TOP

جريدة المدى > سينما > الجريمة لا تفيد..الشك ضروري.. ولكن في حدود!!

الجريمة لا تفيد..الشك ضروري.. ولكن في حدود!!

نشر في: 15 إبريل, 2012: 07:04 م

 بغداد/ المدىإن تصرفات الإنسان تحسب عليه ولابد أن يجني ثمار أفعاله خيرا أو شرا .. عاجلا أم آجلا ... فقد تمهله الأيام أو تبطئ قبل أن تحمل إليه ثمار أعماله ... زوجة أخيه راح يراقب خطواتها ويحصي أنفاسها وأخيرا يتهمها بأبشع ما تتهم به امرأة دون أن يملك على اتهاماته دليلا واحدا ، سوى شكوكه التي صورها له خياله المريض ودفعته هذه الشكوك في النهاية لكي يرتكب جريمة قتل ضحيتها هذه الزوجة البريئة ويكون هو قاتلها ... مسرح تلك الجريمة شقة في البياع ...
مالك الشقة زوج شاب اقل ما يوصف به انه شاب عصامي بنى نفسه بنفسه بعد أن مات والده وتركه صغير لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره مع أمه وشقيقه (س) وابنتين ... أنهى (أ) تعليمه الثانوي واتجه  إلى العمل في أحد معارض السيارات وبعد أن عرف المهنة وأسرارها وثق علاقاته بأصحاب المعارض في البصرة وانتقل للعمل هناك ... كان يرسل كل المبالغ التي يحصل عليها من أرباحه لأسرته حتى استطاع أن يخرجهم من حياة الفقر التي يعيشون فيها إلى حياة جديدة ميسورة الحال ... تزوجت شقيقتاه وأكمل شقيقه تعليمه في ثانوية الصناعة وافتتح لنفسه محلا لتصليح الأجهزة الكهربائية في شارع 20 ... وبعد سنوات من العمل الشاق قرر (أ) الزواج وكان اختياره مثاليا لا تشوبه شائبة فقد اختار (أ) من بين فتيات كثيرات وضعن أمام عينيه . فهي فتاة جميلة وذات سمعة طيبة وأخلاق حميدة ومن أسرة ميسورة الحال وطيبة الأصل فرأى فيها المواصفات التي يحلم بها أي شاب في فتاة أحلامه ... وبعد الخطبة بأشهر قليلة تم الزفاف وعاش الزوجان معا أجمل أيام عمرهما .. وبعد شهرين عاد (أ) إلى البصرة مرة أخرى لمزاولة عمله هناك كمخلص بضائع في الميناء بالاتفاق مع مجموعة من المعارض متخصصة ببيع وشراء السيارات الخليجية وترك زوجته في شقة أثثها لها برعاية أمه وشقيقه (س) يرعاها فترة غيابه كأخ لها لا كرقيب عليها ،فالزوج يعلم جيدا أن زوجته فوق مستوى الشبهات ولا يتوقع منها عكس ذلك ! لم يكن شقيقه شابا سويا في تصرفاته وأفعاله فهو من الشباب الطائشين ،إذ كان كثيرالمشاجرات مع الجيران والمارة على أتفه الأسباب ،فهو على النقيض تماما من شقيقه الكبير (أ) .. مرت الأيام كان خلالها (أ)يفرض طوقا أمنيا على زوجة شقيقه يحاصرها في كل وقت، يتردد عليها في المنزل في أوقات مختلفة بالليل والنهار يكاد يحصي عليها أنفاسها ... ضاقت (م) بتصرفاته معها ومحاسبته الدائمة لها فبدلا من أن يكون بمثابة شقيق لها يرعى زوجة شقيقه في غيابه ، شعرت بأنه رقيب عليها وراحت تشكو لزوجها من سوء معاملة شقيقه لها ومضايقته الدائمة وتدخله في شؤونها حتى في ملابسها التي كانت ترتديها وهددته بأنها سوف تترك الشقة وتذهب إلى بيت أهلها ما لم يتراجع أو يكف شقيقه عن ملاحقتها ... وهو ما دفع (أ)  إلى الاتصال بشقيقه وتوبيخه على تصرفاته مع زوجته وطلب منه أن يعاملها بأدب وأن يكف عن التردد على شقتها ويترك الأمر لوالدته ... شعر (أ) بأن كرامته قد جرحت بسبب زوجة شقيقه فهي المرة الأولى التي يرتفع صوت شقيقه عليه ... وراح يتحدث بينه وبين خياله المريض ويكدر على نفسه هواجس لا وجود لها ملخّصاً أن زوجة شقيقه ما دامت تضيق بمراقبته ... إذن عندها شيء ! وراح خياله المريض يصورها على أنها خائنة لزوجها وضاعف من صدق أوهامه إسراف(م) في الاعتناء بملابسها وإظهار مفاتن جسدها داخل البيت وخارجه !ليلة الجريمة وذات يوم وبينما كان (أ) يجلس في محله إذا به يرى (م) زوجة شقيقة تمر أمامه ... ترك المحل وهرول خلفها فقد حدثه خياله أنها ذاهبة لمقابلة عشيقها وأثناء سيرها فوجئ بشاب يغازلها فاندفع ناحية الشاب واشتبك معه في مشاجرة حامية استاءت (م) مما فعله (أ) وعادت للبيت ... وأثناء المشاجرة برر الشاب معاكسته بأنها فتاة سيئة السمعة وان ملابسها مثيرة وملفتة للنظر ... سقطت كلمات الشاب على رأس (أ) وكأنها مطرقة هوت به على الأرض ... وصمم على وضع حد لهذه المهزلة فهرول مسرعا إلى شقتها رغم انه أقسم لأخيه بأنه لا يدخل شقتها منذ اشتكت لشقيقه منه . طرق (أ) باب الشقة .. فتحت الزوجة وكانت ملابسها خفيفة ... عادت مسرعة إلى غرفتها لارتداء ملابسها لكنها لاحظت احمرار وجه (أ) وتطاير الغضب من عينيه وقبل أن يلقي على مسامعها ما جاء ليقوله ، صاحت في وجهه مؤكدة انه لا دخل له بسلوكها وإذا كان هناك احد له الحق فهو زوجها وحده ... وراحت تلومه على المشاجرة التي افتعلها مع الشاب ... كان (أ) يستمع لكلماتها وهو يضغط على فكيه يكاد يمضغ أسنانه من شدة الغيظ ، وأخيرا راح يكيل لها الاتهامات بأنها فتاة (قحبة) وتريد أن تخرج حسب ما تريد ودون موافقة زوجها ... وهذه أفعالها تشابه أية أفعال فتاة عاهرة ... لم تتحمل (م) كلماته فاندفعت نحوه وضربته على وجهه وسبته وأمرته بالخروج من البيت ... لكن (أ) لم يمهلها الفرصة لتضربه أيضا كما أهدرت كرامته فراح يكيل لها اللكمات واللطمات ودفعها على الأرض بعصبية وهوى فوقها وراح يعتصر رقبتها بين يديه وهي لا تكف عن الدفاع عن نفسها بغرز أظافرها في وجهه وصدره وكل ما تطوله يداها حتى هدأت تماما وسقطت يداها بجوار جسدها الذي تحول إلى جثة هامدة ، بعدما قام (أ) بخنقها بيديه ...ظل (أ) ينظر إلى جثة زوجة شقيقه وهو لا يصدق ماذا فعل ولا يعرف كيف يتصرف وظل بجوار جثتها يشعل سيجارة وراء سيجارة وهو يفكر بالمصير الذي ينتظره ... فقد قتل زوجة أخيه التي يحبها

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram