اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > السرطان مرض ينافس المفخخات في نهش أجسام العراقيين!

السرطان مرض ينافس المفخخات في نهش أجسام العراقيين!

نشر في: 16 إبريل, 2012: 07:33 م

 بغداد/ إيناس طارق أصبح جليس غرفته الفارهة محاولا كتم سر مرضه الذي فاجأه على حين غفلة ، بعد أن كان قوي البنية يحب التمتع بالحياة كيفما يشاء ، أصبح يتوارى عن الأنظار ولا يريد التكلم مع الأشخاص وكأنه مصاب بمرض معد! مصطفى البالغ من العمر العقد الرابع اكتشف إصابته بمرض السرطان بعد أن أغمى عليه في مقر شركته فهو صاحب شركة مقاولات كبيرة
ساهمت في إعمار عدة مبان دمرت بعد عام 2003 وسبب إصابته بهذا المرض هو تعرض جسمه إلى إشعاع اليورانيوم المنضب، مصطفى الذي كان يحمل أوراقه بانتظار دوره في تلقي جرعة علاج كيماوي في مستشفى الطب النووي ، لعل العلاج يسعفه ويخرج هذا المرض الذي اكتسح جسده دون سابق إنذار ، فهو المرض الوحيد الذي لا يفرق بين غني وفقير، لكنه وجد أن عددا كبيرا من المرضى الذين سبقوه بأشهر في انتظار موعد عمل التحليل أو الأشعة أو الرنين، أعداد تفوق التصور ربما تصل إلى المئات من المرضى ينتظرون أمامه موعدهم . وإن حالة من الحزن والإشفاق تعصرك وأنت تتجه صوب المستشفى الواقع على مقربة من ساحة الأندلس وسط بغداد مما يجعلك تتساءل من أولى بالعلاج من مرض السرطان المواطن أم هذا المركز. بلد بأكمله قد ضاع بين نيران الحروب وأنياب السرطان وان من لم يمت بالقنابل نهشت جسمه فيروسات المرض الخبيث. تصريحات ورصاصات تتطايرليست رصاصات القتل والمفخخات وحدها تتطاير فوق رؤوس العراقيين وتنقّض على حياتهم، فهناك خلف الأبواب المغلقة يضع الملايين منهم عينات من أجسادهم لمعرفة ما أصابها من مرض، بدءا من تحاليل الدم المتعارف عليها وتشخيص الأمراض السرطانية وغيرها المستعصية وصولاً إلى ارتفاع تكاليف إجراء التحاليل المختبرية لتنتهي بالتشخيص غير الدقيق وربما الخاطئ .مع تصريحات المسؤولين الذين اختلفوا في اختصاصاتهم السياسية والبيئة للحديث عن مصادر الإشعاع النووي وحجم التلوث الذي مر به العراق إبان حروبه الطويلة ، ولم يتوار هؤلاء المسؤولين عن إطلاق صيحات تطميناتهم  حول عدم خطورة مناطق أصبحت مأوى للأمراض الفتاكة والسرطانات.أسباب وفيات الأطفالولا يخفى للقاصي والداني أن العراق قد مر بانتكاسات كبيرة أدت بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى تلوث البيئة، وما زال السؤال المهم هل نحن نعيش فعلا في بيئة نظيفة وخالية من تلك المواد المشعة ؟ ، حتى العراقيين الذين غادروا العراق بعد1991 لم يسلموا من الإصابات السرطانية القاتلة فقد أكدت نتائج دراسة أجريت في الخارج أن اللعب عند الركام القاتل القريب من المناطق المشعة هو أحد أسباب وفيات الأطفال العراقيين في الدول الأوربية، ممن غادروا العراق بعد عام 1991 كما أن الكويت والإمارات العربية المتحدة والأردن منعت في وقته دخول السكراب العراقي إلى أراضيها، بعد أن أكدت تلوثه بالإشعاع . يخافون على شعوبهم ونحن مسؤولونا يجعلوننا حقل تجارب لكل من هب ودب من الدول.مناطق موبوءةإن الفحوصات الطبية والإشعاعية التي أجريت بعد انتهاء الحرب عام 2003 بأشهر أثبتت وجود أمراض جديدة خاصة في المناطق التي كانت على تماس مباشر مع الموقع ومخلفاته التي رميت إلى قاع النهر وشهدت مستشفيات مناطق العراق الجنوبية ارتفاعا مخيفا في نسبة الإصابة بسرطان (اللوكيميا) والأمريكان كانوا قد سحبوا قبل حربهم الأخيرة أربعين طنا من اليورانيوم المنضب عبر فرق التفتيش وتركوا المواقع بعد انتهاء الحرب وسقوط النظام السابق عرضة للنهب والسلب الذي استمر شهرين على الرغم من وجود قواتها في اغلب هذه المواقع ، إن ما قامت به الإدارة الأميركية الحالية ينبغي أن تحاكم عليه دوليا ، فهي السبب المباشر لموت الآلاف من العراقيين والسبب المباشر في الأمراض المنتشرة في العراق والأمر يزداد سوءا لينضم إلى قافلة هذا المرض مرض سرطان الثدي حيث تقول مروة ذات العشرين عاما : إنها مصابة بمرض سرطان الثدي ولا تعرف كيف حدث لها ذلك لكن حسب تشخيص الأطباء الأولي نتيجة تعرضها إلى إشعاع اليورانيوم المنضب فهي كانت تسكن قرب المفاعل النووي العراقي في محافظة نينوى ، فهي تحس باليأس والخوف من فقدانها الحياة وحسب تعبيرها ما الذنب الذي اقترفته لتكون ضحية الحروب.تعددت الأسباب والموت واحد تعددت الأسباب والموت واحد ومن يجد له مكانا مناسبا للموت لن يجد أفضل من العراق ومن لم يمت بسبب الانفجارات والاغتيالات والخطف مات حتما بسبب إصابته بأحد الأمراض الخبيثة بأنواعها ، ونهشه السرطان من كل جهة. ألا يحق لهذا الشعب أن يعيش بسلام فهم لا ذنب لهم سوى أنهم عراقيون.وقد قتل أكثر من مليون طفل عراقي، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق والحصار الذي فرض على هذا الشعب المبتلى بحكومات تعشق العنف والقتل والحروب لا أكثر من عشر سنوات ، ونتيجة طيش النظام المقبور أصيب آلاف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الأنسولين ، وهبط عمر العراقيين 20 سنة للرجال و11 سنة للنساء وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي. والمسلسل طويل ولم ينته.حيث حذر الدكتور قيس السلمان رئيس الهيئة الدولية للبيئة والطاقة في الأكاديمية الملكية الدولية من أن نصف سكان البصرة سيصابون بأمراض سرطانية في حدود عام 2020، بسبب وجود مخاطر حقيقية بعد ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان إلى أكثر من 177 ألفا و834 حالة  بموجب جدول أ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram