TOP

جريدة المدى > سينما > الوجع ما يوجع إلا صاحبه!!

الوجع ما يوجع إلا صاحبه!!

نشر في: 15 إبريل, 2012: 07:03 م

 بغداد/ المدىبداية حياة كل أسرة بعد الزواج إنجاب الأطفال وهكذا تستمر الحياة من خلال العشرة والمحبة ... ولم يخطر ببال أحد عندما يتزوج أن تكون زوجته عقيمة ... إما بسبب طبيعي لعدم توفر الأسباب المؤدية للإنجاب أو بسبب عارض طارئ تتعرض له الزوجة بعد عسر ولادة أو لأي سبب آخر ...
 وهذا ما روته الزوجة على مسمع الزوج أمام قاضي الأحوال الشخصية ... فقالت : لقد تزوجته على سنّة الله ورسوله وسعدنا بعيشنا في حياتنا الزوجية وقد ازدادت فرحتي حين أخذت تنتابني عوارض الحمل وكان سروره أعظم لأننا بشرنا بالأمل ... وبعد تعسر ولادتي نقلت إلى مستشفى الولادة وقرر الأطباء إجراء عملية لإنقاذ حياة الطفل وحياتي قبل فوات الأوان ... وهذه العملية ستضطرهم لإزالة الرحم نهائيا لأنه كان قد تمزق وسأبقى في نزيف مستمر ... وأعلن زوجي وأنا موافقتنا ... فهذا أمر الله ولا راد لمشيئته ... وكان زوجي أول من واساني ومسح على جبيني وأنا راقدة على السرير وقال  : أنا أقبل بك حتى وان لم تلدي أبدا ... الحمد لله لقد ولدت لنا طفلة ستعوضنا عن الحرمان الذي كنا نعيش به ... وسارت حياتي على ما يرام ... ولكنه بعد فترة اخذ يتغير نحوي ... صارحته بذلك ... وفهمت من انه يريد الزواج ، ووعدني بأنني سأبقى محترمة ومقدرة ... رفضت ذلك وانزعجت كثيرا لقراره ... وذكرته بما قال لي وأنا في المستشفى ... قال :أريد أطفالاً .. أريد ولداً يحفظ اسمي ! كانت كلماته بمثابة الصاعقة نزلت عليّ ففتحت جراحات صدري ... فاظلمّت الدنيا في عيني وقلت له  : ما دمت تريد أن تتزوج ... سوف أخرج من هذا البيت ولن أعود إليه وتزوج بمن تشاء من النساء وحملت ابنتي على ذراعي وخرجت والدموع تتقاطر من عيني ... لكنه لحق بي إلى بيت أهلي وهناك سألني أهلي عن سبب قدومي أمامه ... فقلت : يريد أن يتزوج بامرأة أخرى وأنا لا أوافق على ذلك ... ولكن أهلي  انحازوا إليه ووافقوا على ذلك وقالوا لي هذا حقه !.. أعادوني إلى بيتي ولكن تصرفاته معي أخذت تزداد سوءا وأخذ يعاملني مع أهله بقسوة ... حتى أن أحد إخوته ضربني على مسمع ومرأى منه ... وأخيرا خطب زوجة له  ،وأذعنت للأمر... لكني كنت أتمزق غيظا لأنني امرأة ، والمرأة تموت عندما ترى أن زوجها أصبح لغيرها .... ولكنه ما أن تزوج بتلك المرأة وعرف أنها حامل حتى تبدلت طبيعته معي وأخذ يهجرني في مضجعي وأخيرا أخرجني من البيت الذي تعبت معه في بنائه  استجابة لرغبة زوجته الجديدة ... واستأجر لي غرفة في مسكن صغير ... رفضت ذلك وحملت أمتعتي وأخذت ابنتي والتجأت إلى بيت أهلي ،وقررت ألا أعود إليه مرة ثانية فما حاجته إلي وقد تزوج وزاد على ذلك أن أخذ ابنتي مني ... ابنتي الوحيدة التي هي أملي في هذه الدنيا ليزيد من تعذيبي ومرارتي ... سكتت الزوجة وبدأ الزوج بالرد على كلام زوجته وقال للقاضي  : سيدي ... هي الآن تطلب الطلاق وقد ربطني بها زواج شرعي ومعاشرة زوجية وثمرة هي تلك الفتاة التي أخذتها لا لأحرمها منها بل لأضغط عليها كي تعود إلى البيت ... وقد فتحت لها بيتا خاصا وأني لا أقصر معها فحالتي المادية جيدة والحمد لله وأشهد أمامكم أنني ما كرهتها قط ، ولا يمكنني  أن أكرهها ... وأني على استعداد لتنفيذ ما تطلبه مني فلتعد إلى بيتها تحضن ابنتها كي لا تعيش يتيمة أبد الدهر وليس لها من أمل في الأولاد بعد إلا هذه الوردة التي ترونها ... وانحنت أمها تقبلها وجذبتها إلى صدرها وأخذت تشم رائحتها وكأنها زهرة تراها لأول مرة ... ورفعت رأسها للقاضي وقالت : لن أعود إليه ... يريد أن يحرمني من ابنتي فليأخذها معه لأنني يئست من الحياة .. سأواجه قدري وسأعيش الحياة وحيدة كما كتب لي ربي ،فمصير الفتاة لأبيها فليربها كما يشاء !... قال لها القاضي : دعيني أذكرك بقول الرسول (ص) " إن أبغض الحلال إلى الله الطلاق " ... وهذا زوجك يعرض عليك زيادة في الاطمئنان من جانبك راتبا شهريا لك ولابنتك وكما تطلبين،وهذا دليل كاف على حسن نيته وعفا الله عما مضى ... قالت الزوجة بعد أن رفعت رأسها عن الأرض  : لن أعود إليه مرة ثانية حتى ولو وهب لي العالم بأسره ... أحب أن أذكره انه قال لي قبل أن أدخل القاعة : لن أطلقك وستبقين معلقة ، ولن أعاملك كزوجة ... هو تكلم أمامك سيدي بكلام ه المعسول ليصور نفسه انه زوج مثالي له أخلاق رفيعة ، لكنه بصراحة ذئب في ثياب حمل ... فقال لها القاضي : الله هو المطلع على سرائر الناس ... لكن يؤلمني ويحز في  نفسي أن أفرق بينكما وقد ارتبطتما برباط مقدس هو الزواج وصلة دائمة هي هذه الصغيرة فما ذنبها أن تحرم من حنان الأم ورعايتها ... لتعيش مع أبيها ومن يضمن أن زوجة أبيها لن تقسو عليها ، فتعيش في تعاسة وشقاء مدى العمر حاقدة عليك لأنك تخليت عنها وعن أبيها لأنه انشغل أو تشاغل بغيرها ... فما دام قرارك هو الطلاق والتفريق بدون مهر ولا تعويض  فلك ما تريدين .. لكن تذكري هذه الوردة التي ضممتيها وشممتيها قبل قليل أنك سوف تحرمينها من الرعاية والحنان ... سوف أحولكما إلى الباحثة الاجتماعية لعلها تصفي ما بنفسك وتبدل أحوالك وتعودين إلى رشدك وزوجك !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram