الناصرية / حسين العاملأثار اعتقال مصور إحدى القنوات الفضائية في محافظة ذي قار قلق العديد من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، عادين ذلك انتهاكا لحرية الصحافة وقانون حماية الصحفيين الذي أقره مجلس النواب مؤخرا. وقال الصحفي علي عبد النبي الزيدي لـ"المدى": إن لجوء بعض الأفراد والمؤسسات الحكومية
 إلى ملاحقة الصحفيين قضائياً بدعاوى كيدية يشكل انتهاكاً صارخا لحرية الصحافة والإعلام والتعبير عن الرأي الذي كفله الدستور.وأشار إلى "استغلال بعض الجهات نفوذها الحزبي لترهيب الصحفيين والضغط عليهم"، داعيا جميع الصحفيين والجهات المعنية الأخرى إلى "الوقوف بحزم بوجه مثل هذه التوجهات التي من شأنها تكريس الاستبداد وتعيد للمشهد الإعلامي ما كان يحصل من انتهاكات للصحفيين إبان حقبة الدكتاتورية"، على حد قوله.وكان مصور قناة "الفيحاء" الفضائية أزهر الأزرقي، قد اعتقل صباح أمس الأول الأحد عقب قيامه بتغطية احتفالية نظمتها كلية طب جامعة ذي قار، إذ قام أحد موظفي الجامعة برفع دعوى قضائية على الأزرقي بعد أن صدرت ضده عقوبة إدارية من رئاسة الجامعة بسبب تجاوزه على فريق فضائية "الفيحاء" المكلف بتغطية الاحتفالية بناء على دعوة رسمية من الجامعة نفسها.مدير مكتب قناة "الفيحاء" الفضائية في ذي قار علي الشيال، أعرب لـ"المدى" عن استيائه مما حصل ويحصل من انتهاك للحريات الصحفية.وأضاف "أن اعتقال زميلنا أزهر وما يحصل من تجاوزات وانتهاكات متكررة تتعرض لها الأسرة الصحفية أخذ يثير قلق الجميع وجعلنا نشكك بفاعلية وجدوى تشريع قانون حماية الصحفيين".وأوضح "تعرض زميلنا الأزرقي للسجن بعد أن انتهكت حقوقه الصحفية في حرم الجامعة، وقد كنا نعتزم إقامة دعوى قضائية بهذا الشأن لمحاسبة الجاني، إلا أن تدخل رئيس الجامعة واعتذاره رسميا عما حدث جعلنا نوقف الإجراءات القضائية".وتابع الشيال قائلا: "لكن ما حصل أن الجاني هو من رفع دعوى قضائية  على أزهر الأزرقي، وذلك بعد أن وجهت له رئاسة الجامعة عقوبة إدارية على خلفية اعتدائه على فريق "الفيحاء"، داعيا إلى وقف الدعاوى الكيدية التي تستهدف الصحفيين والعمل على تأمين الحماية لهم وتمكينهم من الوصول للمعلومة.ولفت الشيال إلى وجود قصور واضح في التشريعات القانونية التي تكفل حرية العمل الصحفي وحماية الصحفيين من الانتهاكات والتجاوزات.بدوره عزا رئيس تحرير جريدة "عكد الهوا" عدنان عزيز دفار، أسباب تعرض الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام للاعتداءات وانتهاك حقوقهم، إلى "جهل العديد من منتسبي الدوائر الرسمية أهمية العمل الصحفي، وهو ما جعلهم يتعاملون مع الصحفي على أنه عدو يتربص بهم، وهذا أمر فيه الكثير من الخطورة على حياة وحرية الصحفي".وأكد لـ"المدى" أن ما يحدث من انتهاكات لحقوق الصحفيين خلال التغطيات الإعلامية "أمر يثير القلق ويتطلب إعادة النظر في مجمل السلوكيات القاصرة، كما يتطلب تنظيم حملات توعوية وتثقيفية لموظفي الدولة والقوات الأمنية للتعريف بأهمية الدور الرقابي لوسائل الإعلام والعاملين فيها".أما الصحفي والكاتب حيدر عبد الخضر فقد قال لـ"المدى": إن هنالك تحديات كثيرة وكبيرة ما زالت تواجه العمل الصحفي في مرحلة ما بعد العام 2003، مبينا "ما زال عدم الشعور بالمسؤولية تجاه ما يقوم به الصحفي من جهد كبير في رصد الظواهر والسلوكيات المنحرفة هو السائد".وذكر عبد الخضر "نلاحظ بين آونة وأخرى حصول جملة من التجاوزات التي تنتهك حقوق الصحفيين وخاصة من قبل بعض الجهات والمؤسسات الرسمية التي لا تتعامل بمهنية ووعي ومسؤولية مع العاملين في وسائل الإعلام"، لافتا إلى أن تلك الجهات "تتمنى وتسعى أن يكون عمل الصحفي يصب في مصلحتها فقط ويدور في فلك توجهاتها وأنساقها ويخدم أغراضها الدعائية الهادفة إلى تلميع صورتها"، بحسب تعبيره.