اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > المعلّم وليد .. غيْرُ الصحّاف

المعلّم وليد .. غيْرُ الصحّاف

نشر في: 14 إبريل, 2012: 09:10 م

 كتابة ورسم عدنان أبو زيدوليد، وزير عَلاَّم، وسفير.غروميكو سوريا في عصاميته ، وكيسنجر واشنطن في علاقاته، بوصف معجبين. لكنه في التعريف العام دبلوماسي عصامي، عريف في سياسة بلده، منزل أَشْرِعةِ المخابرات من سَّفِينِ الخارجية، وفاتح عارضةُ البابِ للمهنية و الخُبراء ذوي الاختصاص لا العقلية الامنية في الصلات مع الخارج.
لكن الانتفاضة قلبت ظهر المجن، فقَلَّبَ المعلم الأَمرَ ظَهْراً لِبَطْنٍ وأتاح لرجل المخابرات، التحشيد للخارجية مثلما الداخلية، لخدمة الاجندة المرسومة.وليد المعلم، رجل يخوض في معادلات السياسة، بنتائج لصالحه، بالمنطق أو عداه، فمن وجهة نظره ان السياسة وسيلة، لبلوغ هدف باق، بينما الظروف زائلة وان حالت لفترة دونه.وهذه الفلسفة جسدها في سياساته مع العراق، فقد تجبَّر واستبدّ يوم عدّ بغداد  غير جديرة  بعلاقة متكافئة، حتى اذا دلف الارهابيون الى بيته، ظهر متوسلا. وليس وليد المعلم من التكنوقراط، وليس من المحزّبين المنظمين، بل وليس من التجار وأصحاب رؤوس الأموال بل هو ذلك كله، مَزْجة تصلح لكل أمر ، وفي كل وقت.وطوال المشهد السياسي السوري على قدم تأريخه، لم ينل وزير خارجية اهتماما من قبل ، قدر المعلم.لم يهرب المعلم، ولم يتهرب من حكايات مجازر حمص وحماه، لكنه يلتف دائما على الحقيقة، محذرا من سطوة اعلام احادي الصورة، داعيا الى استحضار الذاكرة لجرائم في فلسطين ودول اخرى، بل ويرفض ان يتحول الى محمد الصحاّف، مؤكدا التوازن والجدية في نقل الحدث لكن الدلائل تشير الى انه اخطأ كثيرا في نقل الصُّورِ والسُّورِ  الحقيقية ووصف حديقة ما يحدث.اجندة الداخل في خدمة الخارج و بالعكس، مومياء الايدولوجيا لا تنفع في الدبلوماسية، فثمة حاجة الى روح ديناميكية وعقلية مهنية لا حزبية تدير نافذة الخارج.عاصر المعلم الهزات العنيفة وأدار الدفة بحنكة في العلاقات مع واشنطن، و فتح دكاكين المصالح مع بيروت بلا طلاسم، داعيا الى روح عمل مشتركة مع اضفاء خصوصية على الدور السوري.وفي الانتفاضة كان مصدوما من فَوْرة المصِيبة، فلطالما رفض حقيقة وجود ثورة، بل عده الهَيْجُ من رعاع، وقاده تشابك اجندة المخابرات والخارجية - وهو ما كان يخشاه - الى فضيحة فيلم لمسلحين خارجين على القانون بسوريا ليتبين انه فيلم مفبرك، لمجرم مصري في قرية لبنانية.والمعلم من ذوي الخبرة المتراكمة في المهمات، منذ الانطلاقة الاولى في الخارجية العام 1964، ثم سفيرا العام 1990 لافتا الانظار لأدائه الجيد في ملفات السلام بين العرب و إسرائيل، حتى اتاحت له نجاحاته تبوء منصب وزير الخارجية العام 2006.يسعى الرجل الثقيل الوزن ، الخفيف الطلعة ، لان يكون المُخترِق دائما، فقد أحدَث في جدار العزلة الدولية حول بلده تجويفًا، تنفذ منه أوثق الصلات مع تركيا و السعودية، ثم فرنسا ودول غرب أوربا، مع رَابِطَة قوية مع روسيا الاتحادية. لكن هذه الموهبة، تنكفئ اليوم امام صلادة احتواء عالمي جديد يعيد تكريس العزلة السورية منذ اندلاع الانتفاضة، ولم تنفع حتى العلاقات الشخصية للمعلم مع سعود الفيصل و عمرو موسى و أردوغان، في تحييد بلدان ابدت رغبة عارمة في اسقاط النظام بدمشق.ما قاله المعلم - وفي حديثه عَيَّ - من أن السيناريو الليبي لن يتكرر في سورية، ليس سوى مُكاء وتَصْدِيَة، تفضحه الدماء الغزيرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram