TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > ثرثرة باريسية: صديقي محمد الملا عبد الكريم

ثرثرة باريسية: صديقي محمد الملا عبد الكريم

نشر في: 16 إبريل, 2012: 08:51 م

 د. جليل العطيةكلما أتذكر اسمه أذكر عراق الخير والإبداع والخصب ولكم حزنت لأنني حرمت من المشاركة في حفل تكريمه الحاشد ! على أن ملحق "المدى" ضمن سلسة (عراقيون من زمن التوهج) خفف ألمي بعض الشيء. لكن صورته  الوضيئة الشامخة أعادتني إلى الأيام الخوالي!
انتحبت وأنا أسمع وضعه الصحي الصعب !هو يكبرني بأقل من عشر سنوات، لكن همومه وهموم أمته، والظروف المعقدة التي عاشها عراقنا الحبيب عَبر الحِقب السياسية المختلفة جعلته يشيخ قبل الأوان لكن عقله الجبار يتوقد ويتألف! كنت وإياه نعمل موظفين في دائرة واحدة ، وفي مجلة شهرية واحدة! في خريف 1960 عينت موظفاً في وزارة الإصلاح الزراعي ببغداد التي كانت تقع في الفرع المجاور لمطعم "شريف وحداد " التاريخي ذي الصلة القوية بثورة الرابع عشر من تموز 1958 ..    وأمام فندق جبهة النهر ... وهو شارع  النهر الذي كان يموج بمحلات الصائبة المندائيين ومخازن البضائع الجميلة ، وكنت احيي كل صباح الأستاذ عاصم الخياط – أحد القادة المؤسسين للحزب الشيوعي العراقي.كنا في غرفة واحدة نعمل في مديرية التوجيه والنشر – إحدى مديريات وزارة الإصلاح الزراعي .كان مديرنا الشاعر "صفاء أكرم الحيدري" – شقيق الشاعر البارز "بلند الحيدري" وهما لا يحتاجان الى تعريف !كانت الغرفة تضم حشداً من المثقفين والمبدعين اليساريين يتقدمهم المحتفى به اليوم وغداً وبعد غد :محمد الملا عبد الكريم.كانت الغرفة المكتب تضم أيضاً المناضلة المعروفة :السيدة زكية خليفة الزيدي ، التي رحلت في الغربة مؤخراً وتضم :جيان يحيى عبد المجيد بابان – احد كبار المبدعين في كتابة القصة والمسرح والمقيم – حتى اليوم كما بلغني في براغ حيث عمل في إذاعتها العربية سنين طويلة ثم أدركه التقاعد لكنه يواصل الإبداع! بعد ان نفض غبار "الكسل" الذي لازمه. ومنهم : علي تايه، الشاعر الشعبي اللذيذ صاحب "الهوسات" الشهيرة! ومنهم: جعفر حسن الأديب – من أسرة آل الأديب النجفية الكريمة ، وهو شاعر شعبي مرموق.ومنهم: جاسم يوسف الياسري شقيق شمران أبي كاطع الذي كان قد غادر محتجا لسبب ما وكذلك فاضل رشيد المنولوجست الشهير !كل هذا الحشد الرائع كان يمثل رأياً وكنت أمثل "الرأي الاخر" !على أن الأستاذ محمد عبد الكريم المدرس الذي كنت أواجه ابتسامته كل صباح كان رفيقي – ليس في الحزب – لأنني كنت في "الطرف الآخر" كما اعترفت. كنا مسؤولين عن (مجلة الإصلاح الزراعي الشهرية) وبرنامج إذاعي يبث من إذاعة بغداد. كانت المجلة تصدر لسنوات عديدات باللغتين العربية والكردية.وكنت أعمل في القسم العربي .كانت المجلة تطبع في مطبعة "محمد صالح الاعظمي" في شارع المتنبي ببغداد، ولطالما سرنا- كاك حم وانا- في شارع النهر نقطع الدروب مشياً على الأقدام لنقدم المواد الى المطبعة .. وأثناء هذا الطريق كنت أفيد من علمه الغزير وطرائفه التي لا تنسى .كانت لدي مشكلة في النحو وحتى في الإملاء فأشار علي ان أحاول الدراسة في المساجد وقال لي لو كان الوالد يقيم هنا  لجعلتك من تلامذته.. كان الأخ الكبير الناصح والمعلم والمرشد ..في الذهن تفاصيل أخرى عن صلتي التي اعتز بها مع الأستاذ محمد .. سيأتي أوان تفصيلها ..قبلة على جبين..لاحظ العنوان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram