : الدكتور مصطفى جواد والدكتور حسين أمين .
ورفع كلمة ( أوسعُ ) تذكرتها عندما قَدمت لنا شابة مهذبة ترتدي فستانا ازرق ( قصيدة ) حلوة المعاني لكنها لم تحسن الإلقاء لانها – سلمها الله – سكنت – بتشديد الكاف – أواخر القصيدة ومن حقها الرفع .. الرفع ، حتى ان الشاعر الكبير الاستاذ علي الحيدري التفت اليَ متعجبا ً ، مستفهماً ! هذا خطأ – وليسمح لي سيدي الدكتور إبراهيم الاشقر الجعفري – سلَمه الله – ان اهمس بإذنه ، بأن هذا الخطأ غير مبرر لان اللجنة المنظمة لهذا الاحتفال تعمل على مدار السنة ، ولقد عاتبت جاري في الحضور المؤرخ ( عادل العوادي ) – الكاتب والصحفي والمتبغدد مثلي – وهو نجفي الأصل له حضوره الواسع في مجالس بغداد اليوم والتي قيل لي انها تبلغ نحو اثنين وعشرين مجلسا او ربما اكثر . المجالس مدارس ، كما كان استاذي العميد المتقاعد ( عبد الرحمن عبد الجبار التكريتي ) يقول لي ولحميد المطبعي .. ولم اكن اعرف نسبة صديقي العوادي الذي تعرفت اليه في مجلس شيخنا الدكتور حسين امين الذي يعقد مرة كل شهر عندما كان يسكن في شارع فلسطين في رصافة بغداد . كان ( العرداوي ) حينها يعمل في جريدة ( الراصد ) محرراً للشعر الشعبي ، اخبرني ( عادل ) ان ( العرداوية ) من عشائر النجف الكريمة فسألته بعد ذلك، أتعرف من أين جاءت ( الفنية التي تلبسها حيثما تتصدر مجالس بغداد ايها العزيز ..؟ قال لا : قلت اخبرني الشيخ جلال يحيى الدين الحنفي رحمه الله _ انها اشتقت من كلمة ( فينا ) – عاصمة النمسا حيث كانت تصنع ويستوردها العراق القديم . بكيت ُ عندما اعلن شيخي – ابو علي – انه على مشارف التسعين ! والتسعون عُمر – بضم العين – له في احاديث الرسول – صلوات الله عليه – ما معناه – وليست بين يديَ اللحظة – الكتب الحديثية الموثوقة - ! ان الله – جلَت قدرته – يغفر لبالغيها ذنوبهم او خطاياهم – ان وُجدت .. وفي ارض الله الواسعة الكثير من العراقيين الذين نطحوا هذه السن المباركة ، اذكر منهم على سبيل التمثيل – لا تقل المثال – استاذنا الدكتور يوسف عز الدين – المقدم ذكره – والاستاذ نجدة فتحي صفوة والدكتور يوسف عز الدين وغيرهم ممن نسيهم ( عراقنا الجديد ) للأسف . لهذا استحقت ( جائزة الدكتور حسين امين ) التي انشأها الرئيس الدكتور ابراهيم الاشيقر الجعفري – ايدَه الله – شكر الناس غاية لا تدرك . وشخصيا أفدت من خطابه الارتجالي القيم الذي لا يقيَم ، لانه فتح قلبه الكبير وقدم ملاحظات صائبة في معظمها والتقطت بعد انتهاء الحفل الحاشد طائفة من خطبه وآرائه في شؤون عراقية وعربية واسلامية مختلفة لأعود اليها ، وانهل منها ما ينفح وينفح .. صراحتي اللعينة – وهي مساحة محب يعرف أبا احمد منذ ايام ( الجهاد ) في لندن ودار سلامها و ( غاليري كوفتها ) – التي أسفت على غلقها بحيث تحول معمارينا المفخرة الدكتور محمد مكية الى ( متقاعد ) مثلي ( مع اختلاف المرتب ) !- هذه الصراحة اللئيمة تدفعني الى ان أتمنى – والأماني رأس مال المفلسين – ان يوجز لان ( خير الكلام ما قل ودل ). اعود الى استاذنا وشيخنا الدكتور ابي علي فأقول انني نعمت بزيارته في داره الكرخية وقَبلت وجنته واستعدت في جبينه تاريخ بغدادنا العاشقة – المعشوقة .. وذاكرت رفيقة حياته الفاضلة ( السيدة ام علياء ) وذكَرتها – بزيارتنا القصر ( فرساي ) التاريخي ، قبل اكثر من ربع قرن في باريس ، وكانت السيدة ( علياء ) طفلة . فبشرتني بأنها – وشيخ المؤرخين – لم تنس ذلك .. سألني شيخي عن باريس .. وصديقنا المشترك الخطاط الدكتور عبد الغني العاني – آخر تلامذة عبقري الخط العربي ( هاشم بن محمد البغدادي ) فبشرته بأخباره .. ( تسعون ) الدكتور حسين امين تحل خلال شهور فماذا سيفعل عراقنا الجديد الحبيب لتكريمه ..؟!! جائزة الدكتور الجعفري – مبادرة رائعة تُذكر فتشكر لأنه انفق على العلم والعلماء وهو امر نادر في هذه الظروف المعقدة ! ألف تحية لكل من يقوم ( يقَيم ) العلماء والمبدعين بلا شروط سياسية او دينية او قومية .
ثرثرة باريسية : (تسعون) الدكتور حسين أمين (2)
نشر في: 14 إبريل, 2012: 08:50 م