د. معتز محي عبد الحميدفي جميع الجرائم تتباين الظروف وتختلف مسارح الجريمة وأساليب التنفيذ ، ولكن تبقى هناك حقيقة واحدة تربط الجناة بالجريمة ألا وهي ضعف الإنسان الذي يترك العنان لغرائزه الشيطانية تتحكم فيه وتسيطر عليه وتقوده إلى هاوية اللاإنسانية في لحظة طيش وانفعال وغياب الوعي.
في عالم الجريمة ينطبق كل هذا على الرجل والمرأة والحدث الجانح .. ولكن أيهما أكثر إجراماً الرجل أم المرأة مع الأخذ في الاعتبار أن المرأة مخلوقة من ضلع الرجل ! في الماضي البعيد كانت الجريمة مرتبطة أكثر بالرجل وقليلا" ما كان للمرأة دور أو بالأحرى تكون المنفذ الرئيسي . والمتابع اليوم لسجلات الشرطة ودعاوى المحاكم يرى ارتفاع نسبة ارتكاب المرأة للجريمة .ومنها المنظمة فما الأسباب يا ترى في اتساع نطاق الجرائم النسائية من حيث الجريمة والفئة التي ترتكبها في مجتمعنا العراقي في الوقت الحاضر؟ أهي ناجمة عن نسيج ما تغير من روابط وقيم في ظل الاحتلال ،الأمر الذي أثر في وضع المرأة وأفقدها الكثير من وضعها الاجتماعي المحافظ على كيانها الأنثوي الضعيف ؟ أم سوق العمل والاختلاط مع الرجل مباشرة أدى إلى استثمار المرأة حتى النخاع ؟ المرأة أصبحت اليوم تمارس كل أنواع الجرائم بدءا بهتك العرض بالرضا مرورا بتجارة وتعاطي المخدرات والسرقة والاختلاس والخطف والنصب والاحتيال والتزوير وصولا إلى جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد .. ما الذي يدفع المرأة العراقية المتعلمة إلى دخول عالم الجريمة وتحمل وزر الأحكام الكبيرة التي تقيد حريتها ؟ أيعقل إن يكون هاجس مساواتها مع الرجل قد دفعها حتى إلى عالم الجريمة ؟ في اعتقادنا قد تكون ضحية عاطفتها الشديدة والتربية غير السوية التي تشكل سلاحا ذا حدين قابلا على الاستثمار من قبل الغير وقابلا للتأثير السلبي بالضغوطات المختلفة المحيطة بها إذا ما تحصنت بالعلم والوازع الديني .. وكما هو معروف لا تستطيع المرأة أن توجه ردود أفعالها إلى الخارج مثل الرجل ،فثورتها وانفعالاتها تتوجه إلى الداخل إلى أعماق نفسها وتتحول بمرور الوقت إلى مركب نقص وحقد تدفنه في أعماقها ويقودها للتخطيط والتدبير على مهل مستعينة بكل أسلحتها الأنثوية حتى تحين الساعة المناسبة ليأتي ، رد فعلها بصورة انتقامية . هذا الكائن المرهف الأحاسيس ينقلب في لحظة إلى (وحش كاسر ) لا يهدأ إلا بعد تنفيذ جريمته بنجاح وبعدها ينكمش في دهاليز الندم على ضياع العمر بين جدران السجن ... إياك أن تظن أن المرأة ضعيفة لا حول لها ولا قوة ،فعندما يجرح كبرياؤها تختزن الإهانة وتنتقم بهدوء وتستطيع في حالة الضرورة أن تضغط على الزناد وهي تبتسم بنفس الرقة والشياكة التي تستخدم بها أدواتها التجميلية !! ورحمة الله على شوقي حين قال وإذا النفوس تطوحت في لذةكانت جنايتها على الأجساد
تحت المجهر: مـن الـذي يدفـع المرأة إلـى الدخول في عالم الجريمة؟
نشر في: 15 إبريل, 2012: 07:06 م