TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شناشيل: دعاء الكهرباء

شناشيل: دعاء الكهرباء

نشر في: 14 إبريل, 2012: 09:00 م

 عدنان حسيندخلنا في الصيف، فشوارعنا صارت تعجّ بلابسي القمصان نصف كم (نصف ردن)، والبيوت والمكاتب لم تجد بُداً من تشغيل أجهزة التبريد، ما تسبب في زيادة عدد المصابين بأمراض البرد والأنفلونزا خلال الأسابيع الأخيرة مقارنة بالتي قبلها.
في الماضي كنا نحبّ الصيف، لأنه للكثيرين منا موسم التمشي وقت العصاري وفي الأماسي في الحدائق العامة وعلى ضفاف الأنهار (بخاصة شارع أبو نؤاس في بغداد الذي كان قبلة للعشاق والمتنزهين والشاربين والآكلين)، ولبعضنا موسم السباحة ولبعض آخر موسم السفر والاصطياف في كردستان أو في الخارج.  لم نعد نُحب الصيف، فهو صار موسم المكابدة الأعظم والمعاناة الأكبر مع الكهرباء. وبرغم أن أحد المسؤولين أعلن في الأيام الأخيرة أن 2000 ميغاواط جديدة ستضاف إلى خدمة الشبكة الوطنية للكهرباء هذا الصيف ليصل مجمل الإنتاج إلى 9000 ميغاواط، أي ثلثا الحاجة الفعلية، إلا اننا لم نعد نصدق أي تصريح من مصدر رسمي، فكثيرا ما سمعنا في السنوات الماضية تصريحات على أعلى المستويات لو صدقت لكنّا منذ سنتين في الأقل نصدّر الكهرباء الى جيراننا ولا نستورد منهم. الأمل بحلّ معضلة الكهرباء لم يزل بعيداً، فحتى لو دخلت الـ 2000 ميغاواط الجديدة في الخدمة حقاً وفعلاً فان النقص سيظل كبيراً. ما العمل؟ أخوتنا في اليمن ابتدعوا طريقة يعتقدون أنها يمكن أن تجلب إليهم الكهرباء التي يعانون هم أيضا من انقطاعها عنهم.من قبل لم تكن هناك مشكلة كهرباء في اليمن، ولكن منذ انطلاق الانتفاضة قبل أكثر من سنة تعرضت منشآت لإنتاج الكهرباء وخطوط للتغذية إلى عمليات تخريب وصلت الى نحو 90 عملية (العربية نت). وقد تبادلت المعارضة الثائرة ونظام علي صالح محمد وفلوله الاتهامات بالوقوف وراء هذه العمليات. المنطق يقول إن نظام علي صالح وفلوله هم من لهم مصلحة في التخريب. وعلى أية حال فان خطباء المساجد والجوامع ابتدعوا طريقة لمحاربة مخربي الكهرباء، ففي يوم الجمعة الماضي ضمّنوا خطبهم أدعية بهلاك من يقفون وراء تخريب محطات الكهرباء وخطوط الإمداد بحلول عقوبات ربانية عليهم. الفاعل في اليمن مجهول، لكن الفاعل لدينا الذي يؤخر حل معضلتنا الكهربائية معلوم.. إنهم مسؤولو الحكومة الفاسدون. يمكن لخطباء الجمعة لدينا أن يمشوا في إثر زملائهم في اليمن فيدعون بعقوبات ربانية تحلّ بكل من يحول بأي طريقة من الطرق دون أن ينعم شعب المئة مليار دولار سنوياً بما يحتاجه من الكهرباء.ليدعُ هؤلاء الخطباء بما دعا به خطيب جامع سوق معياد اليمني: "اللهم أهلك من يقطعون الكهرباء عن الناس، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أنزل غضبك عليهم، اللهم رد كيدهم في نحورهم واجعل تدبيرهم في تدميرهم...".لكن ثمة مشكلة، فدعاء كهذا لن ينفع مع فسدتنا المسؤولين عن حرماننا من نعمة الكهرباء، فهؤلاء لا ذمة لهم ولا ضمير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram