TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أسئلة القومية العربية وعلاقتها بالإسلام

أسئلة القومية العربية وعلاقتها بالإسلام

نشر في: 11 أكتوبر, 2009: 06:58 م

شاكر النابلسي إن الصراع بين القومية والإسلام غير وارد، فالتآلف واللُحمة قائمة بينهما منذ فجر الإسلام. ولكن الصراع القائم حقيقةً هو بين هُداة الدين ودُعاة القومية، حول من يجلس على الكراسي، ويقبض على المراسي، وهو يشتد من حين لآخر كلما اشتد الصراع بين مصالح السيادة السياسية لهؤلاء وأولئك.ما هو مستقبل القومية العربية؟
رغم صعوبة الإجابة عن هذا السؤال والمتأتية من صعوبة الإجابة عن سؤال حاضر القومية العربية الذي أصبح مشتتاً وملتبساً، إلا أننا قرأنـا القليل من تصورات مستقبل القومية العربية التي تمَّ رصدها وتصنيفها إلى قسمين، كان أحدهمـا رومانسياً والآخر واقعياً.من التصورات الرومانسيةإذا نمت القومية العربية مستقبلاً وانطلقت في تاريخيتها فإنها إذ ذاك بحكم منطق الحياة حيث لا خطوط حمر ولا متاريس نتقوقع خلفها.العروبة التي نريد هي تلك التي تتحرك كالفيض عند الفلاسفة الأقدمين في كل اتجاه، رسالتها إلى العالم رسالة تفاعل وعطاء، تأخذ لتعطي، تأخذ المنجزات تصهرها وتهضمها وتبلورها.ومن التصورات الواقعية1- الاعتراف بوجود المصالح الإقليمية لكل دولة عربية كخطوة أولى لمنعها من أن تتحول إلى تناقضات صراعية.2- تحويل النظام العربي إلى نظام تعاوني يسعى إلى التنسيق بين المصـالح من أجل مواجهة تحديات مشتركة يمكن تحديدها في ضوء تحدي الأمن القومي وتحديات التنمية.3- ربط المصلحة الذاتية لكل قطر عربي بالمصلحة العربية العليا، لأن الشعوب والحكومات لا تدافع عن مقولات مجردة مهما كـان نبلها، ما لم تكُ ذات صلة مباشرة بواقعها المعاش.والسؤال الثاني:ما هو مستقبل الإسلام والقومية العربية؟والسؤال الصحيح:ما هو مستقبل العلاقة بين هُداة الإسلام ودُعاة القومية؟وهذا السؤال يتردد في أوساط المثقفين كل يوم، ولكن من الصعب الإجابــة عليه في ظل انحسار المد القومي في نهاية القرن العشرين وهزيمة الأحزاب القومية وأنظمة الحكم القومية، وفي ظل تشويه صورة الإسلام من قبل الجماعات الدينية الدموية وسيطرة دول مجتمع البترو- إسلام - وهو اصطلاح جاء به المفكر العَلْماني المصري المعاصر فؤاد زكريا، في كتابه "الحقيقة والوهم في الحركات الإسلامية المعاصرة"، دار الفكر، القاهرة، 1986. ويعني تزاوج الأصولية الإسلامية والمجتمع الاستهلاكي- على منابر الثقافة والصحافة والتلفزة والقنوات الفضائية العربية وتمويلها لمجموعات من الجماعات الدينية واستضافتها لقادتها، وفي "ظل الانتقام الأعظم الذي واجهته القومية في هذا العصر الذي تمثل بظهور الدعوة الإسلامية بدلاً منها حيث أصبحت هذه الدعوة هي النداء الأقوى لطي صفحة القومية وبناء المجتمع  والدولة انطلاقاً من قواعد الدين.إلا أن الإجابة على السؤال السابق، لم تكُ مستحيلة، وإن كانت مليئة بكثير من الخيال والفكر الحالم، بعيداً عن الواقع المعاش، وبعيداً عن الأسباب الحقيقية لصراع الإسلاميين مع القوميين.صراع هداة الإسلام ودعاة القوميةإن الصراع بين القومية والإسلام غير وارد، فالتآلف واللُحمة قائمة بينهما منذ فجر الإسلام. ولكن الصراع القائم حقيقةً هو بين هُداة الدين ودُعاة القومية، حول من يجلس على الكراسي، ويقبض على المراسي، وهو يشتد من حين لآخر كلما اشتد الصراع بين مصالح السيادة السياسية لهؤلاء وأولئك.لقد حاول بعض المفكرين في هذا العصر ومنهم أحمد صدقي الدجاني الإجابة على السؤال السابق، إجابة كان يشوبها كثير من الأخيلة والغموض الذي اكتنف الفكر العربي في هذا العصر، على هذا النحو:1- سوف تحتل الفكرة القومية مكانها في الفكر الإسلامي نتيجة لتفاعلها مع الإسلام، وانطلاقاً من وضوح دوائر الانتماء ومن حقيقة الوجود القومي (ندوة القومية العربية والإسلام، ص 492-493).2- نتوقع أن تتفاعل ظاهرتا القومية العربية والإحياء الروحي في الواقع العربي، فتحتل القيم الروحية مكانها في الفكرة القومية، وتؤدي دورها في دفع الفكرة وإنجاحها، وتطرح مفهوماً صحيحاً للعلاقة الوثيقة بين القوميـة العربية والإسلام، يدرك أبعاد عالمنا وعصرنا. 3- إن الخلل في فهم العلاقة بين القومية العربية والإسلام لن ينتهي بسرعـة، لأنه سيبقى قائماً ما دام هناك انغماسيون وانكماشيون - ويعني الدجاني هنا بالانغماسيين أولئك الذين يتبعون حركات التغريب الانغماسية، والانكماشيين أولئك الذين يتبعون الحركات السلفية المتزمتة الانكماشية- ولكن هذا الخلل سيتضاءل مع تدفق تيار النهضة الذي يُقرن الأصالة بالمعاصرة.4- سوف يبرز اتجاه قوي في الوطن العربي وفي العالم الإسلامي يدرك العلاقة الوثيقة بين الوحدة العربية والتضامن الإسلامي، ويعمل على تحقيقها.5- سوف تتسم النظرة إلى التضامن الإسلامي بالواقعية، وأن تنجح من ثم في إيجاد السُبل العملية للوصول إليه.6- سوف تتأكد أهمية الشورى والديمقراطية وصيانـة حقوق الإنسان إلى جانب التحرر والوحدة في أهداف النضال العربي، وسوف تساعد هذه المظاهر على بلوغ هدفي التحرير والوحدة، وفي سلوك طريق نحو التضامن الإسلامي.وقد كان المفكر الفلسطيني/السوري قسطنطين زريق على الدجاني أن "مستقبل العلاقة بين القومية العربية والإسلام رهين بمفهومنا لكل منهما، وبنوع سعينا في سبيلهما". (ندوة القومية العربية والإسلام، ص 503

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram